عدن توداي
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
إلى “أصحابنا” الذين لا ينفكّون عن التشبث بالغرور وكأنهم أسياد الزمن وأمراء المصير، أقول لكم: خلّوا عندكم شوية تواضع، احتفظوا ببعض من أولئك المحبين الذين ظلوا معكم، وما زالوا يناضلون في صفوفكم، قبل أن يتطايروا كالعصافير الهاربة من زوبعة الغرور التي أشعلتموها.
مقالات ذات صلة
الحكومة والسلطات المحلية … التكامل في الاداء و مواجهة التحديات
الكتابة فيما يفيد
الغرور أهلك أقواماً وأسقط دولاً عظيمة، فهل تظنون أنكم محصّنون؟
أنتم لستم بمعزل عن السقوط، فلا تغرنّكم المناصب ولا تبهرنكم الأضواء التي تسلطت عليكم بفعل الحظ أو الظروف.
فكروا ملياً في أولئك الذين كانوا معكم في السراء والضراء، في الحرب والسلم، ولم يخذلوكم يوماً حتى عندما تخلّى عنكم الجميع.
هؤلاء الذين تظنون أنهم سيظلون إلى الأبد في ظلّكم، قد لا يبقون إذا استمررتم في تجاهلهم وازدرائهم.
أما من استبقوا إلى أحضانكم فجأة، فهم أصحاب المصالح والمكاسب.
عندما تسقطون، لا سمح الله، سيقفزون إلى صف المنتصر كما تفعل الغربان مع الجيفة، فلا تظنوا أن ولاءهم لكم… ولاؤهم لمصالحهم، وسيتركونكم فوراً عندما يجدون في ذلك مصلحة لهم.
نحن، الذين لم ولا نبيع ولم نخون، الذين وقفنا معكم في كل الظروف الصعبة، حتى عندما كنتم في أمسّ الحاجة إلى الدعم والولاء، نحن الذين لم نتردد يوماً في الدفاع عن القضية الجنوبية، مهما كان الثمن…فلا تنسوا فضلنا ولا تظلمونا بغروركم الذي زاد عن حده.
يا قادتنا الجنوبيين، حذاري من قهر الرجال، فالصبر الذي لطالما تحلّينا به قد بلغ مداه، وآن الأوان لأن تدركوا أن الغرور هو أول خطوة نحو الهلاك.
اعتبروا مما حدث لغيركم، وتذكروا أن من كان معكم في أسوأ الظروف يستحق منكم الوفاء والاحترام، لا التجاهل والإقصاء.
الغرور لن يجلب لكم سوى العزلة والسقوط المدوي، فاحذروا من الغرور، واحفظوا الودّ مع من كانوا لكم سنداً في الشدائد.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news