يمن إيكو|تقرير:
أجبرت المقاطعة التركية المساندة لقطاع غزة شركة “يام براندز” الأمريكية، المالكة لسلسلتي كنتاكي وبيتزا هت، على إغلاق 537 فرعاً في تركيا، وإعلان المشغل التركي إفلاسه بديون كبيرة بعد إعلان عملاق المطاعم الأمريكي إنهاء اتفاق الامتياز. ووفقاً لتقرير نشره موقع قناة الجزيرة، ورصده “يمن إيكو”.
وحسب التقرير، فإن شركة “يام براندز” الأمريكية، المالكة لسلسلتي كنتاكي وبيتزا هت، أعلنت في الثامن من الشهر الجاري، إنهاء اتفاق الامتياز مع شركة “إيش غذا” المشغل المحلي للمطاعم في تركيا، مما أدى إلى إغلاق 537 فرعاً وإعلان المشغل التركي إفلاسه بديون تجاوزت 7.7 مليار ليرة تركية (نحو 214 مليون دولار).
وأكدت تقارير تركية، أن مبيعات كنتاكي في تركيا تراجعت بنسبة 40% خلال الأشهر الأخيرة، مما فاقم من الأزمة المالية التي كانت تعاني منها الشركة التركية، منذ تصاعد المقاطعة الشعبية لمنتجات الشركات الأمريكية العملاقة المساندة لإسرائيل التي شنت عقب السابع من أكتوبر 2023م حرب إبادة جماعية على قطاع غزة.
ومنذ حصولها على حقوق تشغيل كنتاكي وبيتزا هت في تركيا عام 2020، اعتمدت شركة “إيش غذا” التركية استراتيجية توسع سريعة، إذ ارتفع عدد فروع كنتاكي من 125 إلى 283، وبيتزا هت من 45 إلى 254 خلال فترة قصيرة، مما جعلها تحظى بجائزة “أفضل شريك امتياز لعام 2023” من “يام براندز” الأمريكية.
هروب إعلامي من تأثيرات المقاطعة
وفي هروبٍ واضح من الحديث عن تأثير المقاطعة التركية المساندة لقطاع غزة، على أدائها العالمي، بررت “يام براندز” الأمريكية قرارها بإنهاء عقد الامتياز مع “إيش غذا” التركية بعدم التزام الأخيرة بمعايير التشغيل والجودة، حيث قال المدير المالي للشركة كريس تورنر إن شركته قدمت دعماً مستمراً للمشغّل التركي لكنه فشل في تحسين أدائه”.
غير أن تصريحات كريس تورنر- التي تهدف إلى التقليل من شأن المقاطع كسلاح فعال ضرب روافد الدعم المالي لمنظومة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة- كشفت في الوقت نفسه فشل محاولات عملاق المطاعم الأمريكية “يام براندز” في مقاومة تحديات وتداعيات المقاطعة على منتجات “كنتاكي” و”بيتزا هت” في الأسواق التركية، بمزيد من المساعدات المالية، كما أن توقيت قرار إنهاء اتفاق الامتياز مع المشغل التركي جاء في ظل تصاعد حملة المقاطعة التي كان لها تأثير واضح على أداء العديد من العلامات التجارية الغربية في تركيا.
تحولات المقاطعة في تركيا
إغلاق 537 فرعاً دفعة واحدة- وما ترتب عليه من نتائج، جعلت أكثر من 7 آلاف عامل بلا رواتبهم الشهرية ولم يحصلوا على مستحقاتهم المالية- دفع بمحكمة إسطنبول التجارية الأولى إلى منح “إيش غذا” مهلة 3 أشهر لحل أزمتها، كما تم تعيين مفوضين قضائيين للإشراف على إدارة أصول الشركة وسط توقعات بتصفية أصولها لسداد الديون المتراكمة.
ويشير هذا التداعي المتسارع، إلى أن حملة المقاطعة في تركيا تحولت بعد السابع من أكتوبر 2023م من مجرد شعارات إعلامية إلى تحرك شعبي، وتفاعل رسمي، ما أحال مشهد المقاطعة إلى قوة اقتصادية مؤثرة، دفعت بالشركات الأجنبية والمحلية إلى إعادة تقييم استثماراتها في تركيا، وطبيعة منتجاتها وعلاقتها بروافد الدعم المالي لإسرائيل.
تداعيات ونتائج
وتبعاً لذلك، قررت كل من: شركة السكك الحديدية التركية والخطوط الجوية التركية إزالة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال من عربات الطعام وصالات المطارات، وأعلنت 45 بلدية تابعة لحزب العدالة والتنمية وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، كما أزال البرلمان التركي طوابع وإعلانات هذه المنتجات الإسرائيلية من مرافقه، وأعلنت وزارة التجارة التركية في مايو 2024 وقفاً كاملاً للتعاملات التجارية مع إسرائيل إلى حين السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بلا قيود.
وأجبرت المقاطعة الشعبية شركات القطاع الخاص- المتعاملة مع إسرائيل كمجموعة “زورلو” القابضة للطاقة أكبر مستثمر تركي في إسرائيل- على بيع حصصها في 3 شركات إسرائيلية، لتنهي استثمارات بقيمة مليار دولار، وامتد تأثير المقاطعة إلى قطاع المشروبات والمطاعم، حيث انخفضت مبيعات المشروبات الغازية الداعمة لإسرائيل بنسبة 50%، مما دفع بالشركات إلى تقديم خصومات كبيرة للحد من الخسائر، لكن بدون جدوى.
يشار إلى أن شبكة أخبار اللحظة” التركية “takvim.com.tr ” كانت قد نشرت تقريراً في فبراير 2024م في أعقاب حملات المقاطعة، حذرت فيه من أن ممولي حرب الإبادة الجماعية في طريقهم إلى الإفلاس! بعد أن تعرضت مطاعم ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي وبيتزا هت ودومينوز في تركيا والعالم الإسلامي، لما أسمته الشبكة “صفعة غزة”، مؤكدة حينها أن آثار مقاطعة البضائع الإسرائيلية تجلت بشكل جذري، في تراجع أسهم العلامات التجارية الإسرائيلية مثل ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي وبيتزا هت ودومينوز واحدة تلو الأخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news