(عدن توداي)
كتب / علي منصور مقراط
أجبت الأسبوع الماضي على أسئلة صحيفة “القدس العربي”، وركزت على الاستهداف الممنهج لمحافظة أبين طوال عقود، وحتى اليوم لا يزال المسلسل مستمرًا وفق سيناريو رهيب. من ضمن إجاباتي أن محافظة أبين استراتيجية، تتوسط محافظات الجنوب والشمال، وأرض خصبة سهل وجبل وساحل، والأهم أنها أنجبت رموزًا من رجال الدولة. منها صعد ثلاثة رؤساء دون غيرها من محافظات البلاد. المختصر المفيد:
صباح اليوم، وصلتني رسالة يقول صاحبها: “لماذا لا تكتب عن الفساد في أبين وتركز على فاسدي المثلث؟” فأجبته باختصار: “يبدو أنك لا تقرأ إلا ما يوجعك.” الدليل على ذلك هو أنه قبل أيام كتبت عن فساد جنوني في أبين وذكرت أحد الأصدقاء لي الذي تورط في جرائم فساد، ومن حماقته أرسل لي عصابة من البلاطجة يهددوني وسط مقيل مكتظ بالقيادات وآخرين تجمعوا جوار المكان. وهو محسوب من رجال دولة أبين، وعندما تدخل الشرفاء بالتحكيم القبلي سامحته في اليوم التالي.
حسنًا، أنا اليوم أبحث عن رجال الدولة من أبين الباسلة، شبيهين بسالمين، علي ناصر، عبدربه منصور هادي، محمد علي هيثم، محمد علي أحمد، وآخرهم الحر الأبي أحمد الميسري، الذي ما زال الشارع يبحث عنه ويحلم بعودته. وهو آخر الحكام من أبين إلى جانبه عبدربه منصور تم إقصاؤهم قبل أقل من أربع سنوات. كان الميسري بيده الملايين يصرفها على المرضى وبناء الدولة، ولم يرحم نفسه ببناء منزل لنفسه في عدن. من يصدق أن الميسري لا يمتلك منزلًا في عدن؟ ولم يسمح ضميره بصرف أراضي عدن لمقربين منه، ومثله الرئيس هادي. اذهبوا إلى منزله في خور مكسر، لا يستطيع الإنسان الجلوس فيه ساعات بعد أن تعرض للعبث والإصرار ولم يرمم. أما الرئيس الشهيد الخالد سالمين فلم يترك معلمًا أو أثرًا لمنزل شخصي، بل كان يسكن شقة وسط المواطنين في التواهي.
مقالات ذات صلة
حقوق أسر الشهداء والجرحى… هل سيلتفت إليها رئيس الوزراء الجديد؟
اللواء ناصر سعيد علي من الدفعة الأولى كلية عسكرية .. قائد عسكري من الرعيل الأول من يهتم بهذه الهامات
ولنأتي إلى عطر الذكر الرئيس علي ناصر محمد حفظه الله ورعاه وأطال عمره. غادر عدن وهو حاكم لسلطات الرئاسة والحزب الحاكم، ولا نجد قصورًا كان يسكنها باستثناء منزل عتيق لأحد سلطات الإنجليز في منطقة فتح.
هكذا هم زعماء أبين. نتفاخر بهم اليوم بعد أن كنا نقول عن سالمين بعد 26 يونيو 1978م “المنحرف سالم ربيع علي”، وبعد 13 يناير 1986م “الخائن الزمرواي علي ناصر محمد”، وقبل ثلاثة أعوام “خونا عبدربه منصور وأحمد الميسري”. وهم جميعًا أشرف من الشرف نفسه، لم يخونوا الوطن ولم ينهبوا الأراضي. ولم نسمع أن هادي والميسري اعتقلا سياسيًا أو معارضًا أو اقتحما منزل مسؤول من يافع أو الضالع أو عدن.
من يفند ما أقول فليأتِ بواقعة واحدة، وسأقلب عليهم من اليوم. وهذا لا يعني أنني أنفي أن في أبين هناك سرّاق ولصوص وظالمون. وأظن، وبعض الظن إثم، أن هناك انقماسيين جاؤوا من محافظة الأحرار أبين بعد خروج هادي والميسري، دخلوا الفساد مع الفاسدين وبائعي الوطن والضمير القيمي بلا ذرة أخلاق.
أتذكر أبين العظيمة بعد أن هالني ما أرى من نهب وسلب وظلم اليوم من قيادات لا تعرف الحكم وليسوا أهله لتمثيل الشعب العظيم الذي يتجرع الجحيم والفقر والعوز. حوش مؤسسة النقل البري في حي الشهيد عبد القوي بالشيخ عثمان لا تفريط فيه، وعلى فهد العبادي أن يرفع يده، لأنه وإن استباحه بقوة الظلم سيأخذ منه غدًا. وخليك فهد وجدع أرفع يدك ، والسلام ختام .حتى نلتقي سلاااااام
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news