يمن ديلي نيوز
: لجأت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) مجددًا إلى حسابها في منصة “فيسبوك” لاستغاثة حضرموت بعدم إطفاء المدينة، تزامنًا مع غياب أي تحركات للمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية لمنع دخول عدن في الظلام.
وتخضع مدينة عدن لسيطرة عسكرية وأمنية كاملة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بالانفصال، مع تواجد شكلي ومحدود للحكومة المعترف بها دوليًا في قصر المعاشيق (القصر الجمهوري) وبعض المؤسسات، لكنها تواجه معوقات في فرض القرار.
ونشرت مؤسسة الكهرباء بعدن، الاثنين 3 فبراير/شباط 2025، مناشدة باسم أهالي عدن إلى رئيس حلف قبائل حضرموت “عمر بن حبريش” بضخ النفط الخام إلى محطة الرئيس المعرضة للتوقف خلال ساعات، بعد توقف بقية المحطات الأخرى.
وجاءت المناشدة بعد إصدار رئيس حلف قبائل حضرموت “عمرو بن حبريش” أوامر لما أسماها “قيادة اللجنة الأمنية بالحلف” بتوقيف خروج النفط الخام خارج محافظة حضرموت اعتبارًا من اليوم الاثنين، مبررًا ذلك بالحفاظ على ثروات المحافظة.
مناشدة مؤسسة الكهرباء هي الثانية خلال ثلاثة أيام، حيث وجهت يوم 1 فبراير مناشدة لعضو مجلس القيادة الرئاسي “فرج البحسني” ومحافظ حضرموت “مبخوت بن ماضي” ورئيس حلف قبائل حضرموت “عمر بن حبريش” بضخ كميات كافية من النفط الخام لكهرباء عدن.
ومن المتوقع أن تدخل مدينة عدن في ظلام دامس خلال ساعات نظرًا لمشارفة الوقود الخاص بمحطة الرئيس (المحطة الوحيدة التي لا تزال تعمل) بعد توقف بقية المحطات، وعجز المحطة الشمسية عن التغطية.
وقالت مؤسسة الكهرباء إن توقف محطة الرئيس عن تقديم الخدمة سيتسبب في إغراق عدن في ظلام دامس سيفاقم معاناة المواطنين في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تواجهها المدينة، بحسب البيان.
وتابعت: محطة الرئيس هي المصدر الرئيسي للطاقة في عدن، وتوقفها يعني توقف المحطة الشمسية وجميع المرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات، ومحطات ضخ المياه، والخدمات الأساسية التي يعتمد عليها ملايين السكان يوميًا.
وأوضح البيان أنه لم يعد هناك متسع من الوقت، والكهرباء على وشك التوقف الكامل إذا لم يتم تأمين الوقود اللازم بشكل عاجل.
واختتمت مؤسسة الكهرباء مناشدتها لرئيس حلف قبائل حضرموت: “إننا نضع هذا النداء بين أيديكم، ونناشدكم أن تتدخلوا بشكل عاجل لتأمين النفط الخام لمحطة الرئيس، وإنقاذ عدن من الدخول في كارثة كهربائية غير مسبوقة”.
تبادل الاتهامات
وفي حين تبقى مؤسسة الكهرباء في عدن وحيدة تكافح عبر منصة “فيسبوك” لإيصال صوتها بعد توقف القنوات الحكومية وقنوات المجلس الانتقالي الجنوبي عن القيام بمسؤولياتهم، ظلت كهرباء عدن قضية شائكة منذ حكومة معين عبدالملك وما قبلها وحتى اليوم.
ففي حين يخلي المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤوليته تجاه سكان عدن باعتباره الحاكم الفعلي للمدينة، ويلقي باللوم على الحكومة اليمنية، تتحدث الحكومة اليمنية عن نفقات مهولة على كهرباء عدن، حيث تستهلك 60% من الموازنة المخصصة للكهرباء في اليمن.
في يونيو/حزيران 2023، وصلت الاتهامات المتبادلة بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية حول كهرباء عدن ذروتها، حيث اتهم القيادي في الانتقالي الجنوبي المعين محافظًا لعدن “أحمد لملس” الحكومة بالتنصل عن مسؤوليتها.
كما اتهم الحكومة باستخدام ملف الكهرباء كأداة لمعاقبة أبناء مدينة عدن، في إشارة إلى أن عدن ترفض الحكومة وأن الحكومة ردا على ذلك تقوم بمعاقبة السكان.
