في ظهور غير مسبوق، كشف المساعد أول فريد المذهان، المعروف باسم "قيصر"، عن هويته خلال حوار مع برنامج "للقصة بقية" على قناة "الجزيرة".
المذهان، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، ينحدر من مدينة درعا، وأعلن عن تجربته المريرة في توثيق الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.
وأوضح المذهان أن أوامر توثيق الجرائم كانت تأتي من أعلى هرم السلطة، بهدف ضمان تنفيذ أوامر القتل والتعذيب.
وأكد أن الصور والتوثيق كانت وسيلة لقيادة الأجهزة الأمنية لإظهار ولائهم للنظام، حيث كانوا مستعدين لارتكاب فظائع ضد الشعب السوري من أجل الحفاظ على حكم الأسد.
وأشار المذهان إلى أن أول تصوير لجثث المعتقلين تم في مشرحة مستشفى تشرين العسكري في مارس 2011، حيث بدأت عمليات التوثيق التي شملت أماكن متعددة، مثل مشرحة مستشفيي تشرين العسكري وحرستا. وأوضح أنه كان يتم وضع رقم على جثة كل معتقل بعد قتله.
كما كشف أن مرأب السيارات في مستشفى المزة العسكري تحول إلى ساحة لتجميع الجثث مع تزايد عدد القتلى.
ولفت إلى أن النظام كان يستخدم تقارير كاذبة تشير إلى أن سبب وفيات المعتقلين هو توقف القلب والتنفس، حيث كان عدد الجثث في بداية الثورة يتراوح بين 10 إلى 15 يومياً، ليصل لاحقاً إلى 50 جثة يومياً.
بين عامي 2011 و2013، نجح "قيصر" في تهريب حوالي 55 ألف صورة توثق ما لا يقل عن 11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب.
وقد نُشرت هذه الصور لأول مرة في عام 2014 عبر وسائل إعلام عالمية مثل "CNN" و"الغارديان"، مما أثار صدمة واسعة النطاق.
وفي عام 2019، أقرّ الكونغرس الأمريكي "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا"، الذي فرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري وكل من يتعاون معه، ودخل حيز التنفيذ في عام 2020.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news