انتصار عزة أبعاده وانعكاساته  فلسطينيا وعربيا ..!!!

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 116 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
انتصار عزة أبعاده وانعكاساته  فلسطينيا وعربيا ..!!!

 

 

عدن توداي

م. عباد محمد العنسي

انتصرت غزة بعد 15شهر من الصمود الاسطوري الذي يفوق الخيال صمدت غزة رغم تخلي كل العرب عنها فكانت هي الوطن العربي وكان أبناء غزة هم الشعب العربي لأن أبناء غزة كانوا يدافعون ليس غزة وحسب بل عن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لانهم كانوا يقفون أمام مشروع يستهدف كل العرب تحت مشروع الشرق الاوسط الجديد ( صفقة القرن ) .

مقالات ذات صلة

نظريات.. الفساد النادرة

في اول لقاء مع (ذاكرة وطن )الرئيس علي ناصر محمد

نعم لقد كان اتفاق انهاء الحرب في غزة هو إعلان لانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته التي صدرت اروع البطولات في التاريخ العسكري إنه نصر كبير بحجم تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء فلسطين في قطاع غزة ومقاومته الباسلة نصر كبير في مواجهة غير متكافئة عسكريا مع الكيان الصهيوني ومن ورائه الغرب بكل إمكانياته ، لكن ارادة وعزيمة ابناء غزة كانت اقوى وأشد فتكا من تلك القوة العسكرية للكيان الصهيوني وحلفائه .

وفي الوقت نفسه كان إيقاف الحرب في غزة هو إعلان عن أكبر خسارة لهذا الكيان منذ قيامه في عام 48 نعم كانت هزيمة رباعية أخلاقية وسياسية وعسكرية واجتماعية وتتمثل الهزيمة الاجتماعية في الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي الهش وما يترتب علية في بقاء هذا المجتمع مستقبلا .

السؤال هنا ماهي أبعاد وانعكاسات هذا النصر علي القضية الفلسطينية وعلى المنطقة العربية التي تواجه مشروع خارطة الشرق الاوسط الجديد ( صفقة القرن ) ؟

على المستوى الفلسطيني لقد عادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية سياسية وشعبيا بكل قوة نعم لقد تلاشى ذلك التغييب للقضية الفلسطينية عالميا والذي عمل عليه الكيان الصهيوني ومن ورائه الغرب منذ عام 1948م فلأول مرة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني يصبح حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير محل اهتمام شعوب العالم والناشطين سياسيا وحقوقيا في العالم وتغيرت مواقف معظم بلدان العالم التي كانت تقف إلى جانب الكيان الصهيوني وحتى تلك البلدان التي لاتزال داعمة له تعرت أمام شعوبها واصبحت سياساتها تجاه القضية الفلسطينية محل انتقاد.وستغير مواقفها عاجلا ام اجلا تحت ضغط شعوبها التي اكتشفت ذلك التزييف الذي مورس عليها طيلة أكثر من سبعين عام ، أن ما بعد انتصار غزة سيكون بداية لتلاشي دولة إسرائيل وظهور الدولة الفلسطينية.

على المستوى العربي لقد تعرى محور المقامة سريعا ورفع الراية البيضاء للكيان الصهيوني وتخلى عن تلك الشعارات التي كان يرفعها واتضح انه كان مجرد هلام بل انه كان احد عوامل تقدم مشروع الشرق الاوسط الجديد باتجاه الشرق و سنوضح ذلك عند التطرق لتأثير هذا النصر على مشروع الشرق الاوسط الجديد.

اما محور حمائم السلام العربي الذي يتكون من الدول التي تم المحافظة عليها من ربيع الخراب العربي باستثناء مصر التي سلمت من ذلك الربيع والتي دخلت في هذا المحور نتيجة اتفاقية كامب ديفد والتي كان الدور سياتي عليها لو نجحت اسرائيل في خطتها في غزة التي تعتبر خط الدفاع الأول عن مصر.

