شهدت أسعار الذهب في اليمن، وتحديدًا في مدينتي صنعاء وعدن، تغيرات ملحوظة اليوم الجمعة 14 فبراير 2025. تأتي هذه التغيرات وسط حالة من الترقب في الأسواق المحلية نتيجة للظروف الاقتصادية المتقلبة التي تعيشها البلاد. وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على الفروقات بين أسعار الذهب في المدينتين وأهم العوامل التي تؤثر على هذه الأسعار.
أسعار الذهب في صنعاء وعدن: مقارنة شاملة
تُظهر البيانات الأخيرة أن أسعار الذهب في صنعاء تختلف بشكل كبير عن تلك المسجلة في عدن. ففي صنعاء، التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي، يتم تداول الذهب بأسعار أقل نسبيًا مقارنة بعدن، حيث تتبع السوق هناك الديناميكيات الاقتصادية للحكومة الشرعية. هذه الفروقات تعكس تأثيرات الاختلاف في سياسات الضرائب والرسوم المفروضة على الذهب في كلا المنطقتين، إلى جانب التفاوت في استقرار العملة المحلية.
على سبيل المثال، سعر غرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا، شهد تباينًا واضحًا بين المدينتين. في صنعاء، بلغ سعر شراء الغرام 42300 ريال يمني،وسعر البيع 44500 ريال بينما وصل سعر الشراء في عدن إلى 187000 ريال يمني. وسعر البيع الى 197000 ريال،
هذه الفجوة في الأسعار تعكس أيضًا تأثيرات العرض والطلب، حيث يزداد الطلب في عدن نتيجة لارتفاع النشاط التجاري مقارنة بصنعاء.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في اليمن
تتأثر أسعار الذهب في اليمن بعدة عوامل رئيسية، أبرزها سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. في ظل الانقسام الاقتصادي بين الشمال والجنوب، تختلف قيمة العملة المحلية بشكل لافت، مما يؤدي إلى تباين أسعار السلع، بما في ذلك الذهب. علاوة على ذلك، تتأثر الأسعار بالتقلبات العالمية في أسعار الذهب، حيث يرتبط السوق المحلي بشكل مباشر بحركة الأسعار في الأسواق الدولية.
إضافة إلى ذلك، تلعب الأوضاع السياسية والأمنية دورًا كبيرًا في تحديد أسعار الذهب. مع استمرار الصراع في اليمن، يزداد الإقبال على الذهب كملاذ آمن للحفاظ على القيمة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في بعض الأحيان. كما أن الإجراءات الاقتصادية المتخذة من قبل السلطات في صنعاء وعدن، مثل فرض الرسوم الجمركية والضرائب، تضيف مزيدًا من الضغوط على أسعار الذهب.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
يتوقع خبراء الأسواق المحلية أن تظل أسعار الذهب في اليمن متقلبة خلال الفترة القادمة، نظرًا لاستمرار عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ومع ذلك، فإن أي تحسن في قيمة الريال اليمني أو استقرار الأوضاع السياسية قد يسهم في تخفيف الضغوط على أسعار الذهب. في المقابل، قد يؤدي تفاقم الأزمات إلى مزيد من الارتفاعات، خاصة في ظل زيادة الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم.
في الختام، تعكس أسعار الذهب في صنعاء وعدن واقع الانقسام الاقتصادي في اليمن وتأثيراته على حياة المواطنين. ومع استمرار التحديات، يبقى الذهب سلعة استراتيجية يعكس تذبذبها التحديات التي تواجه الاقتصاد اليمني. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الأوضاع ستشهد استقرارًا قريبًا ينعكس إيجابًا على الأسواق المحلية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news