فاتت سنة!

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 137 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فاتت سنة!

*عزالدين سعيد الأصبحى:

**مضى عام وجاء آخر، لسنا بحاجة لنسأل كيف كان ما مضى من عام، لأننا خبرناه بكل أوجاعه، ولا ننتظر دهشة تحل مع قدوم هذا القادم الجديد فهو آت محملا بكل امتداد آلام عام مضى. ولن نقول ماقالته أغنية سيد مرسى وبليغ حمدى (فاتت سنة، ما اقدرشى أنا ع البعد ده)، لا سنقدر ونريد أن نبعد وننجو من جحيم العام الفائت. ولسنا بحاحة لهذا الهرى الإعلامى باستضافة المنجمين فى قنواتنا، يخبروننا عن المستقبل وقادم الأيام، فخطط المستقبل لا يكتبها المنجمون، ولكن تضعها غُرف التحكم بالقرار الدولى والإقليمى، والجواب يعرف من عنوانه كما نقول فى أمثالنا عن عام جديد..

فهاهو بنيامين نيتانياهو مستمر فى جرائم الإبادة، رغم أنه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، فإنه مصدر إلهام لسياسة التمييز الممتدة من شرق أوروبا وحتى واشنطن. وهاهى أوكرانيا تتحول إلى ساحة معركة لا نصر فيها، ويأتى دونالد ترامب، ليس فقط أكثر خبرة منذ قبل ملوحا بالانتقام، ولكنه متأبط ذراع داعمه إيلون ماسك أغنى رجال العالم وأشهرهم تنمرا، فنحن مقبلون على موجة يمين ممتدة من أوروبا إلى أمريكا، ومقبلون على إعلام ومنصات للتنمر لا للتنوير.

وفى الوطن العربى ومحيطه الممتد من آسيا إلى أفريقيا سيبقى هو العالم المثخن بجراحه، وساحات لمعارك مختلفة. فهناك على أقل تقدير ثمانى دول من أعضاء الجامعة العربية تعانى نزاعات وحروبا. وذلك كله مصدر رزق لجهتين، الأولى: شركات الأسلحة التى تزدهر بتعدد الساحات أو وحدتها، والثانية: الأمم المتحدة التى تضيف لطواقم عامليها وموازناتها.لهذا هذه حروب مزدهرة، سيطول أمدها حتى تفيق شعوبنا من غيبوبتها. وعلى هامش هذا الوجع، نرى كل أخبار النشرة فى القنوات عندنا عن الحروب والقتل، وأصبح نقل التوحش فى قتل المدنيين وكأنه منهج لتعزيز التَطّبع مع آلة القتل الإسرائيلية بالذات. وعندما ينتقل التناول الإعلامى للحديث عن السياسة، تجد مساحة تمجيد خطاب التطرف واليمين الصاعد فى كل اتجاه، كأنها موجة عدوى لفيروس العنصرية، وتمجيد العنف.

وصار لدى خشية تتزايد مع الأيام من منهج كثير من قنواتنا العربية، فى سياسة نقل الأخبار المحيطة بنا. فنحن لا نتابع أخبارا عاجلة فقط، ولكن الأمر أصبح نوعا من أسلوب تليفزيون الواقع. حيث يتم وضع كاميرا تكرس مشهد الدمار، وكأنه مستمر وليس مجرد خبر. وصار نقل التوحش فى قتل المدنيين، وكأنه منهج لتعزيز التَطًّبع مع آلة القتل الإسرائيلية. وحتى فى الأخبار الخفيفة تأتى ثقالة الدم، فمن أيام وفى آخر النشرة سمعت خبرا علميا قيل عنه إنه طريف، يقول إن دراسة حديثة فى جنوب إفريقيا كشفت: أن صوت البشر يسبب خوفا، وتشتتا لدى الحيوانات أكثر من زئير الأسد،! وتلك حقيقة على ما يبدو على صعيد سياسى أيضا وليس فقط خبرا علميا. وتجلى ذلك فى سوريا كما يظهر، أكثر مما توقعه العلماء، حيث فقد بشار زئيره، مع تكبيرات فصائل الثورة عليه، والمفارقات بسوريا كسائر بلداننا لا تتوقف. فقد دخل الجولانى دمشق ودخلت إسرائيل الجولان، والتحليل السياسى العربى عالق بين الشرع والشرعية، الرجل والمؤسسة. والعمامة الإيرانية والطربوش التركي. وذاك تيه عربى سيبقى قليلا، وحيرة سيطول بقاؤها. فنحن فى لحظة عجيبة، لدينا جامعة لم تجتمع، وجيوش تزول وميليشيات تزدهر، وتعليم لم يعد فى خريطة الاهتمام، وأولويات لا أول لها. ولكن مثل مأساة اليمن مع ميليشيات الحوثى المتمردة لم يشهد واقعنا العربى ألماً قط. فهناك معاناة لم يعد يسمع بها أحد، بل جلب التمرد الحوثى لليمن والمنطقة ويلات لا يمكن تخيلها.