وأمام اتهامات “أحمد لملس” بادرت حكومة “معين عبدالملك” لإصدار بيان على لسان مصدر مسؤول قال إن الحكومة تنفق شهريًا أكثر من 55 مليون دولار على توليد الكهرباء في عدن، بمتوسط 1.8 مليون دولار يوميًا.
وأوردت الحكومة توضيحًا مفصلًا بحجم إنفاقها على الكهرباء في عدن، والذي قالت إنه يستحوذ على 60 بالمائة من إنفاقها على قطاع الكهرباء بشكل عام.
وذكر المصدر الحكومي حينها أن نصيب محافظة عدن من المشتقات النفطية المدعومة المقدمة من السعودية بلغ 60 بالمائة، بإجمالي 610 مليون دولار، وأنه ومنذ انتهاء منحة المشتقات السعودية في مارس 2023 وحتى يونيو من ذات العام (3 أشهر) أنفقت الحكومة تقريبًا 150 مليون دولار لتوفير وقود الكهرباء.
وفصل المصدر إنفاق الحكومة في بقية المحافظات بشكل يومي لتشغيل قطاع الكهرباء، حيث يتم إنفاق 500 ألف دولار يوميًا لمحافظة حضرموت بجانب توفير 675 ألف لتر ديزل بسعر مدعوم من إنتاج حقول نفط بترومسيلة، و252 ألف دولار لتوليد الكهرباء في محافظة شبوة بجانب كميات ديزل من مصافي صافر، و213 ألف دولار لتوليد الكهرباء في محافظة المهرة، و212 ألف دولار للكهرباء في لحج، و192 ألف دولار لكهرباء أبين.
حلول جذرية
ومع تولي “أحمد عوض بن مبارك” رئاسة الحكومة في فبراير/شباط 2024، وعد بإيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء في عدن، معتبرًا الفساد المسؤول الأول عن الوضع الذي تعيشه كهرباء عدن.
في مقابلة له مع قناة اليمن الفضائية رصدها “يمن ديلي نيوز” بتاريخ 14 مايو/أيار 2024، قال “أحمد عوض بن مبارك” إن الحكومة بصدد تنفيذ إصلاحات حقيقية لا ترقيعية لحل مشكلة الكهرباء التي لا تقتصر على مدينة عدن بل على مستوى الجمهورية.
وذكر أنه حدد 75 في المائة من مشكلة الكهرباء في إيقاف النزيف الحاصل، مردفًا: لدينا إشكالية في موضوع الصيانة وإشكالية ليست في شراء الوقود ولكن حتى في نقل الوقود.
مأرب وبترومسيلة
وكانت كهرباء عدن تتلقى منذ 2015 شحنات منتظمة من النفط الخام القادم من محافظة مأرب، لكن رئيس الحكومة اليمنية وفي إطار إيجاد حلول جديدة للانطفاءات وتخفيف فاتورة الكهرباء أعلن عن دخول نفط بترومسيلة بحضرموت على الخط لتزويد كهرباء عدن.
وما إن بدأ نفط بترومسيلة في الانتظام حتى أعلن حلف قبائل حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش نشر نقاط مسلحة تركزت في خطوط السير التي تمر منها صهاريج بترومسيلة إلى مديريات حضرموت والمحافظات المجاورة.
مؤخرًا، وخلال يناير الماضي، صعد “بن حبريش” من تحركاته تحت مبررات الضغط من أجل تنفيذ مصفوفة الرئاسي لتطبيع الأوضاع، معلنًا إعاقة الشاحنات الخاصة بكهرباء عدن.
وقبل نحو أسبوعين، أعلن “بن حبريش” عن مبادرة إنسانية لإطلاق شاحنات الوقود الخاصة بكهرباء عدن، لكنه عاد لاحتجازها مجددًا، ليعلن اليوم عن الإيقاف النهائي لخروج كل شاحنات الوقود إلى خارج حضرموت، بما فيها الخاصة بكهرباء عدن.
وعلى هذا الحال تستمر كهرباء عدن قضية شائكة تبحث عن حلول، خاصة وأن المدينة مقبلة على أشهر الصيف الحار، ما يعني أن المدينة مقبلة على صيف أسوأ من الأعوام الماضية ما لم تكن هناك تحركات جدية وسريعة لحل المشكلة.
مرتبط
الوسوم
مناشدات مؤسسة كهرباء عدن
مؤسسة كهرباء عدن
محطة الرئيس بترومسيلة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news