تبرز "ألوية العمالقة الجنوبية" السلفية كواحدة من أقوى التشكيلات العسكرية الموازية التي تشكلت خلال الحرب التي فرضها تمرد جماعة الحوثي المدعومة من نظام إيران وسيطرة الجماعة -وحليفها آنذاك الرئيس الأسبق علي صالح- على الدولة اليمنية ومقدراتها، وسطوها على معظم مقدرات الجيش اليمني وترسانة سلاحه وذخائره.
أفضت الحرب إلى تفكك الجيش اليمني النظامي، وفيما وجهت جماعة الحوثي مجهودها المستمر لبناء جيش طائفي بعقيدة مذهبية وجغرافية ذات صبغة إيرانية، تنامت القوات العسكرية والأمنية التي تشكلت بدعم إماراتي وسعودي تحت عناوين مواجهة الحوثي ليتوسع نفوذها لفرض واقع جديد مواز لقوات الجيش الوطني النظامي الذي بذلت السلطة الشرعية جهودا لإعادة بنائه وتشكيل هياكله وفروعه.
تلك الجيوش الموازية تم تطويرها وفق عقائد طائفية وجغرافية وولاءات غير وطنية خارج سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا وخارج هياكل وزارتي الدفاع والداخلية. وتعد "العمالقة الجنوبية" واحدة من أهم الفصائل السلفية المسلحة من حيث القدرات العددية والعتاد الحربي.
يقودها حاليا الشيخ السلفي العميد عبدالرحمن صالح زين عقيل المحرمي المعروف بـ(أبو زرعه) وهو من أنباء منطقة يافع.
نستعرض في هذه المادة التحليلية مراحل تشكيل "قوات العمالقة" وظروف تطورها، وأبرز قادتها، وقدراتها المادية والبشرية وطبيعة تنظيمها وخارطة انتشارها.
بدأ تشكيل "قوات العمالقة" ضمن الأذرع العسكرية والأمنية التي أشرفت الامارات على بنائها عقب تحرير مدينة عدن من الحوثيين في يوليو 2015، باستقطاب قادة ومجاميع التيار السلفي في عدن والمحافظات الجنوبية، وبعضهم انخرطوا في القتال ضد الحوثيين في المدينة ضمن هبة أبناء عدن لمقاومة الحوثي شعبيا، وأشرفت الإمارات، حاملة ملف جنوب وشرق اليمن، على تجميع المقاتلين السلفيين وتدريبهم في معسكرات خارج البلاد ومدهم بالدعم والسلاح، وتأطيرهم في كتائب وألوية، بعضها تم الدفع بها في معارك تحرير المناطق المجاورة لعدن.
وقد تم حصر الانتساب لهذا الفصيل على قادة وأنصار السلفيين بدرجة رئيسية من محافظة لحج معقل التيار السلفي في الجنوب، ومن عدن، إلى جانب ضباط جنوبيين سابقين ونشطاء مؤيدين لمشروع الانفصال، مع التركيز على ما يعرف بمثلث (الضالع، يافع- ردفان) معقل الحراك الانفصالي وجناحه المسلح.
برزت إلى الواجهة مطلع العام 2017 تحت مسمى "ألوية العمالقة بالساحل الغربي" خلال انخراطها في معارك "الرمح الذهبي" لتحرير المناطق الساحلية على البحر الأحمر وباب المندب في محافظات لحج وغربي تعز وصولا إلى أطراف مدينة الحديدة شمالا، التي انتهت بتوقف تقدم القوات بعد توقيع اتفاق "استوكهولم" ديسمبر 2018.
مدت الإمارات تلك القوات بتمويلات مالية هائلة وسلاح وأعتدة ثقيلة دبابات ومدفعية ومدرعات حديثة وراجمات صواريخ وذخائر مضادة للدروع وصواريخ موجهة، وأسندتها بتغطية جوية وبحرية وعمليات الطيران المسير، وتغطية إعلامية ودعائية كبيرة.
كانت الألوية حينها تعمل تحت إطار وزير الدفاع الأسبق اللواء ركن هيثم قاسم طاهر، الذي كلفته الإمارات بالإشراف الميداني على القوات، وكان مقاتلو العمالقة آنذاك حوالى 30 ألف مقاتل يتشكلون في 12 لواء، منها ثلاثة ألوية تم تشكيلها من أبناء مقاومة تهامة والحديدة.
