شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 300 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شذرات استراتيجية يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بسم الله الرحمن الرحيم 

مصطفى بن خالد 

يموتُ اليمانيون ويعيشُ الفاسدون

بينما تُطحن البلاد في رحى الحرب، ويُسحق المواطن بين الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، يستمر الفاسدون في العيش برفاهية، يتنقلون بين القصور، ويمتلكون الثروات، ويبنون إمبراطورياتهم على أنقاض معاناة شعبٍ يتضور جوعاً، وينتظرُ دوره في طوابير الخبز والماء والوقود، وكأنما قد كُتب عليه أن يُضحّي بحياته ليحيا هؤلاء الفاسدون بأمانٍ ورفاهيةٍ لا تنتهي.

الطوابير.. مشهد يومي يُلخّص المأساة

في كل مدينة يمنية، تصطفّ الطوابير على أبواب الأفران، محطات الوقود، المستشفيات، وحتى أمام الإدارات الحكومية. 

المواطن البسيط يقف لساعاتٍ طوال من أجل لقمة عيشٍ بالكاد تسد رمقه، بينما يتنقل الفاسدون في سياراتهم الفارهة دون أن يشعروا بمعاناة الشعب. 

لم تعد المأساة مجرد انقطاع خدمات، بل تحوّلت إلى أسلوب حياةٍ يومي، عنوانه الإذلال والانكسار.

عروش الفساد فوق ركام الدولة

في بلدٍ كان يُعرف بتاريخه العريق، وموقعه الاستراتيجي، وثرواته التي تكفي ليعيش جميع أبنائه بكرامة، أصبح الفساد هو القانون الوحيد الذي يحكم المشهد. 

لم يعد الفاسدون مجرد متربحين من الحرب، بل صاروا المتحكمين في مصائر الناس، يتلاعبون بالمؤسسات، ويُفصّلون القوانين وفق مصالحهم، ويصنعون واقعاً تكون فيه الدولة مجرد وهم، والشعب مجرد أداةٍ لخدمتهم.

السياسة.. لعبة الفاسدين الكبرى

كيف يُمكن لشعبٍ أن يتحرّر من قيود المعاناة بينما تُدار السياسة بعقلية النهب والمحاصصة؟ كل طرفٍ يدّعي الوطنية، لكنه في الحقيقة لا يرى سوى مصالحه الضيّقة. كل خطابٍ يدعو إلى الإصلاح، لكنه في الواقع ليس إلا غطاءً لفسادٍ أعمق. وكلما اشتدت الأزمات، ظهر الفاسدون ليبيعوا الوهم، ويدّعوا أنهم يعملون من أجل الشعب، بينما هم أول من يقتات على أوجاعه.

قضاءٌ مُسيس وعدالة غائبة

حتى العدالة لم تسلم من عبث الفاسدين. القضاء الذي يُفترض أن يكون الملاذ الأخير للناس، بات مسيّساً، يُدار بقراراتٍ فوقية، ومن يجرؤ على قول الحقيقة، يكون مصيره النفي أو الاغتيال أو التشويه.

لا قوانين تُحترم، ولا محاكم تعمل باستقلالية، بل صار القانون أداة بيد من يملك النفوذ والمال والسلاح، ليحتمي به الفاسدون، بينما يُترك المواطن العادي فريسةً للظلم والعشوائية.

الشعب.. بين الاستسلام والانفجار

رغم كل ما يحدث، لا يزال الشعب اليمني يكافح من أجل البقاء. هناك من يقبل بالأمر الواقع مجبراً، وهناك من يحلم بيومٍ يتغير فيه كل شيء. لكن الحقيقة المرّة أن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح نظاماً متكاملاً، يحمي نفسه بكل الوسائل، ويُمعن في إذلال الناس كي لا يرفعوا رؤوسهم أبداً.

لكن، إلى متى؟

إلى متى سيظل اليمانيون يموتون، بينما يحيا الفاسدون؟!

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحليل | بوابة الشرق نحو تل أبيب.. هل اقترب الانتقالي من تحقيق حلم دولة الجنوب بالتطبيع مع إسرائيل؟

بران برس | 954 قراءة 

عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفاً ومفاجئاً في هذه المناطق

صوت العاصمة | 849 قراءة 

أول توجيه رئاسي بعد إعلان وزراء ونواب وزراء تأييدهم لـ الانتقالي ومطالبه بالانفصال

بوابتي | 496 قراءة 

إدارة البنك المركزي اليمني في عدن تكشف عن أمر بالغ الأهمية !

يمن فويس | 481 قراءة 

ما وراء توقف صرف البطاقات الشخصية الذكية في الأحوال المدنية بعدن؟

المنتصف نت | 430 قراءة 

عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفاً ومفاجئاً في هذه المناطق

العاصفة نيوز | 429 قراءة 

المجلس الانتقالي يلوّح بتشكيل حكومة موازية ويضع شرطاً للتراجع

نيوز لاين | 387 قراءة 

عاجل.. قصف سعودي تفاصيل

موقع الأول | 374 قراءة 

العليمي يصدر توجيهات هامة بشأن عدد من وزراء الحكومة اليمنية

مراقبون برس | 358 قراءة 

أول تحرك خليجي بعد لقاء الرئيس العليمي أمين عام مجلس التعاون وتأكيد وحدة اليمن

المشهد اليمني | 319 قراءة