مع تصاعد حشود المليشيات الحوثية، وتراجع جاهزية قوات الشرعية، واتساع فجوة الثقة بين السلطة والقبائل المحلية، أثار الصحفي والكاتب خالد سلمان تساؤلات حادة حول مستقبل معركة مأرب النفطية.
وقال خالد سلمان في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع إكس، أن الحوثيين يحشدون قواتهم حول آخر مديريتين متبقيتين تحت سيطرة الشرعية في مأرب، معتبرًا أنهما ساقطتان ناريًا وفق المفاهيم العسكرية.
وأضاف سلمان أن نصف مليون مقاتل شرعي يحتشدون في مساحة جغرافية محدودة، لكنهم لا يدافعون عن سيادة وطنية، بل عن ثروات مستحوذ عليها من قبل سلطات مهيمنة، دون وجود استراتيجية واضحة لمواجهة المرحلة القادمة.
ويرى الكاتب سلمان أن طرفي الصراع يفتقران للحافز الوطني الحقيقي، لكن الفارق يكمن في أن الحوثيين يمتلكون دافعًا عقائديًا يدفعهم للتضحية وتحقيق التقدم العسكري، بينما الشرعية فقدت مبرراتها الوطنية للتضحية، بعدما تحولت إلى كيان غارق في الفساد والمحسوبية، ما أدى إلى انهيار الدافعية القتالية ليس فقط لدى الجنود، بل حتى بين قبائل مأرب، التي تشعر بالتهميش والاستبعاد من مراكز القرار رغم تضحياتها الكبيرة في الدفاع عن المحافظة.
وأكد أن أزمة مأرب تتجاوز الحسابات العسكرية، إذ تعيش القبائل حالة من التمييز والتجويع، في وقت يتم فيه نهب ثروات النفط وتحويلها إلى حسابات خارجية، بينما يعاني أبناء المحافظة من الفقر وانعدام العدالة في توزيع السلطة والثروة.
و بحسب سلمان، فإن معركة الحسم باتت وشيكة، لكنها لا تميل لصالح الجيش الوطني، الذي لم يعد يمثل كيانًا وطنيًا شاملاً، بل أصبح فئوياً حزبياً.
وأكد أن أي محاولة للدفاع عن مأرب يجب أن تبدأ من معالجة جذور الأزمة الداخلية، مشددًا على ضرورة الإجابة عن أسئلة السلطة والثروة، وإشراك أبناء مأرب في إدارة شؤون محافظتهم، وإنهاء سياسة الإقصاء والتمييز، قبل الحديث عن الاستعداد العسكري.
واختتم منشوره بتحذير واضح:
“من هو مقصي عن السلطة والثروة لن يدافع عن لصوصهما”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news