في مطلع 2019م عينت الإمارات القيادي السلفي العميد علي سالم الحسني، قائدا عاما لهذه الألوية، تزامنا مع تعيين اللواء هيثم قاسم بقرار إماراتي كقائد عام للقوات المشتركة في الساحل الغربي، التي ضمت ألوية المشاة وألوية العمالقة وقوات حراس الجمهورية والمقاومة الوطنية وألوية المقاومة التهامية. وقد تم تعيين العميد طارق صالح حينها نائبا لهيثم، ليتولى طارق بعدها قيادة تلك القوات.
ومنتصف 2020 أزاحت الإمارات الحسني من قيادة القوات، بعد نشوب خلافات داخل القوات ومعارضة بعض القادة تأطيرها تحت قيادة طارق صالح، وعينت أبو ظبي الشيخ ابوزرعة المحرمي بدلا عن الحسني قائدا للعمالقة رغم إعلان بعض قادة الألوية معارضة القرار. ولاحقا تم تعيين الحسني، مستشارا للقائد العام المحرمي.
المحرمي برز على الساحة للمرة الأولى كقائد ميداني في معارك الساحل الغربي، وهو من مواليد منطقة رصد يافع محافظة أبين، ولا تتوفر معلومات ومصادر موثوقة حول مؤهلاته العلمية ودراسته وحياته، وتتحدث منصات إعلامية جنوبية أنه درس في مركز دار الحديث بدماج، معقل السلفيين في محافظة صعدة شمالا، وأن له قرابة مع اللواء الركن أحمد سيف اليافعي نائب رئيس هيئة الأركان الذي قتل في المخاء غربي تعز في فبراير 2017م.
لم يكن أبو زرعه بارزا كبقية مشائخ السلفية، ولم يلتحق سابقا بالخدمة العسكرية، وتقول مصادر أنه قبل 2016 كان يعمل تاجرا في دولة خليجية.
تعيين المحرمي تزامن مع اتجاه الإمارات لإعادة ترتيب أذرعها العسكرية والأمنية وتأطيرها تحت هياكل المجلس الانتقالي، الواجهة السياسية لأبو ظبي جنوب اليمن أنشأته في مايو 2017 بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، ابن محافظة الضالع وأحد قادة الحزب الاشتراكي المحسوبين على علي سالم البيض والقيادات الميدانية لحركة "حتم" الجناح الانفصالي المسلح.
مدرعات تابعة للعمالقة الجنوبية ترفع علم الانفصال (وكالات)
قوات جنوبية خالصة
مع بدء تصعيد الانتقالي ضد الحكومة الشرعية في عدن وسيطرة قواته على المدينة وتمددها نحو محافظة أبين وصولا إلى شبوة، انسحبت قوات جنوبية من الساحل الغربي إلى عدن ولحج، وبعضها انخرطت في مواجهة القوات الحكومية. أفضى ذلك إلى توقيع "اتفاق الرياض" في الخامس من نوفمبر 2019، برعاية سعودية ورغبة إماراتية بين الحكومة الشرعية والانتقالي تضمن نصوصا -لم يتم تنفيذها- لإعادة انتشار قوات الانتقالي خارج عدن ودمجها في هياكل وزارتي الدفاع والداخلية. تلى ذلك إعلان القوات المدعومة إماراتيا انسحابها من المناطق في محيط مدينة الحديدة منتصف نوفمبر 2021، فيما وصفته بـ"إعادة التموضع والانتشار".
منذ تحرير عدن وما بعد سيطرة الانتقالي وتوسع قواته، وهي خليط من أنصار الاشتراكي والانفصال، وقادة وأنصار التيار السلفي، تم إزاحة أي قوات شمالية من المحافظات الجنوبية، ولاحقا تم استبعاد القوات الوطنية الجنوبية التي لاتؤمن بمشروع الانتقالي والانفصال والمعارضة لمشروع الإمارات.
حدث التحول العميق لهذه القوات في يناير2022 مع قرار المحرمي بتغيير اسم هذا التشكيل، ليصبح اسمها "ألوية العمالقة الجنوبية"، وتغيير شعارها ومحرراتها وخطاباتها. ضمن عملية التهيئة لدمج هذه القوات كأحد أفرع "القوات المسلحة الجنوبية" الخاضعة للانتقالي، لتعيد القوات انتشارها القتالي وفق مقتضيات التوجهات الجديدة.
