تحقيق: ظاهرة حفلات "الخلع والطلاق".. موضة عابرة أم تعبير خاطئ عن الرغبة في الانتقام؟

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 48 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحقيق: ظاهرة حفلات "الخلع والطلاق".. موضة عابرة أم تعبير خاطئ عن الرغبة في الانتقام؟

في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة اجتماعية لافتة للنظر، تتمثل في إقامة حفلات للاحتفاء بالطلاق أو الخلع. هذه الظاهرة أثارت جدلاً واسعاً بين أفراد المجتمع، بين من يراها وسيلة لتخفيف العبء النفسي الناتج عن تجربة زواج فاشلة، وبين من يعتبرها استخفافاً بقدسية الزواج وتأسيساً لثقافة الطلاق والخلع في المجتمع.

حفلات الطلاق: تعبير عن الحرية أم استخفاف بالأسرة؟

بعد تجربة زواج فاشلة استمرت عامين، قررت السيدة (ا.ع.أ) البالغة من العمر 27 عاماً الانفصال عن زوجها وطلب الطلاق. وبعد حصولها على وثيقة الطلاق، قررت الاحتفال بـ"يوم الطلاق" بدعوة عائلتها وصديقاتها وجيرانها لحضور حفلة كانت أكبر من حفلة زفافها. تقول (ا.ع.أ): "احتفلت بيوم الطلاق لأني وجدت نفسي وعافيتي وحريتي بعد عامين من الغرق في بحر التعاسة مع كائن لا يعرف قيمة زوجته".

هذه الحالة ليست فريدة، فقد انتشرت في تعز حفلات مماثلة لنساء أخريات يحتفلن بيوم الخلع أو الطلاق. فالسيدة (ذ.ع.أ) البالغة من العمر 35 عاماً، احتفلت بيوم خلعها بعد زواج فاشل استمر ثلاثة أعوام، حيث أقامت حفلة أشبه بحفلات الزفاف، شاركت فيها صديقاتها وجيرانها. تقول: "فرحتي بالخلع أكبر من فرحتي بالزواج، قررت أن أحتفل لأني شعرت وكأني ولدت من جديد، فالخلع ليس نهاية الحياة".

جدل اجتماعي: بين التأييد والرفض

هذه الظاهرة أثارت ردود فعل متباينة في المجتمع. فبينما يرى بعض الناشطين أن هذه الاحتفالات تعبير عن الحرية ونهاية لحياة زوجية تعيسة، يرى آخرون أنها مبالغة غير ضرورية وقد تكون ذات انعكاسات سلبية على المجتمع.

عبد الرحمن، البالغ من العمر 38 عاماً، والذي يعيش حياة زوجية مستقرة منذ عشر سنوات، يقول: "احتفال المرأة المطلقة بيوم الطلاق من الأشياء التي لا لزوم لها في المجتمع. بعض المتزوجات حديثاً يطلبن الطلاق بمجرد أن يواجهن أول مشكلة مع أزواجهن".

من جهة أخرى، تؤيد إحدى الناشطات إقامة حفلات الطلاق، معتبرة أنها "نهاية لحياة تعيسة وبداية حياة جديدة". وتضيف: "ما دامت هناك حفلات زواج، من المهم أيضاً أن تكون هناك حفلات طلاق، وأي فرحة يجب أن يتم إعلانها ومشاركة الأهل والأصدقاء بها".

الطلاق: خلاص أم تشجيع على التفكك الأسري؟

تشير إحصائية إلى أن 20% من حالات الانفصال في المحاكم تنتهي بالخلع، بينما 70% منها تنتهي بالطلاق بناءً على رغبة الزوج. هذه الأرقام تثير تساؤلات حول أسباب ارتفاع معدلات الطلاق والخلع في المجتمع، وما إذا كانت هذه الظاهرة تعكس وعياً متزايداً لدى النساء بحقوقهن، أم أنها تشكل خطراً على استقرار الأسرة.

