كيف ستكون وجهة العلاقات بين طهران وواشنطن في عهد ترامب؟

     
شبكة اليمن الاخبارية             عدد المشاهدات : 109 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف ستكون وجهة العلاقات بين طهران وواشنطن في عهد ترامب؟

مشاهدات

على ضوء التحديات الماثلة أمام محور المقاومة بقيادة طهران، وقراءة الأوساط السياسية في إيران للتحركات الدبلوماسية في إطار تفعيل قنوات التفاوض غير المباشر مع واشنطن، يكشف علي عبد العلي زاده، مساعد الرئاسة الإيرانية لشؤون اقتصاد البحار، عن توصل سلطات بلاده إلى "قناعة بضرورة التفاوض المباشر" مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وعشية رأس السنة الجديدة، طالب عبد العلي زاده -خلال استقباله نشطاء اقتصاديين- بالتفاوض "وجها لوجه مع ترامب"، مؤكدا أن البلاد "بحاجة إلى سياسة خارجية جديدة لأنه لا يمكن ترك قضاياها عالقة، ولذلك لا بد من التفاوض المشرّف والدفاع عن المصالح الوطنية".

يأتي ذلك بعد مضي يومين فقط على زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران وتسليمه رسالة من السلطان هيثم بن طارق آل سعيد للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، نفى نظيره الإيراني عباس عراقجي أن تكون من الجانب الأميركي.

قناعة الجانبين

ويلمس مراقبون إيرانيون في تصريحات عراقجي حول "مواصلة تبادل الرسائل مع واشنطن، إن اقتضت الحاجة، عبر السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران"، مؤشرا على عزم الحكومة الإيرانية على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة عبر الوسطاء إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة وذلك عبر القنوات الرسمية.

وتقرأ الباحثة في الشؤون الدولية، برستو بهرامي راد، هذه التصريحات الرسمية في سياق تداعيات التطورات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وسقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والتطورات الدولية ومنها عودة ترامب إلى البيت الأبيض ورغبته بالتوصل إلى اتفاق مع طهران.

وفي حديثها للجزيرة نت، تستذكر بهرامي راد الضريبة التي دفعتها طهران "غاليا" جراء الحرب الروسية الأوكرانية والاتهامات الغربية لها بمد موسكو بالسلاح، مؤكدة أن الأوساط الإيرانية لا ترى معارضة جدية من قبل الحلفاء الروس والصينيين لثني الترويكا الأوروبية عن قرارها بتفعيل آلية الزناد في الاتفاق النووي، ناهيك عن دور موسكو المعرقل في مفاوضات إنقاذ الاتفاق خلال الأعوام الماضية.

وبرأيها، فإن التصريح الإيراني بالتوصل إلى قناعة بضرورة التفاوض المباشر مع أميركا يأتي استكمالا للتسريبات السابقة حول عقد مباحثات بين "إيلون ماسك وزير الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب وسفير إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمير سعيد إيرواني" الشهر الماضي، موضحة أن سلطات بلادها نفت "عقد أي لقاء بينهما" دون إعطاء المزيد من المعلومات.

وأضافت بهرامي راد أن طوكيو كانت سباقة، منذ 2016، في التوسط من أجل التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن، وأنها تلقت إشارات بشأن رغبتها بإعادة طرح مبادرتها على حكومة بزشكيان.

ووفقا لها، فإن هذه التسريبات وتبادل الرسائل والتصريحات تأتي لتطبيع الحديث عن هذا الموضوع، مؤكدة أن "التفاوض المباشر بين العدوين اللدودين يصطدم بمعارضة شرسة داخل إيران والولايات المتحدة، إلى جانب معارضة بعض الأطراف الإقليمية وعلى رأسها تل بيب".

تغير الظروف

وبحسب بهرامي راد، دفعت مستجدات التطورات إقليميا ودوليا الجانبين الإيراني والأميركي إلى قناعة بضرورة عقد مباحثات وجها لوجه لاحتواء التوتر وتقليص الضريبة الباهظة جراء القطيعة المتواصلة منذ أكثر من 4 عقود بينهما.

وبرأيها، فإن تقديرات طهران وواشنطن عن الطرف الآخر تغيرت كثيرا عما كانت عليه عام 2015 تاريخ التوقيع على الاتفاق النووي، مؤكدة أنه رغم تطور البرنامج النووي الإيراني عقب انسحاب ترامب من الاتفاق، فإن الجانب الأميركي يعول على خسارة إيران جزءا من نفوذها الإقليمي جراء العدوان الإسرائيلي على فصائل المقاومة وسقوط نظام الأسد.

