شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 202 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بسم الله الرحمن الرحيم 

مصطفى بن خالد 

يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بينما تُطحن البلاد في رحى الحرب، ويُسحق المواطن بين الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، يستمر الفاسدون في العيش برفاهية، يتنقلون بين القصور، ويمتلكون الثروات، ويبنون إمبراطورياتهم على أنقاض معاناة شعبٍ يتضور جوعاً، وينتظرُ دوره في طوابير الخبز والماء والوقود، وكأنما قد كُتب عليه أن يُضحّي بحياته ليحيا هؤلاء الفاسدون بأمانٍ ورفاهيةٍ لا تنتهي.

الطوابير.. مشهد يومي يُلخّص المأساة

في كل مدينة يمنية، تصطفّ الطوابير على أبواب الأفران، محطات الوقود، المستشفيات، وحتى أمام الإدارات الحكومية. 

المواطن البسيط يقف لساعاتٍ طوال من أجل لقمة عيشٍ بالكاد تسد رمقه، بينما يتنقل الفاسدون في سياراتهم الفارهة دون أن يشعروا بمعاناة الشعب. 

لم تعد المأساة مجرد انقطاع خدمات، بل تحوّلت إلى أسلوب حياةٍ يومي، عنوانه الإذلال والانكسار.

عروش الفساد فوق ركام الدولة

في بلدٍ كان يُعرف بتاريخه العريق، وموقعه الاستراتيجي، وثرواته التي تكفي ليعيش جميع أبنائه بكرامة، أصبح الفساد هو القانون الوحيد الذي يحكم المشهد. 

لم يعد الفاسدون مجرد متربحين من الحرب، بل صاروا المتحكمين في مصائر الناس، يتلاعبون بالمؤسسات، ويُفصّلون القوانين وفق مصالحهم، ويصنعون واقعاً تكون فيه الدولة مجرد وهم، والشعب مجرد أداةٍ لخدمتهم.

السياسة.. لعبة الفاسدين الكبرى

كيف يُمكن لشعبٍ أن يتحرّر من قيود المعاناة بينما تُدار السياسة بعقلية النهب والمحاصصة؟ كل طرفٍ يدّعي الوطنية، لكنه في الحقيقة لا يرى سوى مصالحه الضيّقة. كل خطابٍ يدعو إلى الإصلاح، لكنه في الواقع ليس إلا غطاءً لفسادٍ أعمق. وكلما اشتدت الأزمات، ظهر الفاسدون ليبيعوا الوهم، ويدّعوا أنهم يعملون من أجل الشعب، بينما هم أول من يقتات على أوجاعه.

قضاءٌ مُسيس وعدالة غائبة

حتى العدالة لم تسلم من عبث الفاسدين. القضاء الذي يُفترض أن يكون الملاذ الأخير للناس، بات مسيّساً، يُدار بقراراتٍ فوقية، ومن يجرؤ على قول الحقيقة، يكون مصيره النفي أو الاغتيال أو التشويه.

لا قوانين تُحترم، ولا محاكم تعمل باستقلالية، بل صار القانون أداة بيد من يملك النفوذ والمال والسلاح، ليحتمي به الفاسدون، بينما يُترك المواطن العادي فريسةً للظلم والعشوائية.

الشعب.. بين الاستسلام والانفجار

رغم كل ما يحدث، لا يزال الشعب اليمني يكافح من أجل البقاء. هناك من يقبل بالأمر الواقع مجبراً، وهناك من يحلم بيومٍ يتغير فيه كل شيء. لكن الحقيقة المرّة أن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح نظاماً متكاملاً، يحمي نفسه بكل الوسائل، ويُمعن في إذلال الناس كي لا يرفعوا رؤوسهم أبداً.

لكن، إلى متى؟

إلى متى سيظل اليمانيون يموتون، بينما يحيا الفاسدون؟!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ارتفاع في سعر صرف العملات الأجنبية في عدن... واستقرار في صنعاء

اليمن السعيد | 889 قراءة 

الان اسعار الصرف في اليمن مباشر - الجمعه 08-08-2025 عبر الكريمي والنجم في صنعاء وعدن

نيوز لاين | 572 قراءة 

تعديل غير مسبوق في أسعار الحوالات بين الشمال والجنوب

المرصد برس | 529 قراءة 

طارق صالح يكشف تفاصيل خطيرة لنشر الفوضى في هذا المكان

كريتر سكاي | 479 قراءة 

الريال اليمني ينتصر ...تعرف على اسعار الصرف اليوم الجمعة

يني يمن | 440 قراءة 

صدمة في سوق العمل السعودي.. إيقاف مهنة يعتمد عليها المغتربون منذ سنوات

المرصد برس | 437 قراءة 

طارق صالح يكشف تفاصيل خطيرة عن المخطط الإيراني لزعزعة أمن اليمن والمنطقة

تهامة 24 | 411 قراءة 

للمغتربين اليمنيين .. تعديلات سعوديه على نظام الإقامة والتجديد والرسوم !

عناوين بوست | 404 قراءة 

تفاصيل لقاء محافظ البنك المركزي مع جمعية الصرافين ..أبرز نقاط الاتفاق

مأرب برس | 364 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025م

بران برس | 338 قراءة