الاحتلال يفرّق بين أشقاء مفرج عنهم في صفقة التبادل.. ملاحقة الفرحة

     
شبكة اليمن الاخبارية             عدد المشاهدات : 159 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الاحتلال يفرّق بين أشقاء مفرج عنهم في صفقة التبادل.. ملاحقة الفرحة

مشاهدات

لا تترك سلطات الاحتلال فرصة لمواصلة عقاب العائلات والأسرى الفلسطينيين حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهم، وحتى بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل، فقد عمدت إلى إجبارهم ارتداء قمصان طبع عليها نجمة داود الزرقاء، مكتوب عليها "لا ننسى ولا نغفر" في محاولة للتنكيل بهم. وكذلك عمدت سلطات الاحتلال على تفريق أشقاء كانوا معاً في السجون، من خلال الإفراج عنهم متفرقين بين الضفة الغربية، والإبعاد إلى الخارج، بل إن أسيرين أفرج عنهما إلى الضفة لم يعلما مصير شقيقهما الثالث، الذي ورد اسمه ضمن المبعدين في الدفعة السادسة من صفقة التبادل.

وقد فرّقت سلطات الاحتلال من خلال سياسة الإبعاد في دفعة اليوم، عائلتين، فموسى (63 عاماً) وإبراهيم (55 عاماً) سراحنة، أسيران مقدسيان محكومان بالسجن المؤبد عليهما مدى الحياة، وصلا صباح اليوم إلى رام الله، بحالة صحية استدعت نقلهما عبر مركبة الإسعاف إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، وورد اسم شقيقهما خليل (45 عاماً) المحكوم بالمؤبد مدى الحياة أيضاً، لكن ضمن قائمة الإبعاد.

سأل "العربي الجديد" موسى عن شقيقه الثالث، فأجاب: "نحن ننتظر، لا نعرف إذا كان سيخرج، تركناه في السجن، ربما سيخرج هنا ربما سيتم نفيه، لا نعلم"، أما إبراهيم فقال: "ربما سيتم إبعاده إلى مصر". تظهر إجابة الشقيقين أن سلطات الاحتلال تتعمد إخفاء مصير الأشقاء بعضهم عن بعض حتى اللحظات الأخيرة.

نقل موسى وإبراهيم إلى المشفى بعد أن أصبحا بين أهلهما وذويهما بعد 23 عاماً من الاعتقال، وقد وصف موسى تلك السنوات بالمريرة، ووصف شعور حريته بأنه لا يوصف. حالة تكررت مع عائلة عويس من مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، التي أفرج عن ابنها حسان (47 عاماً) في الضفة الغربية، والتقى عائلته ووالدته لقاءً حاراً، بينما ورد اسم شقيقه عبد الكريم (54 عاماً) ضمن قائمة المبعدين، وهما كانا قد اعتقلا العام 2002.

قدمت مريم عويس (74 عاماً) من جنين، مع أبنائها وأحفادها، لاستقبال ابنها حسان، لكن قلبها بقي مع عبد الكريم، رغم أنها فرحة كما تقول بخروجهما، حتى لو أبعد أحدهما. تقول عويس إنها ستسافر للقاء ابنها، في أول فرصة يسمح لها بالسفر، لكنها تستدرك: "لن يسمحوا لحسان بالخروج والالتقاء بشقيقه، فهما كانا في غرفة واحدة "وبرش" أي سرير واحد كما قالت"، لكنهما توقعا مثل هذه اللحظة، فكما تروي في رمضان الماضي توقع عبد الكريم أن يبعد أحدهما ويبقى الآخر في الضفة في حال إبرام صفقة يفرج بموجبها عن المحكومين بالمؤبد مدى الحياة.

وتوضح: "في ذلك اليوم تحدث معي، وقال لي إنه يتوقع ذلك، وأمسك أحدهما بالآخر، وصارا يبكيان، لكنني قلت لهما لا يهم، المهم حريتكما، فهي أهم من كل شيء، ولكن نتمنى أن نجتمع جميعنا وتملأ الفرحة بيتنا وبيت كل الفلسطينيين".