بدأت القوات بعدها برفع أعلاما تشطيرية، والتعبير عن نفسها كقوات جنوبية خالصة، وتتجذر لدى مقاتليها الايدلوجيا الطائفية والجغرافية معا. قبل هذا التغيير التحولي كانت قيادة القوات تضع شكليا في الأوراق والمحررات الرسمية اسم الجمهورية اليمنية ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة. وفقا لبعض الوثائق والمراسلات المتداولة.
يؤكد المحرمي في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية، 25 أغسطس 2023، أن إضافة كلمة "الجنوبية" إلى تسمية وشعار القوات جاءت لأن جميع منتسبيها من المحافظات الجنوبية. مقدما شكره وتقديره لأبناء المناطق الشمالية الذين قال إنهم ساهموا مع قواته في مواجهة الحوثيين.
هذا التحول كان ضمن مساعي الإمارات لتعزيز نفوذ أذرعها على عدن والمحافظات الجنوبية وإعادة تنظيم تشكيلاتها العسكرية والأمنية، تمهيدا لخطوة تالية لتثبيت الانتقالي وقواته سياسيا وشرعنته كقوة في العملية السياسية وشريك في الحكومة وحصوله على اعتراف دولي.
وقد جاء إعلان نقل السلطة في 7 أبريل 2022 برعاية سعودية وموافقة إماراتية قضى بإعلان الرئيس هادي لمجلس القيادة الرئاسي بتشكيلة ثمانية أعضاء ضمنت الإمارات تعيين ثلاثة من رجالها أعضاء في المجلس. تم تعيين رئيس الانتقالي وقائد قواته عيدروس الزبيدي، وأبو زرعه المحرمي القائد العام للعمالقة الجنوبية، واللواء فرج البحسني، أعضاء في المجلس الرئاسي.
ثم أعلن لاحقا انضمام المحرمي والبحسني رسميا للمجلس الانتقالي، وتعيينهما نائبين لرئيس المجلس بقرار أصدره عيدروس، 8 مايو 2023.
رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي وعلى يمينه نائبه المحرمي
انتشرت القوات في محافظة شبوة بمشاركتها في استعادة تحرير مديريات بيحان وعين وعسيلان من الحوثيين مطلع 2022، وتقدمت لتحرير مديرية حريب وصولا إلى أطراف مديرية العبدية بمحافظة مأرب، الحدودية مع شبوة. قبل إعلانها انتهاء العمليات عند تلك الحدود، بما لها من أبعاد سياسية وجغرافية. لاحقا فرض الانتقالي وقواته سيطرته الكاملة على شبوة ومنابع ثرواتها.
ومثلما توقفت القوات الجنوبية التابعة للانتقالي في لحج والضالع عند الحدود بين الشطرين قبل إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 90م، خرج عيدروس الزبيدي في خطاب له آنذاك متحدثا عن العمالقة كقوات جنوبية تابعة للانتقالي، وقال إن تقدم قوات العمالقة إلى حريب مأرب هدفها "تأمين لمحافظات الجنوب.. فالمحافظات المحاذية للجنوب هي عمقنا الاستراتيجي". مؤكدا الفرز المناطقي لقوات العمالقة، وقال إنها "قوات جنوبية خالصة" تأسست لقتال الحوثي، مبديا استعداده "لمساعدة إخواننا في الشمال لدحر الحوثي".
بداية 2022، تم تشكيل ألوية عمالقة من أبناء مأرب تحت مسمى "محور عمالقة سبأ"، بقرار أصدره العميد المحرمي، وتعيين الشيخ عبدالهادي نمران المرادي، أحد مشائخ قبيلة مراد مأرب، قائدا للمحور الذي يضم مجاميع من قبيلة مراد وعناصر سلفيين وقبائل من مأرب والبيضاء. تم تشكيلهم في ثلاثة ألوية، وتتلقى ألوية المحور مدفوعات ومرتبات من الإمارات وبعض الدعم من السعودية.
