في زاوية صغيرة من مديرية الأزارق بمنطقة حمادة بندل علي، حدثت واقعة تلامس القلوب وتقدم درسًا في الوفاء لا يُنسى.
في مقبرة عرشة، كشفت قصة عجوز وبقرتها عن معنى الإخلاص الذي يتجاوز حدود البشر، ليصبح درسًا حيًا تقدمه الطبيعة.
كانت العجوز تعامل بقرتها كأحد أفراد العائلة، تسقيها من حنانها وترعاها بكل حب، حين رحلت عن الدنيا، ظهر أثر هذا الارتباط العاطفي العميق، إذ أظهرت البقرة علامات الحزن بفقدان صاحبتها، حتى أنها امتنعت عن الأكل، وكأنها تعبر بلغتها الخاصة عن الألم والفراغ الذي خلفه الفقد.
في محاولة يائسة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، ارتدت ابنة السيدة الراحلة ملابس والدتها في محاولة لخداع البقرة، لكن البقرة بفطرتها الصادقة رفضت الانصياع لهذا الخداع، بدلاً من ذلك، اختارت طريقًا آخر، فقفزت من الحظيرة وهربت إلى المقبرة، حيث وقفت عند قبر صاحبتها، وكأنها تُعبر عن وفائها الأبدي.
هذه القصة الواقعية ليست مجرد حكاية عن حيوان، بل هي مرآة تعكس القيم التي قد نفتقدها أحيانًا في تعاملاتنا اليومية.
وفاء هذه البقرة يذكرنا بأن الحب والإخلاص أفعال تتجاوز الكلمات، وأن التعامل برفق ولين يترك أثرًا خالدًا في النفوس.
قد يكون الحيوان هنا مصدر إلهام للإنسان، ليعيد النظر في علاقاته بالآخرين ويُدرك قيمة الوفاء، ذلك الشعور الذي لا يزول مع غياب الأحبة بل يظل حيًا في القلوب، تمامًا كما فعلت هذه البقرة التي قدمت درسًا أبديًا في الإخلاص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news