”استراتيجية أمريكية جديدة لمواجهة تهديد الحوثيين لطرق التجارة البحرية!”

أفادت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تحليل لها أن تهديد الحوثيين المتواصل لممرات التجارة العالمية عبر البحر الأحمر يشكل تحدياً كبيراً لا يمكن تجاوزه إلا من خلال تبني استراتيجية أمريكية جديدة.

ورأت المجلة أن هذه الاستراتيجية يجب أن تقوم على عدة أسس لمواجهة الخطر الحوثي وتحييد تأثيره على التجارة الدولية.

مكونات الاستراتيجية الأمريكية الجديدة

حسب المجلة، ينبغي على الإدارة الأمريكية القادمة اتخاذ خطوات أساسية للتصدي للتهديد الحوثي، ومن أبرزها:

إستبدال الحملة العسكرية المتعثرة

: على الولايات المتحدة تبني حلول طويلة الأمد تعمل على خنق مصادر الإيرادات الحوثية بشكل فعال، بدلاً من الاعتماد على الحملات العسكرية التي لم تحقق النجاح المطلوب.

تحميل إيران المسؤولية

: يجب أن تتحمل إيران، باعتبارها الداعم الرئيس للحوثيين، المسؤولية عن أنشطة هذه الجماعة المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

دور أكبر للشركاء والحلفاء

: يتعين على واشنطن مطالبة حلفائها الإقليميين والدوليين بتولي دور أكبر في جهود الدفاع عن التجارة البحرية، مع التركيز على تعزيز دورهم القيادي في حماية الشحن الإقليمي.

مواجهة مصادر تمويل الحوثيين

: يجب اتخاذ إجراءات لإغلاق قنوات التمويل الحوثي، من خلال مراقبة السماسرة والملاك، والتنسيق مع الدول الشريكة في تصنيف نقاط العبور والجهات التي تسهل أنشطة الحوثيين.

تعزيز الوجود البحري الأمريكي

: يرى التحليل أن واشنطن بحاجة لتعديل حجم وجودها البحري في المنطقة، مع الحفاظ على قوة بحرية مرنة تتكون من مدمرات صغيرة تدعمها زوارق وطائرات بدون طيار.

دعم الحكومة اليمنية

: من الضروري تقديم الدعم للمؤسسات الحكومية في اليمن، وخاصة تلك المعترف بها دوليا، لمنع الحوثيين من السيطرة على الموارد الاستراتيجية في البلاد، مثل حقول النفط والغاز.

إستراتيجية أوسع لإضعاف النفوذ الإيراني

التهديد الحوثي يعكس في جزء كبير منه النفوذ الإيراني في المنطقة، لذا توصي "فورين بوليسي" باتباع استراتيجية أوسع لإضعاف هذا النفوذ، من خلال فرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على إيران.

كما ينبغي التنسيق مع إسرائيل في حال وجود أي ضربات عسكرية ضد الحوثيين، مع التركيز على استهداف قدراتهم العسكرية بدقة.

فشل الإستراتيجية الدفاعية الحالية

في ديسمبر 2023، بدأت الولايات المتحدة عملية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية وحرية الملاحة في البحر الأحمر بعد تصاعد هجمات الحوثيين، والتي تهدد نحو 12% من الشحن العالمي عبر مضيق باب المندب.

ورغم الجهود المبذولة، اعترف نائب الأدميرال جورج ويكوف، قائد البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، بأن العمليات الدفاعية لم تنجح بشكل كامل في ردع الحوثيين.

ونوهت "فورين بوليسي" إلى أن الهجمات على الشحن العالمي قد تراجعت، ولكن حرية الملاحة لم تُستعَدد بالكامل، حيث اضطر العديد من السفن التجارية لتغيير مساراتها لتجنب الهجمات، وهو ما يزيد من تكاليف الشحن ويطيل أوقات الرحلات.

التهديدات الحوثية تتسع

ليس فقط الشحن العالمي في البحر الأحمر مهدداً، بل إن الحوثيين قد وسعوا نطاق هجماتهم ليشمل إسرائيل، حيث أطلقوا أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة مسيرة على الأراضي الإسرائيلية منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023.

إن هذا التصعيد المستمر من الحوثيين يتطلب استجابة حاسمة وفعالة من المجتمع الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، التي ينبغي عليها وضع استراتيجية أكثر شمولاً لتحجيم تأثير الحوثيين في المنطقة وضمان حماية التجارة العالمية في البحر الأحمر.