في خطوة مفاجئة، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالاً هاتفيًا مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد، في أول اتصال من نوعه بين الرئيسين منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
جاء هذا الاتصال بعد أيام من التوترات بين واشنطن والقاهرة بشأن تطورات الوضع في قطاع غزة، حيث كانت مصر قد أبدت رفضًا صريحًا لمقترحات ترامب المتعلقة بالقطاع الفلسطيني.
تفاصيل الاتصال:
وفقًا للبيانات الصادرة عن الرئاسة المصرية والبيت الأبيض، اتفق الرئيسان على مجموعة من القضايا المهمة التي تشمل الملف المائي وقضية غزة.
ووصفت الرئاسة المصرية الاتصال بـ"الإيجابي"، مشيرة إلى أن النقاش بين الرئيسين شمل عدة ملفات هامة، خاصة الوضع في قطاع غزة الذي شهد توترات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة.
غزة ووقف إطلاق النار:
فيما يتعلق بالوضع في غزة، أكدت مصادر مصرية أن الرئيسين اتفقا على ضرورة استمرار تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يضع ملامح تحرك مستقبلي نحو تهدئة الوضع في القطاع المحاصر.
ورغم أن هذا الاتفاق يعد خطوة إيجابية، إلا أن الجدل بشأن مستقبل غزة لم يختف، خصوصًا مع ما يثار من مقترحات تتعلق بنقل جزء من سكان القطاع إلى دول أخرى، وهو ما يرفضه العديد من الأطراف الدولية والمحلية.
سد النهضة وأثره على المفاوضات:
ركز البيت الأبيض في بيانها على النقاشات التي جرت بشأن سد النهضة الإثيوبي، وهو الملف الذي يشكل أولوية بالنسبة لمصر في سياق تعزيز استقرار المنطقة المائية.
ورغم أن البيان الأمريكي لم يتطرق بشكل مباشر إلى المطالب التي كان قد أبدى الرئيس ترامب بخصوص استضافة مصر جزءًا من سكان غزة، إلا أن ربط الملفين معًا قد يشير إلى وجود تقارب أو تفاهمات غير معلنة بين الجانبين بشأن الملفات الحساسة.
موقف مصر من قضية التهجير:
من جانبها، كانت القاهرة قد رفضت بشكل قاطع أي مقترحات تتعلق بتهجير الفلسطينيين من غزة، وهو ما دفعها إلى استدعاء اجتماع طارئ لمجموعة من الدول الحليفة لأمريكا على مستوى وزراء الخارجية.
الاجتماع أسفر عن إصدار بيان قوي من قبل مصر يرفض فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع، مع تحذير صريح من أن هذا التصور قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة.
وفي هذا السياق، أرسل النظام المصري تعزيزات عسكرية إلى شبه جزيرة سيناء لأول مرة منذ خمسين عامًا، في خطوة تعكس استعداد القاهرة للوقوف في وجه أي محاولات لفرض تهجير قسري على الفلسطينيين.
تزامن ذلك مع خروج تظاهرات شعبية في شوارع القاهرة والمحافظات الأخرى، ترفض التهجير وتؤكد على دعم القضية الفلسطينية.
التصعيد الإسرائيلي والرد المصري:
الجدل بشأن غزة لم يكن مقتصرًا على المواقف الأمريكية والمصرية فقط، بل شمل أيضًا التصريحات الإسرائيلية. في خطوة استفزازية، نشر الاحتلال الإسرائيلي صورة تجمع الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وهو ما فُسر على أنه إشارة تهديد أو محاولة لتحميل السيسي مسؤولية أكبر فيما يتعلق بالمواقف الإقليمية والدولية.
البعض رأى في هذه الصورة تهديدًا سياسيًا موجهًا لمصر، يشير إلى إمكانية تصنيفها ضمن الدول المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية في حال تمسكت بمواقفها الرافضة للضغوط الخارجية.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
الوسوم
أمريكا
السيسي
ترامب
غزة
مصر
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news