وفي الحديدة، تم تفكيك عمالقة تهامة وإهمالها، ولاحقا تم إعادة تشكيلها في 2 ألوية بدلا عن ثلاثة، وتأطيرها ضمن قيادة وهياكل "المقاومة الوطنية" بقيادة طارق صالح.
يتشبث الانتقالي وداعموه بالمضي لبناء قوات مسلحة جنوبية وتطوير قدراتها، كقوات مستقلة بذاتها وهياكلها القيادية والعملياتية، كبنية تنظيمية موازية لقوات الجيش النظامية وأجهزتها الرسمية، ولهياكل ومهام وزارة الدفاع.
ويعلن المجلس صراحة رفضه دمج قواته ضمن هياكل وزارة الدفاع، ويستخدم مؤسسات وواجهات الدولة اليمنية كغطاء تكتيكيي مؤقت لتحقيق هدف بناء جيش جنوبي يؤسس لمشروع "الاستقلال وبناء دولة جنوبية". وفي حالات محدودة قبل بتأطير بعض قواته وأفرعها شكليا ضمن هياكل وزارة الدفاع التي يتنامى نفوذه داخل بنيتها التنظيمية والقيادية.
ومثلما تعذر تنفيذ بنود اتفاق الرياض المتعلقة بالترتيبات العسكرية والأمنية، يتكرر الأمر بفشل دمج القوات والتشكيلات العسكرية والأمنية المنضوية تحت معسكر المجلس الرئاسي وإعادة تنظيمها تحت إطار وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وفقا لما تضمنه اعلان نقل السلطة، والمهام الموكلة إلى اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة المساندة للمجلس التي تم تشكيلها قبل ثلاث سنوات.
وقد توسع نفوذ قوات العمالقة، بتوسع نفوذ الانتقالي وقواته، وتمدده إلى سقطرى وشبوة شرقا، واحتفاظه بالنفوذ في ساحل حضرموت ومحاولاته الحثيثة لفرض سيطرته على الهضبة والوادي والصحراء الحضرمية على الحدود مع السعودية، والتقرب من المهرة على البحر العربي وحدود سلطنة عمان.
النفوذ المتنامي للقوات السلفية الموالية للإمارات، دفع السعودية لتشكيل قوات سلفية جنوبية كمحاولة لاحتواء تنامي العمالقة وبقية فصائل قوات الانتقالي وإحداث بعض التوازن، لتتجه الرياض نحو تشكيل "قوات درع الوطن" كقوات سلفية موالية للسعودية تتبع كليا قيادة القوات المشتركة وتتولى السعودية إدارتها وتمويلها وتدريبها ومدها بالسلاح والمدفوعات. قوات الدرع بدأ تشكيلها مطلع 2022 واستقطاب بعض قادة ومقاتلي العمالقة الجنوبية. وهي قوات غالبيتها جنوبية وتم نشرها في عدن ولحج والضالع وأبين ووادي حضرموت، وفي منفذ الوديعة البري مع السعودية، ومؤخرا تم نشرها في مناطق بمحافظة المهرة، وتتحدث معلومات عن خطة لنشرها في منفذ شحن البري مع عمان.
اجتماع المحرمي بقادة ألوية العمالقة الجنوبية في عدن
السلطة القيادية
تنضوي قوات العمالقة تحت إطار المجلس الانتقالي المتبني لدعوات تقسيم اليمن، كسلطة سياسية، بقيادة عيدروس الزبيدي رئيس المجلس و"القائد الأعلى للقوات" الجنوبية التابعة له.
ينوبه، عبدالرحمن المحرمي، كنائب لرئيس المجلس. وكليهما أعضاء في المجلس الرئاسي اليمني.
ومثلما يحتفظ عيدروس لنفسه بحق القيادة والقرار للقوات وإصدار قرارات التعيين لقوات الانتقالي، يحتفظ المحرمي لنفسه بسلطة القرارات والتعيينات في العمالقة بصفته "القائد العام" لها، رغم أن تلك القرارات والتعيينات هي حصرا من صلاحيات "رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة" وفقا لنصوص الدستور اليمني، ومن صلاحيات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي حصرا وفقا لاعلان نقل السلطة.
كما نجح المحرمي في رسملة بعض القوات والوحدات بانتزاع قرارات رئاسية لبعض قادتها وقرارات تعيينات وترقيات.
