عن الجزيرة اليمنية المذهلة و «الأكثر غرابة على وجه الأرض» [ترجمة خاصة]

بقلم: كريس بوراتين

هناك العديد من الأماكن في العالم التي تبدو وكأنها من عالم آخر، مثل الصحراء الكبرى في إفريقيا أو جراند كانيون في أميركا الشمالية، ولكن وفقًا للكثيرين، لا يوجد مكان أكثر غرابة من جزيرة صغيرة في وسط المحيط الهندي.

عبّر العديد من الزوار على موقع "تريب أدفايزر" عن الشعور الغريب الذي تبعثه هذه الجزيرة، حيث كتب أحدهم: "يجب أن تُرى حتى تُصدق. لا بد أن تكون هذه أكثر الأماكن غرابة على وجه الأرض". وأضاف آخر: "من الصعب العثور على الكلمات لوصفها".

المكان المقصود هو سقطرى، وهي جزيرة صغيرة تتبع اليمن لكنها جغرافيًا أقرب إلى إفريقيا. تقع الجزيرة على بُعد حوالي 236 ميلًا جنوب شبه الجزيرة العربية، وهي واحدة من أكثر الأراضي انعزالًا من أصل قاري، حيث انفصلت عن القارة العملاقة غوندوانا قبل ملايين السنين.

تُعد سقطرى أكبر جزر أرخبيل مكون من ست جزر، وهي موطن لبعض من أكثر النباتات والحيوانات تميزًا على هذا الكوكب. في عام 2008، تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو بسبب تنوعها البيولوجي الاستثنائي.

مناظرة مذهلة

ما يجعل سقطرى فريدة من نوعها هو مناظرها الطبيعية المذهلة. تتميز الجزيرة بوجود هضاب جيرية شاهقة، وكثبان رملية تتشكل بفعل الرياح الموسمية، وسلسلة جبال وسطى ترتفع إلى ما يقارب 5000 قدم.

ثلث الحياة النباتية في سقطرى لا يوجد في أي مكان آخر في العالم، وأشهر هذه النباتات هو شجرة دم التنين. هذه الشجرة ذات الشكل المظلي، والتي تطلق عصارة حمراء عميقة، تُعد رمزًا مميزًا للمشهد الغريب والسريالي للجزيرة.

قرون من العزلة

على الرغم من موقعها البعيد، فإن سقطرى تضم عددًا صغيرًا من السكان يبلغ حوالي 60,000 نسمة، يعيش معظمهم في البلدة الرئيسية، حديبو. يتحدث سكان الجزيرة، المعروفون بالسقطريين، لغتهم الأصلية السقطرية، وهي لغة مميزة تختلف عن اللغة العربية.

تأثرت الثقافة المحلية بقرون من العزلة، ويوجد حتى مهرجان سنوي للشعر يحتفل بفن الرواية التقليدية.

في السنوات الأخيرة، ازداد عدد السياح الذين يزورون الجزيرة، حيث يسعى المزيد من المسافرين لاكتشاف مناظرها الطبيعية البكر. ورغم أن البنية التحتية محدودة، فإن المغامرين يزورون سقطرى من أجل التنزه، ومشاهدة الحياة البرية، والتخييم تحت النجوم.

بسبب الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، تم تقييد السفر إلى سقطرى في بعض الفترات، ولكن لا تزال هناك بعض الرحلات الجوية المتاحة من أبوظبي والقاهرة، مما يتيح الفرصة لأولئك الذين يرغبون في استكشاف هذا المكان المذهل.