تستعد مليشيا الحوثي الإرهابية لجولة جديدة من الحرب ضد الحكومة الشرعية، باستمرار حشدها العسكري لمقاتليها في مختلف الجبهات لتضع كل جهود تحقيق السلام في اليمن على المحك.
ودفعت المليشيات الحوثية خلال الأيام الأخيرة بمجاميع كبيرة من عناصرها على شكل دفعات صوب خطوط التماس في جبهات الحديدة والضالع وتعز ومأرب.
وجاءت التحركات متزامنة مع عملية تجييش واسعة تقوم بها الجماعة في كافة مناطق سيطرتها، حيث تسوق السكان إلى دورات تعبوية وعسكرية قسرية تحت اسم دورات «طوفان الأقصى»، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات، وسط مخاوف من استغلال هذا التحرك لتجنيد اليمنيين وإقحامهم في معارك ضد الحكومة الشرعية.
وشهدت صنعاء وريفها ومدن أخرى منذ مطلع العام الجاري تنظيم مليشيا الحوثي أزيد من 300 لقاء موسع ووقفات ومسيرات راجلة ودورات عسكرية تحت عناوين مُتعددة، منها إعلان الجماعة لما تسميه «النفير العام وتعزيز الجهوزية القتالية».
واكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، قيام الجماعة في صنعاء وحدها بتنظيم أكثر من 80 فعالية للتعبئة والحشد إلى الجبهات، وخصصت لها مبالغ مالية ضخمة، في حين يعاني الملايين من المجاعة والفقر والحرمان من الرواتب وأبسط مقومات الحياة المعيشية.
وكشف «رمزي، ع»، وهو موظف حكومي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إخضاع الجماعة خلال الأسبوع المنصرم المئات من العاملين في المؤسسة الحكومية التي يعمل بها في صنعاء، كدفعة ثالثة، للتعبئة الفكرية والعسكرية، في إطار حملات تطييف وتجنيد واسعة، تستهدف جميع فئات المجتمع.
وأبدى رمزي استياءه لاستمرار اهتمام مليشيا الحوثي بتعبئة الموظفين والسكان طائفياً، وإلزامهم بحمل السلاح استعداداً لحرب مقبلة، دون الالتفات إلى معاناتهم المعيشية.
وأكد الموظف قيام مشرفين بنقل العشرات من زملائه ممن شاركوا سابقاً بدورات تعبوية وعسكرية إلى جبهات في الضالع وتعز، لإجراء «بروفات قتالية ميدانية».
ويتكهن مراقبون بأن تحركات المليشيات الميدانية وأعمال الحشد غير المسبوقة، تشير إلى الاستعداد لموجة من الحرب ضد الحكومة الشرعية، وبخاصة بعد أن قدمت الجماعة نفسها على أنها انتهت من معركة مناصرة الفلسطينيين في غزة، ولم يبقَ لها سوى حسم المعركة داخلياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news