تنامى نفوذ قوات العمالقة الجنوبية وضعت يدها على بعض المؤسسات الإيرادية وبعض قطاعات النفط ومنشئات الغاز في شبوة.
منذ مطلع العام 2023 أجرى الانتقالي عملية إعادة هيكلة شاملة لقواته العسكرية، ومن بينها العمالقة، بمشاركة خبراء أجانب ولجنة ممثلة لفروع قواته الجنوبية.
وتفيد معلومات أن الانتقالي قد شكل فعليا هيئة ركن مصغرة، التي كان الزبيدي أعلن عزمه تشكيلها في مارس 2024، تضم الهيئة التي باشرت عملها قبل أشهر ضباطا بالانتقالي وممثلين عن الأفرع العسكرية التابعة له. ومن بين أعضائها العميد ركن علي بن حسن عبيد الجهوري اليافعي (لحج) مستشار قائد ألوية العمالقة، وهو عضو اللجنة العسكرية بالمجلس الرئاسي ممثلا للانتقالي والعمالقة، وعضو لجنة هيكلة قوات الانتقالي. كما تضم هيئة الركن العميد وسيم المحرمي (لحج).
مع تنامي نفوذ العمالقة وقائدها المحرمي وما بيده من صلاحيات على قواته وفي الجانب الرسمي منذ تعيينه عضوا في المجلس الرئاسي، وصلاحيات تنظيمية داخل الانتقالي منذ أعلن انضمامه للمجلس وتعيينه نائبا لرئيسه، استطاعت القوات تأمين مصادر تمويلية محلية إلى جانب المدفوعات والمرتبات الجيدة المتدفقة من الإمارات، فالفرد في هذه القوات يتلقى مرتبا شهريا منتظما بمتوسط لا يقل عن ألف ريال سعودي.
إذ وضعت القوات وقادتها اليد على بعض المؤسسات الإيرادية كشركة الخطوط الجوية والمنطقة الحرة في عدن، كما وضعت يدها على بعض قطاعات النفط ومنشئات الغاز في شبوة أهمها قطاع جنة.
وانخرط قادتها في استثمارات وأسسوا شركات تجارية وشركات صرافة، ويشارك المحرمي بحصة كبيرة من بنك وصرافة القطيبي التي استحوذت على حصص وعقود كبيرة في السوق خلال سنوات من نموها القياسي.
بعض قادتها يقيمون وعوائلهم في الإمارات، وبعضهم منحوا جنسيات إماراتية.
في 14 أغسطس 2023، اقتحمت قوات من العمالقة القصر الرئاسي في معاشيق عدن، واعتدت على رئيس الحكومة السابق معين عبدالملك ومحاصرته، لإجباره على الإمضاء على عقود وتمرير أوراق وتعيينات خاصة بالمحرمي وقواته.
وفي أغسطس 2024 أيضا اقتحمت مجاميع من العمالقة مكتب تابع لرئاسة الجمهورية في عدن، وقاموا بطرد الموظفين واغلاق المكتب والاستحواذ على مستندات ووثائق.
الجهاز الإداري
اتخذت قوات العمالقة لنفسها آليات خاصة للقيادة والسيطرة العملياتية والقتالية، ويضم جهازها الإداري عدة دوائر وإدارات في مختلف التخصصات، مرتبطة بالهيئات والدوائر المركزية لقوات الانتقالي. مثل هيئة العمليات والهيئة العليا للتأمين الصحي لقوات الانتقالي، أنشئت بقرار عيدروس في 2021.
من فعالية تخرج للعمالقة
لقوات العمالقة نظام خاص في التدريب، وأنشأت لها مراكز تدريبية ومنهجية خاصة بها للتوجيه المعنوي والتعبئة، وشعارات وموسيقى خاصة، وفي فعاليات التخرج والاستعراضات والتمارين التنشيطية لاترفع العلم اليمني وتؤدي قسم مختلف وتقوم بترديد أناشيد وأهازيج مختلفة عن الأناشيد والهتافات العسكرية المعتمدة لدى الجيش اليمني والنظام العسكري. تعتمد أساليب ومواد تعبوية ذات طابع ديني أيدلوجي، يعزز عقيدة الانفصال، والتحريض على قتال الحوثية باعتبارهم بنظر التيار السلفي "روافض" والكراهية لجماعات الإسلام السياسي.
