شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 118 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بسم الله الرحمن الرحيم 

مصطفى بن خالد 

يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بينما تُطحن البلاد في رحى الحرب، ويُسحق المواطن بين الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، يستمر الفاسدون في العيش برفاهية، يتنقلون بين القصور، ويمتلكون الثروات، ويبنون إمبراطورياتهم على أنقاض معاناة شعبٍ يتضور جوعاً، وينتظرُ دوره في طوابير الخبز والماء والوقود، وكأنما قد كُتب عليه أن يُضحّي بحياته ليحيا هؤلاء الفاسدون بأمانٍ ورفاهيةٍ لا تنتهي.

الطوابير.. مشهد يومي يُلخّص المأساة

في كل مدينة يمنية، تصطفّ الطوابير على أبواب الأفران، محطات الوقود، المستشفيات، وحتى أمام الإدارات الحكومية. 

المواطن البسيط يقف لساعاتٍ طوال من أجل لقمة عيشٍ بالكاد تسد رمقه، بينما يتنقل الفاسدون في سياراتهم الفارهة دون أن يشعروا بمعاناة الشعب. 

لم تعد المأساة مجرد انقطاع خدمات، بل تحوّلت إلى أسلوب حياةٍ يومي، عنوانه الإذلال والانكسار.

عروش الفساد فوق ركام الدولة

في بلدٍ كان يُعرف بتاريخه العريق، وموقعه الاستراتيجي، وثرواته التي تكفي ليعيش جميع أبنائه بكرامة، أصبح الفساد هو القانون الوحيد الذي يحكم المشهد. 

لم يعد الفاسدون مجرد متربحين من الحرب، بل صاروا المتحكمين في مصائر الناس، يتلاعبون بالمؤسسات، ويُفصّلون القوانين وفق مصالحهم، ويصنعون واقعاً تكون فيه الدولة مجرد وهم، والشعب مجرد أداةٍ لخدمتهم.

السياسة.. لعبة الفاسدين الكبرى

كيف يُمكن لشعبٍ أن يتحرّر من قيود المعاناة بينما تُدار السياسة بعقلية النهب والمحاصصة؟ كل طرفٍ يدّعي الوطنية، لكنه في الحقيقة لا يرى سوى مصالحه الضيّقة. كل خطابٍ يدعو إلى الإصلاح، لكنه في الواقع ليس إلا غطاءً لفسادٍ أعمق. وكلما اشتدت الأزمات، ظهر الفاسدون ليبيعوا الوهم، ويدّعوا أنهم يعملون من أجل الشعب، بينما هم أول من يقتات على أوجاعه.

قضاءٌ مُسيس وعدالة غائبة

حتى العدالة لم تسلم من عبث الفاسدين. القضاء الذي يُفترض أن يكون الملاذ الأخير للناس، بات مسيّساً، يُدار بقراراتٍ فوقية، ومن يجرؤ على قول الحقيقة، يكون مصيره النفي أو الاغتيال أو التشويه.

لا قوانين تُحترم، ولا محاكم تعمل باستقلالية، بل صار القانون أداة بيد من يملك النفوذ والمال والسلاح، ليحتمي به الفاسدون، بينما يُترك المواطن العادي فريسةً للظلم والعشوائية.

الشعب.. بين الاستسلام والانفجار

رغم كل ما يحدث، لا يزال الشعب اليمني يكافح من أجل البقاء. هناك من يقبل بالأمر الواقع مجبراً، وهناك من يحلم بيومٍ يتغير فيه كل شيء. لكن الحقيقة المرّة أن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح نظاماً متكاملاً، يحمي نفسه بكل الوسائل، ويُمعن في إذلال الناس كي لا يرفعوا رؤوسهم أبداً.

لكن، إلى متى؟

إلى متى سيظل اليمانيون يموتون، بينما يحيا الفاسدون؟!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد التهدئة في البحر الأحمر ..الحوثي يتجه إلى هذا التصعيد على الأرض

المشهد اليمني | 583 قراءة 

أمريكا تصفع الحوثيين .. اتفاق وقف الهجمات في البحر الأحمر تم مع إيران

المنتصف نت | 477 قراءة 

الحوثيون يتعهدون تعويض المتضررين و فتح مطار صنعاء في هذا الموعد

المشهد اليمني | 418 قراءة 

الشرعية تفجرها في وجه زعيم الحو ثيين وتؤكد: مجرد "صورة وصوت"

جهينة يمن | 416 قراءة 

ضبط وكر دعارة.. توقيف 6 نساء من جنسيات مختلفة والتحقيقات جارية

العين الثالثة | 416 قراءة 

الامارات تكشف سرا لاتفاق امريكا والحوثيين

اليوم السابع اليمني | 392 قراءة 

محامي يتهم دولتين خليجيتين بدعم الحوثيين والمحاور الإيراني: ”أقرب إلى إيران من العرب”

المشهد اليمني | 379 قراءة 

فضيحة اقليمية مدوية لطارق عفاش (صور)

العربي نيوز | 338 قراءة 

عاجل.. البحرية الهندية تدخل الحرب بعملية انتقامية

موقع الأول | 292 قراءة 

 هاني بن بريك يدعو أحمد الميسري لهذا الأمر!

موقع الأول | 286 قراءة