عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
مقالات ذات صلة
لقاء الذكريات مع المناضل الوطني السياسي الناصري هادي عامر
إلى مجلس القيادة الرئاسي ..
خرجت بريطانيا من مستعمراتها التي شملت معظم كوكب الأرض تقريبا ، بعد أن وجدت نفسها منبوذة ، وغير مقبولة في أقطار الأرض قاطبة ، التي استعمرتها ، ونهبت خيراتها ، وسرقت ثرواتها ، وأذلت الأحرار والشرفاء من أبنائها ، وكان خروجها بأقل الخسائر من ثوار تلك الشعوب التي كانت تهيمن عليها ، لاسيما إذا ماقورنت تلك الخسائر بالخسائر التي لحقت بالشعوب بعد خروج المستعمر .
بعد ذلك أمسكت حليمة بزمام الأمر ، وتربعت أعلى مراتب النظام ، وفي هذه الأثناء قامت بتصفية العقول ، والعلماء ، ورجال المال والأعمال في عجالة من الوقت ، ثم انبرت حليمة لأنصارها ، ومن هم في الأمر شركائها ، وأكلتهم عبر وجبات منتظمة ، كما تفعل القطة بصغارها ، حتى خسرت كل شيء ، وبعد عقدين من الزمن عادت حليمة تجمع الشتات ، وتلملم الفتات من ذلك الشعب التي قهرته ذات يوم ، وعبثت بكرامته على حين غفلة ، وقتلت حلمه من غير ،مسوغ وعندما اجتمع الشتات ، وانضم إليه الفتات ، سأل ذلك الجمهور حليمة ، إلى أين أنت ذاهبة بنا هذه المرة إلى ذلك الظلم المهين أم إلى ذلك الجحيم السحيق ؟ قالت : كلا أيها الشعب العظيم ، فأنا قد تبت عن ذلك الفعل المشين ، وعدت إلى الله رب العالمين ، فهذه المرة سوف أقودكم إلى الرفاه المقيم ، وإلى المستقبل العظيم ، والخير العميم .
لكن الأمر لم يكن كذلك ، إذ قامت حليمة ببيع الوطن والمواطن ، ووقع في الخيبة من كان عليها يراهن ، واستأثرت بالثمن لها ولأهلها ، والأقرباء من زمرتها ، وهنا يبس الزرع ، وجف الضرع ، وهلك من الجوع الشعب ، فلم يكن من حليمة إلا أن عادت لعادتها القديمة ، فنشرت في أوساط الجياع قتلتها ، ووزعت في الشوارع عصاباتها ، وأمرتهم أن يقتلوا كل من يصعق من الجوع بالصرخات ، أو يشكو من المرض ويردد الآهات ، تحت مسوغ أن أولئك الجياع إنما هم قطيع من الحثالات ، وينضوون ضمن فئات عرفت بالخيانة والعمالات … فبئس مافعلتيه وتفعليه ياحليمة ، وقبح ذلك الشعب الذي ولاك أمره مرة أخرى ، وصفق لك يهتف لجوعه وعريه وموته .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news