بعض قادتها وضباطها يتم تأهيلهم في الإمارات، ويتم تخصيص مقاعد لها في معهد تأهيل القادة والأركان في عدن التابع لقوات الانتقالي.
ولها مركز إعلامي خاص.
وللقوات جهاز استخبارات ومعلومات مستقل. وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة أصدر قرارا في 4 يناير 2024 بدمج الجهاز المركزي للأمن السياسي وجهاز الأمن القومي والكيانات الاستخبارية الأخرى التابعة للمجلس الانتقالي وحراس الجمهورية وقوات العمالقة في إطار جهاز استخباري واحد يسمى (الجهاز المركزي لأمن الدولة). وحدد القرار مهلة أقصاها ستة أشهر للجنة المكلفة بإعداد خطة الدمج، التي لم تتم حتى اليوم.
ويحضر اسم العميد ركن علي بن حسن الجهوري اليافعي (لحج) بصفة مستشار القائد العام لألوية العمالقة الجنوبية.
القيادة والسيطرة
تتمركز القوات عملياتيا من خلال مركز رئيسي في عدن.
ويتم تنظيم عملها عبر مكتب القائد، ودائرة عمليات مرتبطة بـ "عمليات الرئاسة" للانتقالي "والعمليات المركزية للمجلس الانتقالي".
كما يتم تنظيم التعاون والتنسيق مع القوات الأخرى من خلال عمليات مشتركة يرأسها مراد جويح الصبيحي.
وخلال العامين الماضيين تم إعادة هيكلة بعض ألوية العمالقة ودمجها تحت إطار قيادة القوات البرية التابعة للانتقالي يقودها اللواء الركن علي أحمد البيشي (الضالع)، كوحدات وألوية قتالية من صنوف برية، وقد تم إعادة تسمية بعض ألوية العمالقة كألوية مشاه بمسميات الجيش الجنوبي قبل الوحدة.
مدرعة تابعة للعمالقة الجنوبية
القدرات وطبيعة التنظيم والانتشار
تنظيميا، تتشكل قوات العمالقة في فرق عسكرية، تتوزع تحتها ألوية. لكل فرقة وكل لواء قيادة. ويعتبر قائد الفرقة بمقام نائب القائد العام.
الفرقة الأولى يقودها العميد رائد حسين اليافعي الحبهي، وهو شيخ سلفي ينتمي لمنطقة يافع لحج، وأحد أقوى قادة العمالقة.
الفرقة الثانية، يقودها العميد حمدي شكري الصبيحي، وهو شيخ سلفي ينتمي لمنطقة الصبيحة لحج. ويعد الرجل الثاني نفوذا في هذه القوات. وكانت الإمارات قد عينته في 2020 نائبا للقائد العام لهذه الألوية.
تتشكل كشوفات قوامها البشري من حوالى 70 ألف مقاتل.
موزعين على قرابة (30) لواء ووحدة قتالية معظمها من صنوف البرية، غالبية قادتها من لحج ويافع، وبعضهم من أبين والضالع.
يتوزع مسرح انتشارها على المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها حسب الترتيب، لحج وباب المندب، والضالع، شبوة، عدن، أبين. وبعض ألويتها تنتشر في مناطق بمأرب والحديدة.
كما تضم لواء "حفظ السلام" ولواء شرطة عسكرية مقره في لحج.
فيما تنتشر ثلاثة ألوية في محور حيس بالحديدة، وكتائب من لواء ثالث في الساحل الغربي. كما تنتشر ألوية محور سبأ عمالقة وعددها ثلاثة ألوية في مديرية حريب والمناطق المجاورة تحت قيادة العمالقة الجنوبية.
وتمتلك ألوية العمالقة تسليحا جيدا، وسلاح ثقيل ودبابات ومدرعات حديثة وراجمات صواريخ ومدفعية تقليدية وذخائر مضادة للدروع وصواريخ موجهة ومنظومات طيران مسير تكتيكية وأنظمة اتصالات وتشويش وأسلحة قناصة وكاسحات ألغام.
معظم تسليحها مقدم من الإمارات، وتستخدم بعض الأعتدة الصينية حصلت عليها عبر الإمارات. ولديها أبنية بنية تحتية جيدة.
(هذه المادة خاصة بموقع ديفانس لاين)
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news