أكد عبدالرحمن المقطري، أمين عام نقابة المعلمين في محافظة تعز، أن المعلمين والمعلمات في المحافظة يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة ويواجهون عدة تحديات، أبرزها تدني الرواتب، حيث لا يتجاوز راتب المعلم الجامعي في كثير من الأحيان 50 ألف ريال
.
وأوضح المقطري، في تصريح خاص لـ"الصحوة نت"، أن هذا المبلغ لا يكفي لتغطية أدنى الاحتياجات الأساسية للمعلمين، مما يدفع العديد منهم إلى التفكير في الهجرة والاغتراب أو البحث عن فرص عمل بديلة لتأمين متطلبات أسرهم، كما يجعلهم يعيشون في حالة اضطراب وقلق مستمر
.
انعكاسات الوضع الاقتصادي على التعليم
وقال المقطري: "إن الوضع الاقتصادي المتردي أثَّر بشكل كبير على حياة المعلمين، حيث أصبحوا عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما انعكس سلبًا على أدائهم المهني داخل المدارس
".
وأضاف أن العديد من المعلمين يواجهون صعوبات في توفير مستلزمات التدريس الضرورية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جودة العملية التعليمية
.
وأشار إلى أن النقابة طالبت مرارًا برفع الحد الأدنى للأجور، حيث لم يطرأ أي تعديل على المرتبات منذ عام 2011، كما لم تُضَف العلاوات السنوية منذ 2012. ولفت إلى أن المعلمين العاملين في المناطق الريفية يعانون من عدم وجود بدل ريف، مما يزيد من معاناتهم
.
مطالب المعلمين
وبما أن قانون التأمين الصحي رقم 9 لعام 2011 كان أحد المطالب الرئيسية التي دعت إليها النقابة، شدد المقطري على ضرورة تنفيذه لتخفيف الأعباء الصحية عن المعلمين، موضحًا أن العديد من المعلمين لم يتسلموا رواتبهم منذ عام 2016 حتى الآن
.
وأشاد بقرار صرف الحوافز للمعلمين في بعض المحافظات المحررة، رغم بساطته، داعيًا السلطة المحلية في تعز إلى اتخاذ خطوة مماثلة، نظرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المعلمون في المحافظة
.
وأعرب المقطري عن أمل نقابة المعلمين في أن تقوم السلطة المحلية في محافظة تعز باتباع النهج الذي سارت عليه المحافظات الأخرى لتقديم الدعم اللازم للمعلمين، في سبيل التخفيف من معاناتهم
.
وأضاف أن النقابة قدمت عدة مطالبات رسمية إلى الحكومة والسلطة المحلية عبر البيانات والمذكرات، شملت ضرورة صرف العلاوات السنوية المتأخرة منذ عام 2021، إلى جانب العلاوات المستحقة عن السنوات السابقة التي لم تُصرَف بعد
.
كما لفت إلى أن النقابة تواصلت مع المعلمين النازحين بسبب الحرب، وقدمت لهم بعض المساعدات المتاحة، داعيًا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المعلمين النازحين الذين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة
.
تصعيد الفعاليات الاحتجاجية
وأوضح المقطري أن النقابة كانت قد علَّقت الإضراب لفترة محددة على أمل أن تستجيب الحكومة والسلطة المحلية لمطالب المعلمين، لكن عدم التجاوب دفع النقابة إلى استئناف الفعاليات الاحتجاجية
.
وأشار إلى أن المعلمين قرروا العودة إلى الفعاليات المطلبية عقب عدم تجاوب الحكومة وتلبية مطالبهم، منوِّهًا بأن استمرار هذه الفعاليات سيؤثر حتمًا على سير العملية التعليمية، مما سينعكس على جودة التعليم في المدارس
.
وأكد المقطري أن النقابة مستمرة في تصعيد فعالياتها حتى يتم الاستجابة لمطالب المعلمين والمعلمات، موضحًا أن هذه المطالب حقوق مشروعة يجب تلبيتها
.
وعبَّر عن تضامن النقابة مع المعلمين الذين يعملون دون رواتب في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، والذين يُجبَرون على تدريس مناهج لا تتفق مع قناعاتهم وقناعات الطلاب
.
وفي ختام تصريحه لـ"الصحوة نت"، دعا المقطري النقابات الأخرى ومنظمات المجتمع المدني إلى الوقوف إلى جانب المعلمين والضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم المشروعة، مؤكدًا أن تحريك عجلة التحرير هو الحل الأمثل لمشاكل المعلمين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news