جدد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي ينادي بانفصال جنوب اليمن، تمسكه بمبدأ الوحدة اليمنية في خطوة لافتة يوم الاثنين.
تأتي هذه التصريحات وسط أجواء من الترقب بين أوساط الشارع الجنوبي، الذي يعول على المجلس للقيام بخطوات ملموسة لتحسين أوضاع مناطقه التي تعاني من أزمات خانقة، ويضع اللوم على خصومه في شمال اليمن، وخصوصاً على القوى الموالية للحوثيين، فيما يتعلق بتفاقم هذه الأزمات.
في هذه الأثناء، أطلق قيادات بارزة في المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، حملة جديدة تحت شعار "صف واحد لطرد الحوثي"، والتي تهدف إلى دعوة القوى اليمنية الموالية للتحالف العربي إلى توحيد صفوفهم لمواجهة التحديات الراهنة، خاصةً الخطر الحوثي.
الحملة التي تبناها منصور صالح، نائب مدير الدائرة الإعلامية بالمجلس، وجدت مشاركة واسعة من قادة آخرين في الانتقالي، والذين يرون في هذه المبادرة وسيلة لتعزيز وحدة الصف الجنوبي في مواجهة العدو المشترك.
ويبدو أن هذه الحملة تأتي في سياق محاولة لتحميل العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، المسؤولية عن الوضع المتدهور في عدن والمناطق الجنوبية بشكل عام، حيث تشير تصريحات مسؤولي المجلس إلى أن التوترات التي تعيشها هذه المناطق هي نتاج سياسات القوى الشمالية على حد قولهم.
وقد ازدادت حدة الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المختلفة، في وقت تشهد فيه القوى الموالية للتحالف، وعلى رأسها المجلس الانتقالي، خلافات داخلية عميقة.
تزامنت الحملة مع وضع كارثي في جنوب اليمن، حيث تتوالى الأزمات الاقتصادية والخدمية، وقد فاقمت الخلافات بين الأطراف السياسية الموالية للتحالف من تفاقم الوضع.
ومن المفترض أن يكون المجلس الانتقالي قد اتخذ خطوات فعالة لتحسين الأوضاع في مناطق سيطرته، خاصة في عدن، عاصمة مؤقتة لحكومة اليمن المعترف بها دولياً. ومع ذلك، يبدو أن القرار الأخير للمجلس بالتمسك بمبدأ الوحدة اليمنية يشير إلى عجزه عن فرض سيطرته على القوى السياسية الأخرى المشاركة في السلطة.
وقد أثار التحرك الأخير للمجلس الانتقالي موجة من الانتقادات داخل الأوساط الجنوبية. فقد اعتبر العديد من الناشطين، وبعض القيادات داخل المجلس نفسه، أن الحملة الجديدة هي بمثابة محاولة للهروب من الأزمات المتفاقمة في المناطق الجنوبية. على منصات التواصل الاجتماعي، عبر هؤلاء عن استيائهم، مطالبين المجلس بتحمل مسؤوليته تجاه الوضع المأساوي في مناطق سيطرته بدلاً من البحث عن شماعات جديدة لتحميل الآخرين المسؤولية.
وبهذا، يبدو أن الحملة التي أطلقها المجلس الانتقالي لم تكن مجرد دعوة لوحدة الصف الجنوبي فحسب، بل أيضاً محاولات لتبرير الفشل في معالجة التحديات اليومية التي يواجهها الجنوبيون في حياتهم المعيشية، مما يزيد من تعقيد الوضع في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news