أثار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي استنكار واسع وغضب عارم لدى شريحة كبيرة من اليمنيين، ووجهوا انتقادات لاذعة لأمير دولة قطر الشيخ "تميم" وأعتبروا إن ما قام به أمر مستفز وغير منصف إزاء اليمنيين الذين يعانون الأمرين ويمرون بظروف قاهرة منذ سنوات طويلة، وهم في أمس الحاجة للمساعدة على الأقل توفير الطعام للأطفال، خاصة وأن أرباب الأسر لا يستطيعون توفير متطلبات عائلاتهم بسبب انقطاع الراتب وعدم توفر فرص عمل.
فقد ظهر شاب سوري في مقطع "فيديو" نشره على حسابه في منصة " تيك توك" وهو يوجه الشكر والتقدير والثناء لأمير قطر، الشيخ "تميم" الذي قرر صرف مرتب شهري قدره 100 دولار لكل أطفال سوريا المتواجدين فقط داخل سوريا، وأوضح الشاب السوري في المقطع أنه سيتم صرف مرتب شهري لمدة سنة لكل طفل سوري يبلغ من العمر سنة وحتى 18 عاما، من أمير قطر ولمدة سنة واحدة فقط، ما يعني 1200دولار لكل طفل، وهو الأمر الذي استفز اليمنيين وسرعان ما شنوا هجوم على أمير قطر، من منطلق إن الأطفال اليمنيين أحق بهذه المساعدة وأحوج لها، خاصة وأن المنظمات الانسانية العالمية أكدت في تقاريرها إن أطفال اليمن يعيشون أزمة سوء تغذية هي الأسواء في العالم، وأطلقوا نداء للدول والزعماء والمنظمات لتقديم الدعم والمساعدة لانقاذ أطفال اليمن من الموت جوعا.
غالبية اليمنيين وخاصة متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف الشديد يصدقون كل ناعق، وكل دجال وكاذب، رغم ان المولى سبحانه وتعالى ينصح المؤمنين بالتريث وعدم الاستعجال قبل إصدار الأحكام، ويقول في محكم التنزيل ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) فقد تبين إن حديث الشاب السوري عن صرف مرتبات شهرية لأطفال سوريا من أمير قطر كذبة كبرى، وعارية تماما عن الصحة، وخدعة خسيسة ورخيصة للابتزاز واحراج أمير قطر، حتى ولو افترضنا انها صحيحة، فليس من حق أحد ان يهاجم أمير قطر أو اية دولة أو منظمة، فكل جهة لها كامل الحق أن تتصرف بما تملك سواء المال او غيره بالطريقة التي تراها مناسبة.
فقد بحثت جيدا في كل الصحف القطرية لعلي أجد هذا الخبر لأن الصحف القطرية بالتأكيد ستهتم بهذا الأمر، لكني لم أجد أي شيء، إلا ان موقع تركي فضح هذا الشاب السوري وكشف كذبه ودجله، وأظهر إن الأمر لا علاقة له بقطر ولا بكذبة المرتب الشهري لأطفال سوريا المتواجدين داخل سوريا ،وإنما يتعلق بأمر أخر وهو مساعدة الأطفال السوريين المنقطعين عن الدراسة، حتى يتمكنوا من مواصلة العملية التعليمية وبمساعدة من منظمات دولية.
إذ ذكر الموقع الاخباري التركي ويسمى (( الحل )) إلى إن مديرية التعليم التركية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أعلنت عن برنامج جديد يهدف إلى دعم الأطفال السوريين المنقطعين عن الدراسة، ولم يتمكنوا من التسجيل في المدارس التركية، وأكد الموقع أنه سيتم منح كل طفل مسجل ضمن المشروع حقيبة وقرطاسية وكتب مدرسية وتغطية المواصلات، كما سيتقاضى الطالب راتباً شهرياً خلال دراسته ضمن مراكز التعليم الشعبي، حيث يحصل كل طالب على “كرت الهلال” الذي يتقاضى عن طريقه راتباً شهرياً أثناء فترة دراسته، وهو راتب صغير كمصروف مدرسي.
ولهذا اتمنى من كل اليمنيين عدم التسرع وإصدار الاحكام لمجرد إن كاذب ودجال ظهر في مقطع فيديو يتحدث عن هذه القضية أو تلك، فكثير من المشاهير يكذبون ويزيفون الحقائق إما لتصفية حسابات أو لتحقيق نسبة عالية من المشاهدات، وهم حين يفعلون ذلك يدركون إن المتابعين لن يتأكدوا مما إذا كان ما ذكروه حقيقة أم كذبة، فنحن شعب عظيم وكريم ، ونحن أيضا من وصفنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالإيمان والحكمة، ومن الحكمة ان نتريث ونتأكد من الشيء قبل إطلاق الأحكام التي تسيء لأبرياء لا ذنب لهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news