وأضافت أن الجانب الإيراني أثبت أنه لا ينوي صناعة القنبلة النووية رغم بلوغه مستويات متطورة في التقنية النووية والتهديدات العسكرية التي يتعرض لها والدعوات الداخلية للتحول إلى قدرة نووية، موضحة أن الأطراف الغربية لا تريد التفريط بالحكمة التي يبديها الرئيس بزشكيان للتعامل البناء مع القوى الغربية والشرقية مدعوما من أعلى هرم السلطة في طهران.

وكان علي أكبر أحمديان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أكد، خلال لقائه وزير الخارجية العماني في طهران، غياب أي تغيير في العقيدة النووية الإيرانية بناء على توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي.

وتوقعت الباحثة أن يعقد الجانبان الإيراني والأميركي اجتماعات سرية يتناولان خلالها شتى الملفات، منها الأمنية والتطورات الإقليمية، وفي حال توصلهما إلى اتفاق مُرضٍ سيتم الإعلان عن الجانب المتعلق بإنقاذ الاتفاق النووي.

توجهات واشنطن

وعما إذا كان التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن ممكنا خلال ولاية ترامب الثانية، يقول الدبلوماسي مجتبى فردوسي بور، مدير دائرة الأبحاث لشؤون غرب آسيا وأفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية وسفير طهران السابق في الأردن، إن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي جاء عقب رفض طهران اقتراحه بالتفاوض من جديد.

وفي حديثه للجزيرة نت، يلخص الدبلوماسي الإيراني السياسات الأميركية في التعامل مع الجمهورية الإسلامية خلال العقود الأربعة الماضية في 4 محاور:

• الأول، المصالحة: استذكر المتحدث هبوط طائرة الوفد الأميركي بمطار مهر آباد الدولي عام 1986 ولقاءه وفدا دبلوماسيا إيرانيا على متن الطائرة وتقديمه هدايا عبارة عن حلويات ومسدس أميركي للرئيس الأسبق علي أكبر رفسنجاني كعربون للمصالحة، وذلك إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

• الثاني، الاتفاق: يشكل ثاني توجهات الدبلوماسية الأميركية حيال إيران وفقا لفردوسي بور الذي يستشهد بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين طهران والمجموعة السداسية.

• الثالث، سياسة الاحتواء: اعتبر فردوسي بور أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن هو عراب هذه السياسة الأميركية حيال "طهران الثورة".

• الرابع، سياسة التغيير: يقول إن الولايات المتحدة تبنتها في إيران منذ انتصار ثورة 1979، وركزت عليها بشكل أكبر عقب احتجاجات عام 2009، لكنها توصلت إلى قناعة بعدم جدوى هذا التوجه، لا سيما عقب استهداف الحرس الثوري الإيراني اجتماعا سريا للمعارضة الإيرانية بحضور عناصر من المخابرات الأميركية في أربيل العراقية.

وتوقع فردوسي بور أن يتخذ ترامب سياسة الاتفاق حيال إيران خلال الفترة المقبلة بناء على شعاره "أميركا أولا" لضمان مصالح واشنطن، مستدركا أنه لا يستبعد في الوقت نفسه تبني ترامب سياسة الاحتواء والضغوط أو التغيير في إيران بناء على طبيعة فريقه الحكومي.

وفي حال توصل حكومتي بزشكيان وترامب إلى اتفاق، فإن حظوظ استمرار الاتفاق المزمع تبدو أكبر من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني مع الديمقراطي باراك أوباما، ذلك لأن الإدارة الجمهورية المقبلة قد بذلت جهدا كبيرا خلال حقبتها الأولی لتسجيل الاتفاق مع طهران باسمها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 995 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 824 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 691 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 622 قراءة 

مقاطعة حكومية واسعة لاجتماع الزبيدي في عدن بإيعاز سعودي

موقع الجنوب اليمني | 568 قراءة 

الانتقالي ينقلب مجددا ويعلن التأييد عبر وزاراته في الحكومة لمطالبه الانفصالية (محدث)

الموقع بوست | 470 قراءة 

انقلاب جديد في عدن

مأرب برس | 461 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 448 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 441 قراءة 

الأرصاد: أمطار متفرقة وأجواء باردة تضرب عدة مناطق اليوم

حشد نت | 429 قراءة