أخدود الفساد !

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 134 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أخدود الفساد !

كشفت ملفات الفساد الأخيرة عن حجم كارثة حقيقية أكلت الأخضر واليابس في اليمن، متجذرة في منظومة متكاملة من المصالح المتضاربة والضعف المؤسسي. فالمجتمع، بدوره، ساهم في ترسيخ ثقافة الفساد، بقبوله للرشوة واعتباره أمرًا طبيعيًا. وأن السلطة مغنما، وقرار التعين يعتبر فرصة سانحة لاقتناصها.  .

خليك “أحمر عين” !

هبله. وخليك ذيب .. هبله !

ونتيجة لذلك، استمر الفساد في الانتشار، كالنار في الهشيم، حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم، وعلى الرغم من وعي البعض بخطورة الوضع، خاصة في الظروف الراهنة، إلا أن الخوف من الانتقام أو الرغبة في المشاركة في الغنائم حال دون اتخاذ موقف حازم. معيقًا بذلك جهود التنمية وبناء الدولة واستعادتها، ومهددًا أمن واستقرار الوطن.

إن قصور الفهم لدى السواد الأعظم ناجم عن تفشي الفساد الذي قوّض الثقة في المؤسسات، وأضعف الشعور بالانتماء الوطني. فالبرامج الوطنية لمكافحة الفساد، وإن وجدت، لم تحقق الأهداف المرجوة، بذلك كشفت حقيقة الأحزاب السياسية التي استغلت الثقة الشعبية لخدمة مصالحها الضيقة، وساهمت بشكل مباشر في انتشار الفساد المستشري في البلاد.

فالديمقراطية الحقيقية تتطلب مشاركة مجتمعية فاعلة، حيث يكون المواطن شريكًا في صنع القرار، ومراقبًا لأداء الحاكم. فهل شهدنا يومًا مبادرات مجتمعية واسعة النطاق لمحاسبة الفاسدين؟ هل تساءلت يومًا كمواطن عن دور القيادات التي رشحتها بالسابق في مكافحة الفساد؟ هل شعرت كمواطن يمني بعدد الزيارات لأعضاء المجالس المحلية وعضو دائرتك الانتخابية، يتلامس الوضع الذي أنت عليه؟

للأسف، معظم الحكومات لا تزال مدفوعة بالمعايير البيروقراطية وضرورات الزعماء السياسيين، وتتجاهل احتياجات المواطنين. فمتى تتحول شعارات مكافحة الفساد إلى واقع ملموس؟

حتى إن نظرنا إلى منظمات المجتمع المدني، لوجدنا تباينًا في أدائها. فبعضها أسهم في تقليل الوعي، ومشاركتها في الفساد، بينما سعت أخرى جاهدة لمكافحة الفساد، إلا أنها واجهت تحديات كبيرة، منها تكفير دورها من قبل بعض رجال الدين، والعوائق البيروقراطية.

إن استمرار هذا الوضع يعني زوال الدولة وانهيار المجتمع. علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا وأن نعمل معًا للقضاء على الفساد، بدءًا من تغيير سلوكنا الفردي وحتى المطالبة بمحاسبة الفاسدين.

وإننا اليوم بحاجة ماسة إلى شراكة حقيقية بين المواطنين، والسياسيين، والإعلاميين، وأفراد المجتمع المدني، لبناء دولة المؤسسات والقانون، وتطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة. يجب علينا جميعًا العمل معًا لاستعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، ومحاسبة الفاسدين، وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

إن الفساد ليس مجرد جريمة، بل هو خيانة عظمى تهدد أمن واستقرار الوطن. فلنعمل جميعًا على مكافحته بكل الوسائل المتاحة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انفجار في صنعاء ووقوع إصابات

كريتر سكاي | 683 قراءة 

فريق خبراء مجلس الأمن يكشف عن مصدر ترسانة الحوثي العسكرية وحقيقة التصنيع المحلي وكيف بنت الجماعة اقتصاداً موازياً

بران برس | 600 قراءة 

مشاهد عنف في الحرم المكي واعلام سعودي يصفه بالمخالف للتعليمات

عدن تايم | 527 قراءة 

اعتراف جريء وغير متوقع يفضح ”توكل كرمان” ويثير جنونها

المشهد اليمني | 462 قراءة 

غارة أمريكية تستهدف رأس كبير بتنظيم القاعدة في مأرب قبل قليل.. الكشف عن مصيره

نافذة اليمن | 353 قراءة 

إجابة قوية حاسمة من وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني حول ”مقترح حل الدولتين في اليمن”.. ماذا قال؟

المشهد اليمني | 312 قراءة 

الحكومة تصدر قرارا بتوقيف مرتبات هؤلاء بعدن

كريتر سكاي | 293 قراءة 

بشرى ساره من طيران القطيبي

كريتر سكاي | 245 قراءة 

الحوثي يرتكب خطأ فادح على حدود المملكة.. والسعودية تستعد لضربة مرتقبة ضد الجماعة

نافذة اليمن | 236 قراءة 

قيادي حوثي يبتلع 60 ألف لبنة من أراضي المواطنين شمال صنعاء (صور)

المشهد اليمني | 190 قراءة