الحكومة الشرعية بين المحاصصة والفرص الدولية(تقرير)

     
عدن حرة             عدد المشاهدات : 166 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحكومة الشرعية بين المحاصصة والفرص الدولية(تقرير)

خاص

في الوقت الذي تشتعل فيه الخلافات داخل المجلس الرئاسي على تقاسم المناصب والحقائب الوزارية، تتحرك الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور أحمد عوض بن مبارك نحو الساحة الدولية، متشبثة بأمل استعادة الدعم الدولي عبر مؤتمر المانحين ومبادرات دبلوماسية أخرى. إلا أن هذه التحركات الخارجية تبدو وكأنها محاولة يائسة للتغطية على واقع داخلي مثقل بالصراعات والانقسامات.

رئيس الوزراء، الذي يتجه غداً إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر المانحين بالإضافة الى في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يجد نفسه على رأس حكومة فرضت عليه بتركيبتها الحزبية والمحاصصة السياسية. حكومة بلا رؤية واضحة ولا إنجازات ملموسة، تعاني من غياب الكفاءات وانعدام التنسيق بين مكوناتها، ما يجعلها عاجزة عن مواجهة أزمات اليمن المتفاقمة.

في ظل هذا الواقع، تبدو الجهود المبذولة في الخارج غير كافية لإنقاذ الداخل الذي يعاني من تحديات اقتصادية، إنسانية، وأمنية تُلقي بظلالها الثقيلة على مستقبل البلاد. فهل يمكن لهذه التحركات أن تسد الفجوة بين الداخل والخارج، أم أنها ستظل مجرد خطوات عائمة في مشهد سياسي مرتبك؟

حكومة بلا رؤية ولا إنجازات

لم تسفر حكومة المحاصصة حتى الآن عن أي إنجاز يُذكر على الأرض. ولا يمكن لرئيس الوزراء أن يحقق خططه أو رؤاه في ظل فريق وزاري غير متجانس، يُفرض عليه دون أن يختاره بنفسه. الإدارة الفاعلة تتطلب فريقاً قادراً على العمل بجدية لتحقيق الأهداف الوطنية، لا حكومة تستجيب لضغوط الأحزاب والمكونات السياسية التي تقدم مصالحها الضيقة على مصلحة البلاد.

زيارة رسمية وفراغ داخلي

رغم تلك الإشكاليات، تتطلع زيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع واشنطن، في محاولة لجذب دعم دولي جديد. وذكرت مصادر حكومية أن الزيارة ستتضمن لقاءات مع مستشارين وأعضاء في الكونغرس الأمريكي لحشد الدعم الاقتصادي والإنساني.

وفي الوقت نفسه، تستعد نيويورك لاستضافة مؤتمر دولي مطلع الأسبوع المقبل، يُخصص لمناقشة الأزمات اليمنية المتراكمة. المؤتمر سيبحث جمع تمويل لتحسين الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن لحكومة غير متماسكة أن تترجم هذا الدعم الدولي إلى خطوات ملموسة على الأرض؟

التحديات الأمنية: خطر الحوثيين والمشروع الإيراني

على الصعيد الأمني، تتفاقم الأزمة مع استمرار سيطرة مليشيات الحوثي على موانئ البحر الأحمر ومناطق استراتيجية، مما يعزز النفوذ الإيراني في المنطقة. يشكل هذا تهديداً كبيراً للملاحة الدولية وأمن المنطقة. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ خطوات فعالة لتحرير هذه المناطق أو تأمين السيادة الوطنية.

السفارة اليمنية في واشنطن أكدت التزام الحكومة بعملية السلام المستندة إلى المرجعيات الثلاث، لكنها شددت أيضاً على أن التدخلات الإيرانية المستمرة تزيد من معاناة الشعب اليمني وتهدد استقرار البلاد.

الإصلاحات المطلوبة: بين الحاجة والغياب

تواجه الحكومة اليمنية ضغوطاً متزايدة لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية، لكنها لا تمتلك الأدوات أو الدعم الكافي لتحقيق هذه الإصلاحات في ظل هيمنة الفساد والمحاصصة. الإصلاحات التي تم الحديث عنها مراراً لا تزال مجرد وعود على الورق، في وقت تتعمق فيه معاناة المواطنين يومياً.

اليمن بين الدعم الدولي وإرادة التغيير الداخلي

مع اشتداد الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تحاصر اليمن، تصبح التساؤلات حول قدرة الحكومة الحالية على مواجهة هذه التحديات أكثر إلحاحاً. التحركات الخارجية التي يقودها رئيس الوزراء قد توفر دعماً دولياً مؤقتاً، لكنها ستظل غير مجدية ما لم تُترجم إلى خطوات عملية على الأرض.

إن استمرار الحكومة في العمل بمنطق المحاصصة السياسية وغياب الكفاءات يعمق الانقسامات ويضعف قدرتها على تحقيق تطلعات الشعب اليمني. واليوم، يحتاج اليمن إلى قرارات جريئة تعيد ترتيب البيت الداخلي، لأن الحلول لن تأتي من الخارج وحده، بل من إرادة وطنية تعطي الأولوية لمصالح البلاد على حساب المصالح الحزبية الضيقة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 749 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 692 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 639 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 524 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 515 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 509 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 482 قراءة 

منفذ الوديعة يفرض شرطاً جديداً على المغتربين اليمنيين

المشهد اليمني | 405 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 379 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 343 قراءة