تضيف عويس أن لحظة إبعاد ابنها صعبة جداً، وأنها كانت تتمنى أن يظلا معاً، لكنها في المقابل لا تريد أن يخرج أحدهما ويبقى الآخر في السجن وكانت تدعو الله بألا يخرج أحدهما ويبقى الآخر، قائلة إن الله استجاب دعاءها، ثم تابعت: "معلش يفرج عنه إلى الخارج ويتنسم حريته، ويرى الناس وأصدقاءه والعالم ويرى وجه ربه، المهم أنه خارج السجن".

ابنها عبد الكريم كما تقول مر بظروف قاسية وبقيت إدارة السجون الإسرائيلية تجلبه إلى المكان المخصص للزيارة عندما تزوره وهو مقيد اليدين والرجلين، بحجة أنه خطير، وكان اعتقل سابقاً ليصل مجموع سنوات اعتقاله في سجون الاحتلال 32 سنة. ودع حسان شقيقه وداعاً صعباً كما قال لـ"العربي الجديد" فور الإفراج عنه، وتابع: "كانت لحظة الوداع صعبة وكنت أتمنى أن يكون معنا هنا، ولكن الحمد لله الفرج ولا السجن".

ويصف آخر لحظات مع شقيقه قبل الإفراج بأنها كانت صعبة ممزوجة بالألم والفرح في آن واحد، مؤكداً أنهما كانا يتوقعان أن يتم إبعاد عبد الكريم، لتظل الفرحة منقوصة، فهو عاش مع عبد الكريم عشر سنوات في غرفة واحدة، قائلاً: "الفراق صعب ونأمل أن تكتمل الفرحة المنقوصة ليس فقط بما يتعلق بشقيقي، بل لأننا تركنا مئات من إخواننا الأسرى خلفنا في السجون التي تشهد ظروف اعتقال قاسية، ومليئة بالأمراض والأوبئة، والجميع في انتظار لحظة الإفراج، والتي أتمنى أن تكون قريبة والأمل دائماً موجود لدينا".

احتضن حسان والدته وقبّل رأسها ثم قال: "هذه أجمل لحظة، التي احتضنت فيها إخوتي ووالدتي وأهلي وأبنائي"، واصفاً شعور الحرية بأنه لا يوصف، لا بالكلمات ولا بالسطور. أما عن انتظار هذه اللحظة التي يفرج فيها عن ابنها، فتقول مريم عويس إنها منذ أن تم إعلانُ أنّ صفقة التبادل ستشمل محكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهي على نار، لا تنام كثيراً، ولا تأكل أو تشرب كثيراً انتظاراً لهذه اللحظة، التي انتظرتها دقيقة بدقيقة، بعد سنوات من المعاناة، فقد استشهد ابنها سامر عام 2002، وهدم الاحتلال منزل العائلة، ويتواصل اعتقال ابنها أحمد إدارياً بلا تهمة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صدور قرار تعيين عسكري جديد

كريتر سكاي | 571 قراءة 

إجتماع ثلاثي في الرياض برئاسة العليمي

عدن تايم | 480 قراءة 

شبوة...غارات جوية مفاجئة تستهدف منطقة خورة وتخلف ضحايا بينهم قيادات ميدانية

قناة المهرية | 322 قراءة 

القبض على 3 سياح عراة في الأهرامات بعد انتهاكهم القوانين المصرية

العين الثالثة | 301 قراءة 

توتر عسكري بين هذه القوات

كريتر سكاي | 270 قراءة 

مطار صنعاء يقترب من إعادة التشغيل.. تفاهمات وكواليس مسقط 

الأمناء نت | 269 قراءة 

تقرير | عقد من الاستهداف الممنهج.. كيف حوّل الحوثيون العمل الإنساني إلى أداة ابتزاز وتمويل الحرب؟

بران برس | 261 قراءة 

صحابي يمني يخدع أبوبكر الصديق بحيلة ماكرة أضحكت الرسول

المشهد اليمني | 220 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 219 قراءة 

أول تحرك للرئيس العليمي بعد امتناع محافظ المهرة توريد الإيرادات لحسابات الحكومة

المشهد اليمني | 211 قراءة