أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” بلقيس ناصر:
مع نهاية عام 2024، اختتمت مؤسسة “الآخر للسلام والتنمية” حملتها الفنية برسم ست لوحات جدارية موزعة على ثلاثين موقعًا في مدينة تعز.
الجداريات التي تم رسمها في مواقع مختلفة من مدينة تعز جاءت ضمن حملة نفذتها مؤسسة “الآخر” للسلام والتنمية لإعادة تأهيل ضحايا الحرب، بهدف لفت الانتباه إلى أهمية إعادة التأهيل النفسي، نظرا لما تخلفه الحرب من تبعات نفسية مختلفة.
لوحات تنبض بالأمل
لوحات الجدران التي تم رسمها لم تكن مجرد أشكال فنية، بل جاءت لتطلق الروح عاليًا، وتخفف من الضغوط والصدمات التي عايشها ضحايا الحرب، جمعت بين الفن والشباب في مبادرة نوعية لتعزيز الصحة النفسية للمجتمع.
للحديث عن هذه المبادرة، التقى “يمن ديلي نيوز” برئيس مؤسسة الآخر “صلاح القعيشي” الذي تحدث عن فكرة إدراج مفاهيم نفسية ضمن الفنون، قائلاً: “التوعية البصرية هي إحدى أكثر وسائل التوعية تأثيرًا، فهي تحقق الاستدامة من خلال وجودها كجداريات في شوارع وأحياء المدينة.
نحن نؤمن بأن الشباب هم نقطة قوة قادرة على تحقيق الكثير من أجل المجتمع، ونرى في الإبداع والفن وسيلة فعالة للتغيير”.
وأضاف القعيشي: “قبل البدء بتنفيذ المشروع، أقمنا جلسات عصف ذهني مكثفة أفرزت عشرات الأفكار، وتم اختيار الأنسب منها لتحويلها إلى لوحات جدارية كما شاهدتموها”.
أهداف الحملة
وحول أهداف الحملة، أوضح القعيشي أن تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية بطريقة مبسطة وجذابة كان الهدف الرئيسي.
وأضاف: “الحملة تسعى إلى تقديم رسائل نفسية بسيطة وإيجابية تسهم في كسر الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية، وتحفز الناس على طلب المساعدة عند الحاجة”.
عند سؤال القعيشي عن كيفية استخدام الفن كعلاج نفسي، أجاب: “الفن وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر والضغوط النفسية التي قد يصعب التعبير عنها بالكلمات.
“يمكن من خلاله تفريغ المشاعر السلبية كالقلق والحزن والغضب بطريقة آمنة. كما يعزز الإحساس بالتحكم والإبداع، مما يرفع من تقدير الذات”. يقول القعيشي.
وأشار إلى أن الفن لا يقتصر على الرسم فقط، بل يشمل الكتابة الإبداعية، الموسيقى، والرقص.
وأضاف: “لم نكتفِ برسم الجداريات، بل قمنا أيضًا بتدريب الفنانين وبث فلاشات توعوية عن أهمية الصحة النفسية عبر إذاعة ‘FM وطني’”.
العلاج الإكلينيكي بالفن
أكد القعيشي أن العلاج الإكلينيكي بالفن يُستخدم في حالات بسيطة ومتوسطة، حيث يتيح للمتعالج التعبير عن مشاعره أو صدماته بطريقة غير مباشرة.
وأضاف: “هذا النوع من العلاج يساعد في بناء الثقة بين المريض والمعالج، ويُعد وسيلة فعالة لتحسين مهارات التكيف وتعزيز التعافي النفسي، خصوصًا لدى الأطفال”.
الفئات المستهدفة
وحول الفئات المستهدفة بالحملة، أوضح “القعيشي” أن الشباب والمراهقين الذين يواجهون تحديات التكيف مع الحياة كانوا في مقدمة المستهدفين، إلى جانب النساء والأطفال الذين يعيشون في بيئات مليئة بالصراعات والمشاكل.
كما أشار إلى أن الحملة هدفت للوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية ويرغبون في الحصول على الدعم، لكنهم يشعرون بالعزلة نتيجة ظروف الحرب.
وتختتم اللوحات الجدارية برسائل أمل وإرادة، لتبقى تعز دائمًا متطلعة إلى التعافي من ويلات الحرب التي دمرت الإنسان قبل الجدران. ويبقى الشباب هم شعلة الوطن التي تضيء عتمة الأوضاع.
مرتبط
الوسوم
الجداريات في تعز.. وسلة لإعادة التأهيل النفسي لضحايا الحرب
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news