عدن توداي
حسان عبد الباقي البصيلي
بعد خمسة عشر شهراً، من الدمار، والقتل، والتجويع، والتشريد، والقهر والإذلال،وحرب الإبادة، بعد تلك المجازر المروعة، والمشاهد المخيفة، التي روعت العالم الغربي، قبل العالم المسلم، بعد ذالك التدمير لكل مقومات الحياة، في غزة، بعد تحويل مساحة غزة ودورها ومنازلها إلى ركام، بعد خمسون ألف شهيد، ومائتان ألف جريح، وعشرة الآف مفقودتحت أنقاض المنازل المهدمة،بعد كل الترويع للأطفال والنساء والشيوخ، كل هذا جعل من غزة باقية كأسم فقط، فكل شيء جميل في غزة أصبح في خبر كان، نتيجة همجية دولة الإحتلال، التي أمطرت غزة بمئات الاطنان من القنابل والمتفجرات، ضناً منها أنها ستنهي هذه الفكرة، التي قامت حركة حماس بزرعها خلال ثلاثون عاماًوأكثر.
ففي هذه البقعة الطاهرة من الشرق الأوسط، توجد غزة، فهي أرض الصمود، والتحدي، وأرض الكرامة والحرية، ورغم هالة الحرب ضلت هذه المدينة مصممه على الحفاظ على هويتها وثقافتها الايمانية الجهادية، وأصبحت هذه القطعة الصغيرة من الأرض، مصدر إلهام بعد تحملها كل العذاب، وأثبت أهل غزة أن الإرادة الحرة لايمكن كسرها، فإذ كان العدوا مارس كل جبروته بدعم غربي وتواطئ عربي، أضهر الغازيون جبروتهم وصمودهم، وأصبحت غزة رمزاً للتحدي، بل وأصبحت أطهر بقعة في الأرض سقاها أهلها بألآف الشهداء، وأحيت هذه البقعة فريضة الجهاد التي بدأها الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته الأخيار في غزوات كثيرة كبدر والاحزاب وحُنيين وتبوك.
مقالات ذات صلة
وثيقة الاجماع والتوافق الحضرمي ــ ابريل 2017م
بين تجاهل الأمس واستفزاز اليوم: إعلان حلف قبائل حضرموت للتجنيد يُربك المجلس الرئاسي
نعم إنها الفكرة الصادقة عندما يتم غرسها وزراعتها في قلوب وعقول الناس، تأتي ثمارها وتنتصر على كل مستحيل أو غير ممكن، فقد أثبتت حركة حماس ومجاهديها أنهم من عالم أخر، فكل بيوت غزة وشوارعها وأزقتها وجدرانها وحدائقها ومساجدها، أرتوت بدماء الغزيين، ماذا حصل بعد كل ذالك،أنتهت حماس،لاوالله تحقق، النصر، والتمكين، والبقاء، والتشبث بالأرض، مهما كان الثمن غالياً وثميناً،فاالحرية والكرامة والجهاد يستحقان دائماً الأثمان الباهضة، فشعب غزة بعد اليوم لم ولن تستطيع أي قوة على وجه الأرض هزيمته، أو النيل منه، لقد تجذرت الفكرة التي رعتها حركة حماس وغرستها في عقول وقلوب ودماء الغزيين.
حاول العدوا في هذه الحرب وضع عده أهداف له،منها إنهاء هذه الحركة، وتهجير أهل هذه البقعة من غزة، وإستعادة أسراه بالقوة، وكل تلك الاوهام التي خطط لها أصبحت سراب فالحركة عبارة عن فكرة عقديه إسلامية دينيه، فهي ليست مركبة أومادة يمكن نقلها من مكان إلى أخر، فهذه الحركات تتجذر وتتعمق جذورها، كلما قدمت شهيد، أو جريح،اوهدم منزل، وبهذا يكون الإحتلال قد عمق هذه الفكرة وزآاد من صلابتها، ومتانتها، وإصرارها، وعزيمتها، تقديساً لتلك الدماء، وتلك المعاناة التي عاشها شعب غزة، فهي معاناه جعلت منهم أشداء، أقوياء، صابرون، لأنهم موعودون بوعد الله في كتابة الكريم، بإزهاق الباطل ونصر الحق، وما الأمر إلا صبرساعة، ففشلت كل تلك الاوهام، التي راهنت عليها دولة الإحتلال المغتصبة لأرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف
لكن للنصر أثمان باهضة وكبيرة، فقد قدمت غزة وحماس ثلة من الجهاديين، الذي أسسوا، ورعوا، ودرسوا، ودربوا، هذا الجيل العظيم في غزة، كوكبة كبيرة من القادة الشهداء، قدموا أنفسهم ليثبتوا للعالم المسلم أنهم أطهر أهل هذه الأرض فوق الأرض أو تحتها، ويبقى الشهيد أبو العبد إسماعيل هنية، وأبو ابراهيم يحيى السنوار، وأبو محمد صالح العاروري، من أساطير زماننا هذا، فلن ينسى كل مسلم وغزي تلك التضحيات، وستبقى هذه الاروح في قلب كل مسلم، وستبقى كل تلك الدماء، شمعة تضيءليل غزة وعتمتها على مر العصور والسنيين.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news