صفقة التبادل على المحك.. هل أطلق ترامب رصاصة الرحمة على الهدنة؟
حشد نت- تقرير:
بينما تتجه الأنظار إلى مصير المرحلة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ألقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بظلال ثقيلة على المشهد، بعد أن كشف عن طرح يتضمن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واستيلاء إسرائيل على المنطقة بالكامل. هذه التصريحات أثارت موجة من الغضب والقلق الدولي، وسط تساؤلات حول مدى تأثيرها على استمرار الاتفاق الهش بين الطرفين.
ورغم تحديد يوم السبت موعدًا للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين، لا تزال الشكوك تحيط بإتمام هذه المرحلة، خصوصًا بعد تصريحات ترامب التي أثارت قلقًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية. صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلت عن مسؤولين إسرائيليين تخوفهم من أن تستغل حماس هذه التصريحات كذريعة لتعطيل تنفيذ الاتفاق أو تعديله لصالحها.
ووفقًا للصحيفة، فإنه من المقرر أن يتم الإفراج عن ثلاثة رهائن، بينما يبقى 79 آخرون في قبضة حماس، في ظل ضغوط إسرائيلية لإطالة أمد المرحلة الأولى من الصفقة لضمان إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.
استبعاد مشاركة الموساد
وفي خطوة تعكس طبيعة المفاوضات المعقدة، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن رئيس الموساد لن يشارك في جولة المباحثات المقررة في الدوحة، حيث ستقتصر المشاركة على طواقم مهنية، مما يشير إلى احتمالية إعادة تقييم الموقف الإسرائيلي من الصفقة.
وفي السياق ذاته، كشف موقع "واللا" العبري عن أن إسرائيل قد توافق على المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن بشرط تخلي حماس عن حكم قطاع غزة، وهو ما اعتبره محللون طرحًا غير واقعي، نظرًا لتمسك الحركة بمواقفها.
خطة تهجير غزة
بالتزامن مع تعثر المفاوضات، تصاعد الجدل حول نوايا إسرائيل بشأن مصير سكان قطاع غزة. فقد كشفت تقارير إعلامية عبرية أن الجيش الإسرائيلي قدم لوزير الدفاع يسرائيل كاتس خططًا أولية لتهجير سكان القطاع بشكل "طوعي"، فيما أقر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن تل أبيب كانت تبحث هذه الفكرة منذ أشهر، لكنها كانت تخشى رد الفعل الأمريكي في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.
وسط هذه التطورات، أعلن سموتريتش أن إسرائيل ستعود إلى القتال "المكثف" في غزة فور انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التبادل، في إشارة واضحة إلى أن الاتفاق لا يمثل سوى استراحة مؤقتة في العمليات العسكرية.
صحيفة "نيويورك تايمز" سلطت الضوء على حالة الصدمة التي أصابت عائلات الرهائن الإسرائيليين بعد تصريحات ترامب، مشيرة إلى أن هذه التصريحات قلبت المعادلة رأسًا على عقب، إذ كان كثير منهم يأملون أن تضغط الإدارة الأمريكية على نتنياهو للمضي قدمًا في اتفاق يفضي إلى وقف نهائي للحرب، إلا أنهم استيقظوا على رؤية أمريكية تسعى لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتحويل غزة إلى "ريفيرا شرق أوسطية" على حد تعبير الصحيفة.
في ظل هذه المعطيات، تتعزز المخاوف من أن تؤدي تصريحات ترامب وما تلاها من خطوات إسرائيلية إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا إذا ما شعرت حماس بأن الصفقة لن تحقق أي مكاسب سياسية أو إنسانية تذكر. كما أن الغموض حول التزام إسرائيل بشروط الاتفاق، لا سيما فيما يتعلق بانسحابها من ممر فيلادلفيا الحدودي، قد يزيد من تعقيد المشهد ويدفع الأوضاع نحو مزيد من التصعيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news