الكرفتة التي لا تصنع كهرباء!

في أوكرانيا رئيس البلاد يقضي عامه الثالث في حرب طاحنة ضد روسيا يظهر في كل خطاباته بملابس بسيطة فنيلة عادية بنطلون ولا أثر لكرفتة أو جاكيت رسمي.

ومع ذلك يدير الدولة من وسط العاصمة لا من فندق في بلد آخر ويواصل تصدير القمح والصناعات المحلية للعالم رغم القصف والصواريخ.

أما في اليمن فالمسؤولون يعيشون حياة مختلفة تماما وكأنهم نجوم على السجادة الحمراء كرفتات بأحدث الماركات جاكيتات فاخرة نظارات شمسية بعشرات الدولارات وحراسات مدججة بالسلاح.

لكن المشكلة أن هذه الأناقة لم تنجح في إنتاج دولار واحد يدخل خزينة الدولة ولا استطاعت توليد واط كهرباء واحد لإنارة شارع مظلم

الاقتصاد في الهاوية الرواتب متوقفة المواطن يئن جوعا والثروات منهوبة و المسؤول لا يتخذ قرارا إلا بعد مشاورة التحالف وكأن البلد لم تعد تملك حتى حق التفكير المستقل.

أما المشهد اليومي فهو ذاته مواكب تفحط في الشوارع بسيارات فارهة بينما الناس يقفون في طوابير طويلة بحثا عن أبسط مقومات الحياة.

الحقيقة المؤلمة أن الكرفتة وحدها لا تصنع التنمية ولا تضيء المصابيح ولا تنقذ الشعوب من الفقر.

فمتى يستبدل مسؤولونا الهنجمة بالعمل ومتى يدركون أن الأوطان لا تبنى بالمظاهر بل بالإرادة الحقيقية؟