وكالة عالمية تنشر تقريراً عن ارتفاع أسعار "القات" ولماذا تم تقليل استهلاكه

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 107 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
وكالة عالمية تنشر تقريراً عن ارتفاع أسعار "القات" ولماذا تم تقليل استهلاكه

وسط انخفاض درجات الحرارة وموجات الصقيع في اليمن تتأثر المحاصيل الزراعية في بلد يعاني اقتصاديا واجتماعيا منذ سنوات بسبب الحرب لا سيما محصول القات المخدر الذي ارتفع سعره مؤخرا أكثر من 200 بالمئة.

والقات هو نبات من نفس فصيلة الشاي ينمو في المناطق المرتفعة ويوجد منه ما لا يقل عن 100 نوع، وأكثر الطرق شيوعا لاستهلاكه هو مضغ الأوراق الطازجة عن طريق الفم في جلسات تسمى “المقيل” أو “المفرج”، أما في الريف فيمضغ المزارعون القات وهم يعملون في الحقول بغرض زيادة نشاطهم وتبديد الشعور بالجوع.

ويعد القات أهم محصول زراعي رابح تجاريا ورائج استهلاكيا في اليمن نتيجة الأموال الطائلة التي يحركها في الأسواق والتي تصل إلى نحو 20 مليون دولار يوميا، طبقا لدراسات اقتصادية.

وتتباين الإحصاءات بشأن نسبة متعاطي القات في اليمن إلا أن التقارير الدولية تشير إلى أن نحو 70 بالمئة من اليمنيين البالغ تعدادهم أكثر من 35.6 مليون نسمة، غالبيتهم من الرجال يتعاطونه.

وذكرت تقارير رسمية حكومية سابقة أن ما يتم إنفاقه على القات، التي تعد زراعته سهلة وينمو على مدار العام، يصل إلى نحو 35 بالمئة من دخل الأسر اليمنية.

وقال مستهلكون للقات في عدن لرويترز إن بائعي هذه النبتة، المصنفة كمخدر من قبل منظمة الصحة العالمية، دائما ما يستغلون الظروف السياسية والتغيرات المناخية لرفع سعر القات عند شح المنتج.

وذكروا أن أسعار بيع القات منذ منتصف ديسمبر كانون الأول وحتى الآن وصلت إلى “أرقام خيالية” وسجلت “مستويات قياسية” لم تشهدها البلاد منذ بدء الحرب الأهلية في 2015، مما اضطر كثيرين للتوقف عن استهلاكه.

وقال مراقب للأسواق “رغم أن ارتفاع أسعار القات خلال فصل الشتاء أمر معتاد نتيجة الصقيع والبرد، فإن هذه المرة الأولى التي يكون فيها الارتفاع مبالغا فيه وبأسعار خيالية وكبيرة، ما أجبر المئات من متعاطيه على العزوف عن الشراء تحت ضغط تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لغالبية الناس وتدني الأجور والرواتب”.

أعباء مادية

تداول نشطاء ومتابعون على منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع خلال الأيام القليلة الماضية، مقطع فيديو يظهر بيع “ربطة قات” في عدن بسعر قياسي بلغ أربعة ملايين ريال يمني (نحو 1800 دولار) وهو سعر يعتبر مرتفع جدا بالنسبة للمستوى الاقتصادي للمدينة الساحلية، ما أثار استياء واستغراب بعض المواطنين في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.

وقال مستهلكون للقات إن ارتفاع تكلفة المعيشة التي فاقمها ارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات جعلهم غير قادرين على مواجهة الصعوبات المعيشية مع قلة الأجور وأجبرهم على إعادة التفكير في العادة اليومية المفضلة لدى اليمنيين.

وقال خالد محمد ناجي (55 عاما) الذي يعمل موظفا حكوميا في عدن “هذه الأيام مع ارتفاع تكلفة المعيشة تم إعادة النظر بموضوع القات والأشياء الأخرى غير الضرورية، ومع ارتفاع أسعار القات تم تحديد يومين بالأسبوع لتعاطيه بدلا من كل أيام الأسبوع حتى نستطيع توفير حياة كريمة لنا ولأولادنا”.

ويتفق معه في الرأي أسامة الخضر (40 عاما) الذي يعمل فرد أمن في عدن إذ قال لرويترز “هذه الأيام مع غلاء الأسعار بصورة جنونية لكل شيء منها القات فضلنا تناوله يوما واحدا بالأسبوع لأن القدرة الشرائية لا تسمح لنا بشرائه كما كان في السابق”.

وأضاف أن “المواطن يئن ويعاني من الفقر والجوع والعوز وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وتدني صرف العملة المحلية بعد أن وصل الصرف للدولار اليوم إلى 2160 ريالا”.