سارة، إحدى النساء التي عانت من معاملة قاسية من زوجها، تقول: "اعتاد التعدي علي بالسب والشتم، وأحياناً بالضرب. لم أجد منه سوى المعاملة القاسية والإهانات، بالإضافة إلى أنه كان يقضي معظم وقته في السهر والنوم وتناول القات". بالنسبة لها، كان الطلاق خلاصاً من حياة مليئة بالمعاناة.

رؤية دينية وقانونية: بين التشجيع والتحذير

من جهة أخرى، يرى بعض القضاة ورجال الدين أن هذه الظاهرة تشكل خطراً على تماسك الأسرة. فقد وجه قاضي شخصي في محكمة غرب تعز رسالة إلى السلطات المحلية، طالبهم بمراقبة المنظمات التي تشجع على "الإفساد الأسري"، معتبراً أن هذه المنظمات تساهم في زيادة حالات فسخ الزواج تحت عنوان التحرر.

كما اختتم أحد خطباء المساجد حديثه عن الظاهرة بقوله: "ظاهرة احتفاء الكثيرات بالطلاق أو الخلع في مراسم وأجواء مماثلة لحفلات الزفاف، سنّة اجتماعية غير حميدة، لا تليق بمقام من ينتمي إلى الإسلام عقيدةً وشريعةً ونظاماً".

الطلاق: بداية جديدة أم نهاية مأساوية؟

في النهاية، تبقى ظاهرة حفلات الطلاق والخلع موضوعاً شائكاً يحتاج إلى دراسة متأنية لفهم أبعادها الاجتماعية والنفسية. فبينما تعتبرها بعض النساء وسيلة للتعبير عن الحرية والبدء من جديد، يرى آخرون أنها قد تشكل خطراً على استقرار الأسرة وتشجع على التفكك الاجتماعي.

هل هذه الظاهرة مجرد موضة عابرة، أم أنها تعبير عن تغيير جذري في نظرة المجتمع إلى الزواج والطلاق؟ الإجابة قد تكون معقدة، لكنها بالتأكيد تستحق النقاش والتحليل لفهم تأثيراتها على المجتمع اليمني بشكل خاص، والمجتمعات العربية بشكل عام.

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

"ضرب والده فتم نفيه".. نائبة إسرائيلية تفجر فضيحة نجل نتنياهو

حشد نت | 1098 قراءة 

عاجل : حزب الاصلاح يفاجئ الجميع ويعلن قبل قليل عن اتفاق بينه وبين الحوثيين "تفاصيل"

جهينة يمن | 905 قراءة 

عاجل : وزير الدفاع اليمني يعلن الانتهاء من التجهيزات النهائية لانطلاق معركة التحرير ويكشف عن السبب الوحيد الذي يأخر انطلاقها

اليمن السعيد | 754 قراءة 

عاجل : بشرى سارة يزفها عيدروس الزبيدي وقيادات المجلس

جهينة يمن | 667 قراءة 

تراجع صادم وغير متوقع في سعر الصرف مساء الاثنين في عدن والمحافظات المحررة

صوت العاصمة | 514 قراءة 

27 ألف حوثي في جنازة نصر الله.. من أين جاءوا وكيف وصلوا واين اختفى ”لواء صعدة” الذي كان يقاتل في سوريا؟

المشهد اليمني | 420 قراءة 

عاجل : تحركات عسكرية "يمنية - أمريكية - صينية - هندية" ومصادر تكشف عن ماسيحدث خلال الساعات القادمة

اليمن السعيد | 398 قراءة 

منفذ الوديعة: تسهيلات جديدة وتطورات جذرية للمسافرين!

يمن برس | 329 قراءة 

تحركات عسكرية ”يمنية أمريكية صينية هندية” بعد تصنيف الحوثيين

المشهد اليمني | 305 قراءة 

تقرير صادم يكشف تدمير الحوثيين لصناعة الأدوية ونهب ملايين الدولارات في صنعاء

حشد نت | 298 قراءة