مسن يمني أهانوا كرامته وجعلوه يبكي بحرقة بسبب 100 ريال سعودي

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 764 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مسن يمني أهانوا كرامته وجعلوه يبكي بحرقة بسبب 100 ريال سعودي

ينظر الغالبية الساحقة من الشعب الألماني، إلى المستشارة السابقة " أنغيلا ميركل" على أنها أعظم مستشارة تولت حكم ألمانيا، فقد كانت هذه المرأة الفولاذية زعيمة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، وخلال توليها منصب المستشارة الألمانية خلال الفترة من 2005 وحتى 2021 تمكنت من القفز بالاقتصاد الألماني الى المركز الرابع عالميا، وحققت الرفاهية والعيش الرغيد للشعب الألماني، وكذلك لكل المقيمين في ألمانيا من مختلف الجنسيات.

هذه المرأة التي جمعت بين الأنوثة وقوة الشخصية ، وبين الهدوء والعقلية الجبارة، رفضت رفضا قاطعا تلبية مطالب الأطباء والطيارين والمهندسين في ألمانيا، الذين طالبوا أن تتم مساواتهم برواتب المعلمين، وقالت كلمتها المشهورة " يستحيل أن اساوي بينكم وبين من يخرج الأجيال ومن كانوا السبب الرئيسي في وصول ألمانيا إلى ما وصلت إليه" هذه هي نظرة هذه المرأة العبقرية للمعلم، فهي تدرك ان هذا المعلم كان وما يزال اللبنة الأساسية لما حققته ألمانيا من منجزات على مختلف الأصعدة، فماذا يحدث للمعلمين ومربي الأجيال في اليمن السعيد الذي حوله اللصوص وقطاع الطرق إلى اليمن التعيس؟

لقد شعرت بالألم والقهر والحسرة، وأنا أتابع مشهد مؤثر بثته قناة اليمن الفضائية، لمعلم يمني كبير السن، اهانوا كرامته ومسجوا به الأرض فاخذ يجهش بالبكاء وكأنه طفل صغير حرمته أمه من اللعب مع أصحابه أو رفضت أن تشتري له الحلوى ، تلك الدموع كانت بسبب انقطاع راتبه الشهري البالغ 40 ألف ريال، وهو مبلغ زهيد لا يتجاوز 100 ريال سعودي فقط ، ومع ذلك فإن انقطاع هذا المبلغ الزهيد سبب له معاناة شديدة وانقلبت حياته رأسا على عقب، فهو لا يجد ما ينفقه لا على نفسه ولا على عائلته، فما الذي يستطيع أي معلم يعيش هذه الظروف أن يقدمه لأبنائنا وفلذات أكبادنا؟

 

هذه الظروف المزرية للمعلم، ستكون وبالا على مستقبل الشعب اليمني العظيم خاصة حين نعلم إن هناك أشخاص حقراء وحثالة وفاسدين يتولون مناصب رفيعة، ورواتب بالعملة الصعبة، رغم أنهم من شدة جهلهم لا يستطيعون حتى كتابة أسمائهم، فالمبلغ الذي أبكى هذا العجوز والمعلم القدير، لا يعني شيء لأولئك اللصوص الذين يرفلون في النعيم ويسرقون خيرات الوطن، ومبلغ كهذا بالنسبة لهم لن يكفي واحد منهم لوجبة إفطار.

لا يمكن لأي دولة أن تنهض وتحقق شيء لنفسها ولشعبها وهي غارقة في ظلام الجهل، فقد كانت القارة الأوروبية غارقة في الاقتتال والتناحر في العصور الوسطى لأنها كانت تعيش في جهل مطبق، والعلم وحده دون غيره هو الذي قفز بها تلك القفزة الهائلة، وجعلها تتحكم بمصير العالم وترفع مستوى المعيشة لشعوبها إلى درجة لا يصدقها العقل، فقد أرادت الحكومة السويسرية أن تمنح مواطنيها رواتب شهرية دون حاجة للذهاب إلى العمل لكن الشعب السويسري رفض الفكرة وقرر أن يعمل وينتج بدلا من البقاء في البيت.

اليمنيين شعب عظيم وأبطال ومكافحين، لكنهم يدركون إن العلم وحده هو الذي سيحقق لهم كل ما تصبوا إليه أنفسهم، فحين يتلقى المعلم راتبه دون انقطاع ويلقى المعاملة الحسنة، فسيعمل جاهدا لتخريج جيل مسلح بالعلم والأخلاق، فلا علم جيد بدون سلوكيات واخلاق حميدة وهو ما عبر عنه الشاعر بقوله: من قال إن العلم ينفع وحده .. ما لم يتوج ربه بخلاقي.

ولأهمية العلم واعتباره النور الذي يزيح الظلام ، فقد كان أول أمر يتلقاه خير خلق الله ، محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم هو القراءة حين طلب منه جبريل عليه السلام أن يقرأ، والامام الشافعي رضوان الله عليه يرى ان العلم هو أساس النجاح في الدنيا والأخرة ، فهو يقول " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الأخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه أيضا بالعلم"، وما لم يحصل المعلم اليمني على كل ما يستحقه، فلن نتحرك قيد أنملة، وسنظل غارقين في جهلنا نتقاتل على أشياء تافهة من خلال التفاخر والغطرسة، فهذا يقول انا ابن الشيخ فلان وذاك يصرخ انا من القبيلة الفلانية، وهذا كلام فارغ سيجعلنا أضحوكة لشعوب العالم، ولن يسمن أو يغني من جوع.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الأمم المتحدة تفاجئ الجميع وتكشف تفاصيل خارطة طريق جديدة للسلام في اليمن

جهينة يمن | 907 قراءة 

صدمة في صنعاء: طفل بائع الماء ضحية احتجاز امرأة أجنبية لثمانية أشهر!

المشهد اليمني | 526 قراءة 

الإهمال المتعمد يطيح بقلعة المناخ التاريخية في يريم

حشد نت | 468 قراءة 

وفاة آخر شيخ يمني ظل متمسكا بتقاليد وملابس أجداده الحميريين..صورة

بوابتي | 464 قراءة 

حديث غير متوقع عن جثة صالح ..تصريح سعودي يشعل الجدل

جهينة يمن | 436 قراءة 

تبدأ بشكل تدريجي من اليوم الثلاثاء...تحذير للمواطنين من ضربة يتعرض لها اليمن خلال الايام القليلة المقبلة

جهينة يمن | 390 قراءة 

الكشف عن صاحب القرار التاريخي بفتح طريق الضالع صنعاء...من هو المسؤول الذي أنهى سنوات الإغلاق؟

جهينة يمن | 347 قراءة 

افرحت ملايين السعوديين...خطوة مذهلة لأبناء حضرموت

جهينة يمن | 332 قراءة 

بعد طلاق دام أربع سنوات..رجل يعود إلى زوجته بسبب منشور على الفيس بوك!

صوت العاصمة | 316 قراءة 

رجل إيران الثاني في اليمن يدعو إلى مصالحة وطنية شاملة بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية

يني يمن | 295 قراءة