شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 187 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بسم الله الرحمن الرحيم 

مصطفى بن خالد 

يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بينما تُطحن البلاد في رحى الحرب، ويُسحق المواطن بين الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، يستمر الفاسدون في العيش برفاهية، يتنقلون بين القصور، ويمتلكون الثروات، ويبنون إمبراطورياتهم على أنقاض معاناة شعبٍ يتضور جوعاً، وينتظرُ دوره في طوابير الخبز والماء والوقود، وكأنما قد كُتب عليه أن يُضحّي بحياته ليحيا هؤلاء الفاسدون بأمانٍ ورفاهيةٍ لا تنتهي.

الطوابير.. مشهد يومي يُلخّص المأساة

في كل مدينة يمنية، تصطفّ الطوابير على أبواب الأفران، محطات الوقود، المستشفيات، وحتى أمام الإدارات الحكومية. 

المواطن البسيط يقف لساعاتٍ طوال من أجل لقمة عيشٍ بالكاد تسد رمقه، بينما يتنقل الفاسدون في سياراتهم الفارهة دون أن يشعروا بمعاناة الشعب. 

لم تعد المأساة مجرد انقطاع خدمات، بل تحوّلت إلى أسلوب حياةٍ يومي، عنوانه الإذلال والانكسار.

عروش الفساد فوق ركام الدولة

في بلدٍ كان يُعرف بتاريخه العريق، وموقعه الاستراتيجي، وثرواته التي تكفي ليعيش جميع أبنائه بكرامة، أصبح الفساد هو القانون الوحيد الذي يحكم المشهد. 

لم يعد الفاسدون مجرد متربحين من الحرب، بل صاروا المتحكمين في مصائر الناس، يتلاعبون بالمؤسسات، ويُفصّلون القوانين وفق مصالحهم، ويصنعون واقعاً تكون فيه الدولة مجرد وهم، والشعب مجرد أداةٍ لخدمتهم.

السياسة.. لعبة الفاسدين الكبرى

كيف يُمكن لشعبٍ أن يتحرّر من قيود المعاناة بينما تُدار السياسة بعقلية النهب والمحاصصة؟ كل طرفٍ يدّعي الوطنية، لكنه في الحقيقة لا يرى سوى مصالحه الضيّقة. كل خطابٍ يدعو إلى الإصلاح، لكنه في الواقع ليس إلا غطاءً لفسادٍ أعمق. وكلما اشتدت الأزمات، ظهر الفاسدون ليبيعوا الوهم، ويدّعوا أنهم يعملون من أجل الشعب، بينما هم أول من يقتات على أوجاعه.

قضاءٌ مُسيس وعدالة غائبة

حتى العدالة لم تسلم من عبث الفاسدين. القضاء الذي يُفترض أن يكون الملاذ الأخير للناس، بات مسيّساً، يُدار بقراراتٍ فوقية، ومن يجرؤ على قول الحقيقة، يكون مصيره النفي أو الاغتيال أو التشويه.

لا قوانين تُحترم، ولا محاكم تعمل باستقلالية، بل صار القانون أداة بيد من يملك النفوذ والمال والسلاح، ليحتمي به الفاسدون، بينما يُترك المواطن العادي فريسةً للظلم والعشوائية.

الشعب.. بين الاستسلام والانفجار

رغم كل ما يحدث، لا يزال الشعب اليمني يكافح من أجل البقاء. هناك من يقبل بالأمر الواقع مجبراً، وهناك من يحلم بيومٍ يتغير فيه كل شيء. لكن الحقيقة المرّة أن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح نظاماً متكاملاً، يحمي نفسه بكل الوسائل، ويُمعن في إذلال الناس كي لا يرفعوا رؤوسهم أبداً.

لكن، إلى متى؟

إلى متى سيظل اليمانيون يموتون، بينما يحيا الفاسدون؟!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اللحظات الأخيرة لعلي عبدالله صالح.. شهادات حصرية ووثائق سرية تكشف المستور!

نيوز لاين | 511 قراءة 

صدور قرار تعيين خاص بهؤلاء

جهينة يمن | 450 قراءة 

انتحار والد الطفلة "أفراح المجنحي" في إب بعد تحوّل قضيتها إلى رأي عام

نيوز لاين | 437 قراءة 

ورد الان ...قرار صادم لمجلس الامن بشأن اليمن "النص"

جهينة يمن | 397 قراءة 

قرار صادم لمجلس الامن بشأن اليمن

نيوز لاين | 386 قراءة 

من ضمنها الخيار والباذنجان..إليكم قائمة الممنوعات إدخالها لسجن النساء بصنعاء(وثيقة)

جهينة يمن | 367 قراءة 

شهادات حصرية ووثائق سرية تكشف المستور...اللحظات الأخيرة لعلي عبدالله صالح

جهينة يمن | 344 قراءة 

تحول اقتصادي مرتقب: بنك صنعاء وعدن يستعد لاتخاذ خطوة استراتيجية حاسمة

جهينة يمن | 276 قراءة 

شفيقة الوحش تظهر في صنعاء تحتفل بتخرج نجلها وسط قيادات حوثية.. جدل واسع بين الناشطين

العين الثالثة | 245 قراءة 

الرئيس السوري احمد الشرع: لا نخشى الحرب مع اسرائيل

تهامة برس | 238 قراءة