ويبرر تجار القات ارتفاع الأسعار مؤخرا بقلة الإنتاج وتأثر المحصول بالطقس البارد خاصة في المناطق الجبلية.

وقال بائع القات يوسف علي حسين لرويترز إن “ارتفاع الأسعار ليس من البائعين في عدن، فنحن نشتري القات ممن يجلبه من محافظة الضالع شمالي عدن ونبيعه مع تحقيق ربح معقول”.

وأضاف “مع اشتداد الصقيع هذا العام رفع من يجلب القات سعره بشكل كبير لم نعهده من قبل مما تسبب في انخفاض الطلب عليه بعد امتناع كثيرين عن شرائه”.

ويصل متوسط قيمة ما يشتريه المواطن اليمني من القات إلى نحو خمسة آلاف ريال يمني (دولاران) فيما يبلغ نوع القات الجيد إلى الممتاز ما بين (15 دولارا و30 و40 دولارا).

وتعد الضالع المصدر الرئيسي لإنتاج القات الذي يزرع بكثرة فيها وينتقل منها إلى عدن ومعظم محافظات الجنوب اليمني، فضلا عن جلبه إلى أسواقه من مناطق الشمال الأكثر إنتاجا له.

خسائر فادحة

مثلما يشكو المستهلكون والبائعون من شح محصول القات وارتفاع أسعاره يقول المزارعون أيضا إنهم يتكبدون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تمر بها البلاد وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري حسب توقعات خبراء الأرصاد الجوية.

وقال مزارعون في محافظتي الضالع الجنوبية وذمار الشمالية إن أوراق القات تضررت كثيرا جراء الصقيع مما تسبب في خسائر كبيرة لهم خاصة مع انعدام وسائل مواجهة الطقس السيء واتباعهم طرقا متعددة لمحاولة تدفئة الحرارة في مزارعهم خلال الليالي الأشد برودة.

وقال المزارع فارس مسعد من منطقة شكع في الضالع لرويترز إن البرد الشديد هذا العام تسببا في ما يسميه السكان المحليون “ضريب” وهو كلمة عامية تعني تلف وفساد المحاصيل الزراعية والقات.

وأضاف أن هناك أسبابا أخرى تسببت في ارتفاع أسعار القات إلى جانب الصقيع منها ارتفاع سعر الديزل، والذي أدى إلى زيادة الأعباء على أصحاب المزارع نتيجة ارتفاع تكلفة النقل، وأسعار الأسمدة والمبيدات التي يأتي معظمها من الخارج.

ويعمل مزارعو القات على إشعال النار والشموع داخل مزارع القات لحمايتها من انخفاض درجات الحرارة.

ويقول الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية ماجد الداعري لرويترز إن ارتفاع أسعار القات خلال أشهر الشتاء أمر معتاد لجملة من الأسباب الطبيعية.

وأضاف أن المزارعين “يرفعون الأسعار لتعويض خسائرهم من موردي القات بالجملة قبل أن يقوم الموردون بدورهم بتعويض ما دفعوه للمزارعين برفع سعر القات على المستهلك النهائي”.

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

إعلان رسمي يمنع اليمنيين من دخول السعودية ومناشدة عاجلة للرئيس العليمي

المشهد اليمني | 1317 قراءة 

قائد الحزام الأمني في عدن: لدينا رئيس واحد وهو الذي أمامكم في الشاشة (فيديو)

يمن ديلي نيوز | 565 قراءة 

تعرف على المسؤلين الذين يتواصلون مع جماعة الحوثي، وما هو سبب التواصل؟

هنا عدن | 423 قراءة 

ساعة أحمد الشرع الفاخرة وزوجته لطيفة الشرع يسيطران على اهتمامات الإعلام ومواقع التواصل ”شاهد الصور”

المشهد اليمني | 397 قراءة 

الريال السعودي يسجل رقماً خياليا.. أسعار الصرف مساء اليوم الخميس

صوت العاصمة | 341 قراءة 

ورد الان.. استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف وعدد من القادة الفلسطينيين

يني يمن | 301 قراءة 

مرض غامض يودي بحياة العشرات في صنعاء

كريتر سكاي | 250 قراءة 

فتحي بن لزرق يتحدث عن اكتشاف أنبوب نفط غير مشروع في حضرموت: “إلى أين وصلت البلاد؟!”

عدن توداي | 232 قراءة 

فلكي سعودي يصعق الجميع ويكشف ما سيحدث خلال شهر شعبان

الميدان اليمني | 228 قراءة 

في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن

مأرب برس | 192 قراءة