شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 90 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بسم الله الرحمن الرحيم 

مصطفى بن خالد 

يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بينما تُطحن البلاد في رحى الحرب، ويُسحق المواطن بين الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، يستمر الفاسدون في العيش برفاهية، يتنقلون بين القصور، ويمتلكون الثروات، ويبنون إمبراطورياتهم على أنقاض معاناة شعبٍ يتضور جوعاً، وينتظرُ دوره في طوابير الخبز والماء والوقود، وكأنما قد كُتب عليه أن يُضحّي بحياته ليحيا هؤلاء الفاسدون بأمانٍ ورفاهيةٍ لا تنتهي.

الطوابير.. مشهد يومي يُلخّص المأساة

في كل مدينة يمنية، تصطفّ الطوابير على أبواب الأفران، محطات الوقود، المستشفيات، وحتى أمام الإدارات الحكومية. 

المواطن البسيط يقف لساعاتٍ طوال من أجل لقمة عيشٍ بالكاد تسد رمقه، بينما يتنقل الفاسدون في سياراتهم الفارهة دون أن يشعروا بمعاناة الشعب. 

لم تعد المأساة مجرد انقطاع خدمات، بل تحوّلت إلى أسلوب حياةٍ يومي، عنوانه الإذلال والانكسار.

عروش الفساد فوق ركام الدولة

في بلدٍ كان يُعرف بتاريخه العريق، وموقعه الاستراتيجي، وثرواته التي تكفي ليعيش جميع أبنائه بكرامة، أصبح الفساد هو القانون الوحيد الذي يحكم المشهد. 

لم يعد الفاسدون مجرد متربحين من الحرب، بل صاروا المتحكمين في مصائر الناس، يتلاعبون بالمؤسسات، ويُفصّلون القوانين وفق مصالحهم، ويصنعون واقعاً تكون فيه الدولة مجرد وهم، والشعب مجرد أداةٍ لخدمتهم.

السياسة.. لعبة الفاسدين الكبرى

كيف يُمكن لشعبٍ أن يتحرّر من قيود المعاناة بينما تُدار السياسة بعقلية النهب والمحاصصة؟ كل طرفٍ يدّعي الوطنية، لكنه في الحقيقة لا يرى سوى مصالحه الضيّقة. كل خطابٍ يدعو إلى الإصلاح، لكنه في الواقع ليس إلا غطاءً لفسادٍ أعمق. وكلما اشتدت الأزمات، ظهر الفاسدون ليبيعوا الوهم، ويدّعوا أنهم يعملون من أجل الشعب، بينما هم أول من يقتات على أوجاعه.

قضاءٌ مُسيس وعدالة غائبة

حتى العدالة لم تسلم من عبث الفاسدين. القضاء الذي يُفترض أن يكون الملاذ الأخير للناس، بات مسيّساً، يُدار بقراراتٍ فوقية، ومن يجرؤ على قول الحقيقة، يكون مصيره النفي أو الاغتيال أو التشويه.

لا قوانين تُحترم، ولا محاكم تعمل باستقلالية، بل صار القانون أداة بيد من يملك النفوذ والمال والسلاح، ليحتمي به الفاسدون، بينما يُترك المواطن العادي فريسةً للظلم والعشوائية.

الشعب.. بين الاستسلام والانفجار

رغم كل ما يحدث، لا يزال الشعب اليمني يكافح من أجل البقاء. هناك من يقبل بالأمر الواقع مجبراً، وهناك من يحلم بيومٍ يتغير فيه كل شيء. لكن الحقيقة المرّة أن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح نظاماً متكاملاً، يحمي نفسه بكل الوسائل، ويُمعن في إذلال الناس كي لا يرفعوا رؤوسهم أبداً.

لكن، إلى متى؟

إلى متى سيظل اليمانيون يموتون، بينما يحيا الفاسدون؟!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عناصر حوثية وخبراء أجانب يلقون مصرعهم في انفجار عرضي خلال تجهيز ألغام بحرية

حشد نت | 670 قراءة 

ضربات اقتصادية قاصمة تهز الحوثي.. أكبر البنوك تغادر من صنعاء لعدن وإغلاق مرتقب للشريان الوحيد

وطن الغد | 652 قراءة 

التفاصيل الكاملة لعملية اغتيال السفير السوري السابق لدى اليمن داخل منزله "شاهد"

جهينة يمن | 465 قراءة 

إعادة فتح مطار دولي جديد في اليمن واستئناف الرحلات الجوية فيه بعد 10 سنوات من التوقف !

يمن برس | 456 قراءة 

العولقي يوجه رسالة قوية للزُبيدي من شبوة

العين الثالثة | 426 قراءة 

بسبب تصوير مشاهد رومانسية ومخلة بالآداب...مسلسل يمني يثير ضجة واسعة "شاهد"

جهينة يمن | 388 قراءة 

تنفيذاً لتوجيهات الزبيدي: استقالة مدير الثقافة تثير الجدل

المرصد برس | 303 قراءة 

22 طائرة و60 نوع ذخيرة.. إسرائيل تكشف تفاصيل "ضربة الاثنين"

العاصفة نيوز | 288 قراءة 

عاجل:وزراء الحكومة يتقدمون بطلب رسمي لاقالة بن مبارك

كريتر سكاي | 279 قراءة 

عاجل:زعيم الحـ.وثيين يحسم الأمر بشأن قرار الحظر

كريتر سكاي | 235 قراءة