الواقع أن معظم تلك الدول كانت قد أصبحت جزء من مشروع الشرق الاوسط الجديد بعد أن طبعت مع إسرائيل وفق المشروع الإبراهيم مثل الإمارات والبحرين والمغرب وكانت السعودية على وشك القيام بذلك وهذ النصر انهى هذا المشروع.

في اعتقادي ان تأثير هذا النصر على المنطقة العربية سيكون أشد تأثيرا من نكست عام 48 التي أحدث تغيير كبير في الوطن العربي شمل كل المنطقة العربية – باستثناء تلك الدول التي يتكون منها محور حمايم السلام لكن تأثير هذا النصر سيمتد اليها – ذلك التغيير الذي تم محاربته والقضاء عليه منذ عام 2003 م بغزو العراق وما تبع ذلك من أحداث حتى جاء الربيع العربي واكمل ما بدأ بغزو العراق بتلك الأحداث التي كانت تمهد لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ( صفقة القرن ) والتي ما كان بإمكان الكيان الصهيوني من القيام بما قام به منذ 7 أكتوبر عام 2023م لولاء ذلك الربيع العربي الذي أنهى كل تلك الأنظمة العربية .

لقد حول الربيع العربي الدول العربية المؤثرة إلى ساحة صراع طائفي قضى على كل شيء وأخرج القضية الفلسطينية من قاموس الاهتمام الرسمي والشعبي وافقد الوطن العربي تأثيره الإقليمي والدولي باستثناء مصر التي خرجت منه بأقل الأضرار مع ضرورة الإشارة أن كل تلك الأحداث كانت بتمويل من معظم دول محور حمائم السلام مع إسرائيل اي أن هذه البلدان كانت أيضا تعمل لتمهيد لمشروع الشرق الاوسط الجديد .

لقد كان الهدف من اجتياح غزة هو تهجير أبناء الشعب الفلسطيني إلى سيناء والشتات كخطوة أولى لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد باتجاه الغرب إلى النيل ، وقطاع غزة هو خط الدفاع الأول لإيقاف هذا المشروع وهاهو هذا الخط صامدا لم يتزحزح بل ازداد قوة وهذا النصر هو بمثابة إعلان لفشل صفقة القرن بنما كان تنفيذ هذا المشروع باتجاه الشرق إلى الفرات قد بدأ يتحقق بالتوغل داخل لبنان وسوريا والذي أصبح واضحا للجميع أن الدور في ذلك يعود لإيران التي كان دورها هو التمهيد لهذا المشروع ، وبعون الله يعلن قريبا عن فشله باتجاه الشرق بعد خروج إيران من سوريا .

17 يناير 2025م

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مسرحية جديدة للحوثيين.. “شبكة تجسس إسرائيلية” لتغطية فشل أمني داخلي

حشد نت | 677 قراءة 

السعودية تعيد قيادات “الإصلاح” إلى الإقامة الجبري

العاصفة نيوز | 640 قراءة 

شاهد صورة للمراهق الحوثي الوريث للحركة الذي أصبح برتبة لواء بعد مقتل والده

يمن فويس | 428 قراءة 

حادث جديد: اشتعال النيران في باص نقل دولي والركاب ينجون بأعجوبة

نيوز لاين | 363 قراءة 

توقيع اتفاقية جديدة بين اليمن والسعودية.. ترتيبات جديدة وتسهيلات مرتقبة لليمنيين

المشهد اليمني | 355 قراءة 

تراجع الريال اليمني أمام العملات الأجنبية صباح الأحد

نيوز لاين | 298 قراءة 

مالك شركة صقر الحجاز يرفض تعويض أسر الضحايا في كارثة احتراق باص النقل الجماعي في أبين

يمن فويس | 294 قراءة 

قوة أمنية تعتقل ضابطاً رفيعاً في الجيش اليمني بحضرموت

بران برس | 283 قراءة 

قوات تابعة للإمارات تعتقل قائد لواء ضبه المقدم ركن بحري ماجد العوبثاني

الموقع بوست | 273 قراءة 

ماحقيقة تعيين القائد مصلح الذرحاني قائدا لوحدة مكافحة الا ر هاب في عدن؟

كريتر سكاي | 259 قراءة