احذروا الفوضى المقننة: بين المطالب المشروعة والمخططات الخبيثة!
في خضم الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الجنوب، يبرز مشهد يتكرر كلما ضاقت الأحوال على المواطنين، مشهد يبدو للوهلة الأولى أنه نابع من معاناة الشعب، لكنه يخفي وراءه أجندات مشبوهة تهدف إلى ضرب المشروع الوطني الجنوبي وإضعاف المكتسبات الأمنية والعسكرية التي تحققت بشق الأنفس.
الاحتجاج حق… لكن كيف يُستغل؟
لا أحد ينكر أن الظروف الاقتصادية الصعبة، وانقطاع الخدمات، وارتفاع الأسعار، أمور تستحق الغضب والاستنكار، بل إنها تستوجب الضغط الشعبي المشروع على القيادة لإيجاد حلول واقعية وعاجلة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
لماذا تتحول هذه المطالب المشروعة إلى فوضى ممنهجة؟
ولمصلحة من يُحرف مسار الغضب الشعبي؟
إن من يدقق في تفاصيل بعض الحملات الداعية إلى الفوضى، يجد أن الهدف ليس تحسين الوضع المعيشي، بل خلق حالة من الانفلات والفوضى لضرب الاستقرار الأمني وإضعاف القوات المسلحة الجنوبية، مما يمهد الطريق أمام مشاريع معادية للجنوب، تسعى إلى تفكيكه وضرب مشروعه الوطني في العمق.
المطالب الحقيقية لا تمر عبر التخريب:
المطالبة بتحسين الخدمات وتوفير حياة كريمة حق مشروع، لكن منذ متى أصبح قطع الطرق وتخريب الممتلكات العامة وإشاعة الفوضى وسيلة لتحقيق هذا الهدف؟
هل سبق أن رأينا أزمة اقتصادية تُحل عبر إشعال الفوضى؟
أم أن بعض الجهات تحاول استغلال معاناة الشعب وتحويلها إلى ورقة سياسية تخدم أجندات خارجية؟
من الواضح أن هناك أطرافًا خفية تستغل هذه الأوضاع لتمرير أجندتها، متخفية تحت شعارات حقوقية ومعيشية، لكنها في الواقع تسعى لإضعاف الجنوب من الداخل، وضرب مكتسباته الأمنية، وإثارة الفوضى لتحقيق أهداف سياسية لا علاقة لها بمصلحة المواطن.
المعركة الحقيقية: حماية المكتسبات الوطنية:
إن الجنوب اليوم أقوى أمنيًا وعسكريًا من أي وقت مضى، وهذا لم يأتِ بسهولة، بل تحقق عبر سنوات من التضحيات والعمل الجاد، ومن غير المنطقي أن نسمح لأي طرف كان بأن يهدم هذا الاستقرار بحجج ظاهرها مطالب شعبية، وباطنها مؤامرات تهدف إلى إعادة الجنوب إلى مربع الفوضى والضعف.
إن القيادة الجنوبية تتحمل مسؤولية معالجة الوضع المعيشي وإيجاد حلول جذرية للأزمات، وهذا ما يجب أن يكون محور الضغط الشعبي الحقيقي.
أما استغلال الغضب الشعبي وتحويله إلى أداة تخدم مخططات معادية، فهذا خط أحمر لا يجب تجاوزه.
رسالة إلى أبناء الجنوب:
الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه، والمطالب الحقيقية لا تتحقق عبر التخريب والفوضى، بل عبر وعي شعبي قادر على التمييز بين النضال المشروع والتلاعب السياسي.
فلتكن مطالبنا واضحة، وأهدافنا محددة، ولنحذر ممن يريد تحويل آلامنا إلى فرصة لتحقيق أجنداته الخاصة.
الحفاظ على الجنوب مسؤولية الجميع، فلا نسمح لأحد بسرقة تضحياتنا تحت شعارات زائفة!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news