كشفت اعترافات مفصلة لأحد المواطنين الإريتريين من قبيلة "العفر"، المنتشرة في منطقة القرن الأفريقي، عن نشاط مكثف للحوثيين في تلك المنطقة الحساسة التي تشرف على البحر الأحمر.
وأكدت الاعترافات أن الجماعة الحوثية تمكنت من إنشاء خلايا سرية تعمل على استقطاب أفراد القبيلة، مع وعود إيرانية بتقديم دعم مالي وعسكري لدعم حملة انفصالية تهدف إلى استقلال الإقليم عن الدول الثلاث: جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.
المصدر الرئيسي لهذه المعلومات هو المواطن الإريتري "علي أحمد يعيدي"، الذي اعتُقل مؤخراً في الساحل الغربي لليمن.
خلال التحقيق معه، كشف يعيدي عن دوره في عملية تجنيد أفراد من قبيلة "العفر" وإرسالهم إلى اليمن بهدف تغيير مذهبهم وتدريبهم عسكرياً ليصبحوا نسخة من الجماعة الحوثية أو ما يُشبه "حزب الله" اللبناني.
تفاصيل أكثر
في تسجيل مصور بثته القوات الحكومية المتمركزة في الساحل الغربي لليمن، التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، أوضح يعيدي بأنه بدأ العمل مع الحوثيين أثناء وجوده في جيبوتي. حيث جاء إليه ممثل عن الجماعة الحوثية يدعى "محمد علي موسى"، المسؤول عن إرسال أبناء قبيلة "العفر" إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظة الحديدة.
وفقًا لإفادته، التقى يعيدي مع مندوب الحوثيين في جيبوتي، الذي عرض عليه الانضمام إلى مجموعة تتكون من 9 أفراد آخرين للسفر إلى اليمن.
استقلت المجموعة قاربًا يقوده أحد الحوثيين يُدعى "أبو يحيى"، وأُرسلوا إلى سواحل محافظة الحديدة، حيث كان في استقبالهم شخص آخر من قبيلة "العفر" يدعى "محمد علوسان"، الذي يعمل منسقاً للتمدد الحوثي في القرن الأفريقي، بالإضافة إلى مندوبيْن حوثيين آخرَين هما "أبو ياسين" و"أبو الكرار".
بعد وصولهم، نُقلت المجموعة إلى منزل في مدينة الحديدة، حيث أمضوا أسبوعًا قبل نقلهم إلى موقع جديد شمال المدينة بالقرب من البحر، حيث استمرت فترة تدريبهم لمدة شهرين.
خلال هذه الفترة، تلقوا محاضرات طائفية على يد أحد عناصر الحوثيين، ركزت على "ملازم حسين الحوثي"، وهي مجموعة من الخطب التي كان مؤسس الجماعة يلقيها على أتباعه في صعدة قبل تمرده على السلطة المركزية عام 2004.
بالإضافة إلى ذلك، عرض عليهم المدربون مقاطع فيديو للحروب التي خاضتها الجماعة ضد القوات الحكومية، بما في ذلك التمرد على الشرعية والحرب المستمرة منذ عام 2014.
الانتقال إلى صنعاء
بعد انتهاء الدورة الأولى، تم نقل المجموعة إلى حي الربصة في الحديدة لعدة أيام، ثم إلى العاصمة صنعاء، التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.
هناك، نُقلوا إلى بيت سري، حيث كانوا محتجزين بشكل كامل داخل المنزل دون السماح لهم بالخروج أو اللقاء بأي شخص.
كانوا ينقلون بين أماكن إقامتهم وسيارات معتمة النوافذ، واستمرت فترة التدريب الجديدة لمدة ثلاثة أسابيع، ركزت على تعزيز المعتقدات الحوثية وتسفيه معتقدات قبيلة "العفر".
على الرغم من صعوبة نشر الأفكار المذهبية في قبيلتهم بسبب انتمائهم للمذهب السني والطقوس الصوفية، عمل الحوثيون على تقديم مقاطع مصورة تقدس علماءهم، محاولين إقناع المتدربين بنشر هذه الأفكار بين أفراد قبيلتهم.
استهداف الأطفال
مع تأكد الحوثيين من صعوبة تحقيق التغيير المذهبي بين البالغين، اقترحوا استراتيجية جديدة تتمثل في إرسال أطفال من قبيلة "العفر" إلى اليمن لإلحاقهم بدورات تغيير مذهبي. اعتبر الحوثيون أن الأطفال سيكونون أكثر تقبلاً للأفكار التي يطرحونها.
العودة إلى الحديدة
بعد انتهاء الدورة الثانية، أعيدت المجموعة إلى مدينة الحديدة، حيث التقى محمد علوسان ومحمد علي موسى بالمتدربين مرة أخرى.
أكد علوسان على أهمية العودة إلى القبيلة وإرسال مجموعات أخرى للتدريب، مشيرًا إلى الاستعداد الإيراني لتقديم دعم مالي وعسكري لدعم حملة انفصالية لقبيلة "العفر".
ووصف المشروع بأنه فرصة لتحقيق استقلال القبيلة عن الدول الثلاث، مشيرًا إلى أنهم سيكونون "قوة كبيرة وفاعلة على ساحل البحر الأحمر".
عاد يعيدي ومن معه إلى جيبوتي بعد الاتفاق مع الحوثيين على إنشاء معسكرات آمنة لتدريب مقاتلي القبيلة وإرسال الذكور، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا، إلى اليمن للتدريب على القتال في البر والبحر. حصل يعيدي على مبلغ 500 دولار لكل شخص تم إرساله.
دور خفر السواحل
في تطور متصل، أعلنت قوات خفر السواحل اليمنية بقطاع البحر الأحمر، بالتعاون مع شعبة الاستخبارات في القوات التي يقودها طارق صالح، عن ضبط شحنة أسلحة نوعية قادمة من إيران عبر ميناء جيبوتي إلى ميناء الصليف في محافظة الحديدة.
يشير هذا الاكتشاف إلى التعاون الوثيق بين إيران والحوثيين في تعزيز نفوذهم في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news