ونحن نَلج يوم الحادي عشر من فبراير غدًا، نطوي مرور أربعة عشر عامًا على أحداث شكلت نقطة فاصلة في تاريخ اليمن، وألقت بظلالها الثقيلة على مسار البلاد التي دخلت في دوامة من الفوضى والتصدعات ما لبثت أن تحولت تباعًا إلى بحر من الدماء تريقها مليشيا الحوثي الإرهابية، منذ عقد، من أعناق اليمنيين.
عندما كانت القوى السياسية تتنازع مصالحها الضيقة وتغرق في تجاذباتها في غفلة عما يُدبّر للبلاد من مؤامرة مدمرة، كان المشروع الإيراني يترقب اللحظة الحاسمة للانقاض على الجميع وهدم المعبد فوق رؤوسهم، وهو ما تحقق لإيران ووكلائها الحوثيين عندما وجدوا فرصتهم الذهبية بعد ثلاث سنوات عجاف من تلك الأحداث المؤسفة.
اليوم، والبلاد على مفترق طرق بين أن تستعيد مجدها العربي وتلملم جراحها النازفة، أو تظل رهينة في قبضة المشروع الفارسي، يتحتم على الجميع التوقف عن الاستعراض والمقامرة، ومغادرة قيود الماضي بكل أوجاعها وأثقالها، فقد حان الوقت للتأمل العميق في المسار الذي سُلك في الفترة الماضية والإقرار بالأخطاء وتصحيحها، إذ أصبح اليمن- أكثر من أي وقت مضى- بحاجة ماسة لتوحيد صفه الوطني وطي صفحات الماضي المليئة بالتشظي والانقسام.
إن حجم التحديات التي تواجه مستقبل اليمنيين لا يستهان بها، ولا يمكن قهرها إلا بالتوقف عن الالتفات إلى الخلف والعمل بمسؤولية على ترميم الصف الوطني وتثبت دعائم التوافق على الأهداف الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها هدف استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب وهزيمة المشروع الإيراني الذي ملأ البلاد دماء وأشلاء وأنقاضًا، وأصاب اليمنيين في حياتهم وكرامتهم بكل غطرسة وتجبُّر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news