الانتقالي إذ يكرس دوره في عدن كسجان ومنصة إعدام

     
شروين المهرة             عدد المشاهدات : 104 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الانتقالي إذ يكرس دوره في عدن كسجان ومنصة إعدام

ياسين التميمي

الناس في مدينة عدن يتظاهرون لا بطراً ولا ترفاً، بل تحت وطأة المعيشة القاسية التي لم يروا مثلها حتى في أحداث الثالث عشر من يناير 1986، بسبب الانقطاع الطويل للتيار الكهرباء وتدني الخدمات بشكل مخيف وانهيار القوة الشرائية للريال مع تراجع قدرة الحكومة على صرف المرتبات، وهي محصلة طبيعية لمشروع الانفصال الذي يجري فرضه وتمويله بطريقة عبثية، وبما لا يسمح حتى لـ “الثائر” المزعوم بتأسيس نموذج يجبر الشعب على احترامه.

يخرج الناس مجبرين لإسماع صوتهم، فتقابلهم القوات الانفصال بالقمع والاعتقالات، في امتداد غاشم لمهمة القتل السياسي التي اضطلعت بها هذه القوات، في محاولة صريحة ومباشرة لضرب جوهر الانتماء الوطني لليمن داخل مجتمع العاصمة السياسية المؤقتة، التي تعج باليمنيين المنحدرين من مختلف مناطق الجمهورية اليمنية.

تعاني العاصمة السياسية المؤقتة عدن، التي ينعتها المجلس الانتقالي الجنوبي بـ” العاصمة عدن” لتحييد دورها الوطني الاستثنائي في هذه المرحلة من تاريخ بلدنا وشعبنا، من تركيبة سلطوية عبثية بامتياز، يهيمن عليها هذا المجلس المدعوم من أبوظبي بشكل انتقائي ونخبوي وأمني، متسلحاً بالإمكانيات العسكرية والأمنية، والإعلامية، بما يسمح له بامتلاك العصا الغليظة والصوت الأعلى، ويجسد بهما دوره كسجان ومنصة إعدام.

لكن لا يمكن للسطوة الأمنية والعصا الغليظة والصوت المرفوع أن تغطي على الفشل السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه المناطق الواقعة تحت السطوة الأمنية والعسكرية للانتقالي، فثمة فشل مدروس يكرسه الداعم الإقليمي، بحيث يصبح الانفصال هدفاً جيوسياسي مضمراً لهذا الداعم، فعينه دائماً وأبداً على محافظة أرخبيل سقطرى، التي يعتقد أن بإمكانه إن يستحوذ تحت غطاء الصخب الانفصالي الوظيفي المرحلي المفتعل الذي يصدر عن المجلس الانتقالي، وقيادته المهاجرة الفاشلة التي حطت رحالها وطموحاتها في القصور الإماراتية المعدة لها في الإمارات، وتمارس دورها دون خجل من هذا المنفى الاختياري المريح.

لم يحدث في التاريخ أن اكتوى شعبٌ بتنكيل من يدعي أنه “الثائر” المفترض ضد “احتلال” مفترض، كما اكتوى الشعب في مناطق سيطرة الانتقالي الجنوبي. فالسلطة المركزية اليمنية التي ينظر إليها الانتقالي وحده على أنها “سلطة احتلال” لم يعد قادتها يمتلكون حتى ترف الإقامة في عاصمتهم السياسية المؤقتة عدن والأمن على أنفسهم فيها من غوغاء “الثائرين”.

هذا يعني أن الانتقالي الجنوبي، وقبل أن يصل إلى هدف استعادة الدولة المزعومة، ماضِ في إفراغ قوته الغاشمة في الشعب المطالب بتحسين الظروف المميتة التي يعيشها، إذ يواصل ممارسة الاضطهاد والتنكيل والاعتقالات والقتل، والاستحواذ على سلطة الأمر الواقع، مستعيضاً بهذه القوة المفرطة عن تكتيك الاختباء خلف “المليونيات” المزيفة التي شغل الناس بها، خلال السنوات الماضية.

يهرب المجلس الانتقالي بشكل مفضوح من مسؤوليته عن تأمين الظروف المناسبة لعمل الحكومة المركزية، ويمعن في تعطيلها وفي فرض ظروف غير مواتية التي يستحيل معها الوصول إلى المستوى الذي يطمح إليه الناس، ولا يزال يستمرئ هذا الدور المعيب، إذ يحضر كقوة قمع ويغيب كسلطة رعاية قادرة على تحسين المعيشة البائسة لسكان المحافظات التي يهيمن عليها.

تابعوا شروين المهرة على


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ردًا على قرارات عيدروس الزبيدي.. مصادر: رئيس الوزراء ”بن بريك” يعلق كافة مهامه

المشهد اليمني | 1154 قراءة 

الزبيدي يوجه تهديد مباشر لـ العليمي ويحذره من خطورة الإقدام على هذه الأمر

الحدث اليوم | 857 قراءة 

اشتباك في مجلس الأمن يحوّل مسار الإدانة ويكشف عن خطورة ما وراء الحدث؟

الحدث اليوم | 790 قراءة 

عاجل:الانتقالي يعلن موقفه من عمل الحكومة في عدن

كريتر سكاي | 532 قراءة 

هآرتس: هذه الدولة قد تكون الهدف التالي بعد قطر وستقع كارثة

الحدث اليوم | 530 قراءة 

إعلامي بارز يكشف عن حرب كبرى وشاملة تقترب من اليمن.. "موت أحمر" يلوح في الأفق

نافذة اليمن | 443 قراءة 

أول تعليق لـ(بن بريك) حول قرارات (الزبيدي)

موقع الأول | 443 قراءة 

أول قرار بعد نجاته من غارات صنعاء.. وزير حوثي يعين والده في منصب رفيع

نافذة اليمن | 425 قراءة 

فيديو.. صاروخ غامض يظهر في سماء المدينة المنورة

عدن نيوز | 415 قراءة 

الإعلان عن إحباط جريمة كبيرة في إحدى فنادق عدن

يمن فويس | 396 قراءة