في تحرك موحد نادر، تتكتل الدول العربية لتنسيق خطواتها ومواقفها في مواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر.
وكثفت دول عربية نافذة، من بينها من هو حليف تاريخي للولايات المتحدة كمصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب ورفض اقتلاع الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية.
وتبدو القاهرة في موقع رأس الحربة لهذا التحرك العربي المنسق، حيث أعلنت استضافة قمة عربية طارئة في نهاية فبراير/شباط الجاري لبحث التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية.
وقالت مصر أيضا في وقت لاحق إنها “ستقدم رؤية شاملة” لإعادة إعمار غزة، تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم، كما حصلت القاهرة “من حيث المبدأ” على موافقة لعقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بعد القمة المرتقبة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصف اقتراح ترحيل الفلسطينيين بأنه “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”.
وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعد لقائه نظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، على رفض أي تسوية يمكن أن تنتهك حقوق الفلسطينيين في البقاء بغزة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين مصريين سابقين أن مصر وجّهت رسالة واضحة، مفادها أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم “ستعتبر عملا حربيا”.
رفض التهجير
واليوم الأربعاء، أكد السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني على وحدة الموقفين المصري والأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددين على ضرورة إعمار القطاع وإدخال المساعدات إليه، وفق ما جاء في بيانين صدرا عن الديوان الملكي والرئاسة المصرية.
وكان الأردن حازما بالقدر نفسه في رفض خطة ترامب، فبعد محادثاته مع ترامب في واشنطن الثلاثاء، كرر ملك الأردن “موقف بلاده الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”، وتمسكه بـ”مصلحة الأردن”.
وكتب على حسابه على موقع “إكس”، “هذا هو الموقف العربي الموحد. إن إعادة بناء غزة بدون تهجير الفلسطينيين ومعالجة الوضع الإنساني المزري يجب أن تكون الأولوية للجميع”.
كما اتخذت السعودية خطا مماثلا، وأكدت عبر وزارة الخارجية التزام الرياض بالدولة الفلسطينية، ونددت بأي جهد “لتهجير الفلسطينيين من أرضهم”. وأوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل يظل رهنا بقيام دولة فلسطينية.
كما أكدت الإمارات التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل في عام 2020 “رفضها القاطع المساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره”.
ودعت البحرين التي طبعت بدورها علاقاتها مع إسرائيل إلى “إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة وبطريقة تسمح بالتعايش السلمي مع إسرائيل”.
وفي سوريا، أدان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع خطة ترامب، ووصفها بأنها “جريمة كبيرة جدا لا يمكن أن تحدث، وأعتقد أنها لن تنجح”.
ورفض الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي انتُخب مؤخرا “الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news