وهل هناك نكتة تدمى القلب مثل أن يصل الأمر بمجلس الأمن فى الأمم المتحدة إلى أن يناقش ما يسميه حالة القلق على أمن إسرائيل من جماعة الحوثى التى لا تستطيع مغادرة كهوف خوفها. أى خدمة أجمل لإسرائيل من مثل هذه؟. إسرائيل التى ترتكب يوميا كل جرائم الحرب وتستبيح دول المنطقة، وتهين القانون الدولى كل يوم. الآن مجلس الأمن يقول إنه قلق عليها، من صاروخٍ لم يصب أحدا. بل ويا لسخرية القدر، أن يظهر يهودى يمنى فى فلسطين المحتلة يقول إن شظايا الصاروخ أصابت منزله، ليؤكد أن سلاح الحوثى لا يصيب غير اليمنيين أينما كانوا، ومهما كان دينهم !. ومع ذلك يجتمع المجلس الدولى، ويناقش أمن إسرائيل، ويغّطى على مسلسل جرائمها المستمر فى غزة ولبنان وسوريا. أى عالم هذا حوّل صاروخ لا معنى له أطلقه الحوثى، حوّل الكيان الصهيونى إلى مظلوم، مذعور يريد إنصاف العالم وحمايته.

وأما فى البحر فقد منعت ميليشيات الحوثى، السفن التجارية من عبور البحر الأحمر، ولكن سُمح لكل البوارج الحربية بالبقاء وعسكرة مياه البحر والمحيط معا!. ولا يبقون لنا من باب المندب إلا أنه يذكرنا بأنه بوابة للندب والدموع.

*سفير بلادنا لدى المغرب

** نقلا عن جريدة الاهرام المصرية


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رسميا.. بدء الحرب خلال ساعات (اعلان)

اليمن السعيد | 950 قراءة 

المعركة التي ستنطلق في القريب العاجل لاستعادة صنعاء ليست مثل معركة الأمس .

عدن توداي | 613 قراءة 

”تكتيك الأسد” يكرره الحوثي؟ كشف اسباب حرق الحوثيون مكتب ”الأحوال المدنية” بصنعاء

المشهد اليمني | 532 قراءة 

رسميا.. بدء الحرب خلال ساعات (اعلان)

العربي نيوز | 450 قراءة 

توكل كرمان تفضح خدعة جديدة لليمنيين!

العربي نيوز | 421 قراءة 

"الاصلاح" يفاجئ الجميع بهذا الاعلان

العربي نيوز | 379 قراءة 

أمريكا تمطر اليمن بالغارات (مواقع + محصلة)

العربي نيوز | 372 قراءة 

أغنى محافظة يمنية بالثروات الضخمة تُساق إلى الفقر !

المرصد برس | 368 قراءة 

أغنى محافظة يمنية بالثروات الضخمة تُساق إلى الفقر !

نيوز لاين | 330 قراءة 

زوارق حربية وإطلاق نار .. هجوم جديد قبالة سواحل اليمن يعيد التوتر البحري للواجهة

المشهد اليمني | 291 قراءة