دخل الصراع في اليمن عامه العاشر في 2024، متخذا منحى إقليميا ودوليا يهدد بالمزيد من التبعات الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها ملايين السكان المهددون بالفقر والمجاعة.
لقد شكّل تصعيد جماعة الحوثيين في هجماتهم البحرية على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن وضد إسرائيل ضمن ما تعتبره الجماعة بـ “إسناد غزة”، نقطة تحول في الصراع، أدخل اليمن نحو مزيد من الفوضى والمجهول. أدى هذا التصعيد إلى تدخل عسكري واسع بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، ودفع إسرائيل إلى استهداف منشآت مدنية يمنية لأول مرة، الأمر الذي عطّل آفاق أي عملية للسلام ضمن خارطة الطريق الأممية، التي أُعلن عنها أواخر العام الماضي.
استهدف القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية تجفيف مصادر تمويلهم، إلا أنهم تكيفوا عبر فرض جبايات على النقل البحري واستمرت سيطرتهم الاقتصادية بفرض الضرائب والجبايات على التجار، كما استمرت تهديداتهم العسكرية ضد موانئ تصدير النفط في الجنوب. وفي سياق المفاوضات، تعثرت جهود المبعوث الأممي هانز غروندبرغ رغم جولاته الدبلوماسية، ما أضعف آفاق السلام وأعاد مؤشرات تجدد الحرب إلى الواجهة. شهدت الحكومة اليمنية تعديلات محدودة وسط أزمة اقتصادية حادة تحاصر ملايين السكان في الجنوب والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في الشمال. في هذا الوقت تصاعدت المخاوف الجنوبية من محاولات تقويض القضية الجنوبية، كما ظهر في تشكيل “التكتل الوطني للأحزاب” بدعم أمريكي، وسط تذمر من عدم جدية الأطراف الشمالية في مواجهة الحوثيين وتحقيق تنمية ملموسة في مناطق الجنوب فضلا عن غياب مسار واضح للشراكة في السلطة واتخاذ القرار داخل مؤسسات ما تسمى بـ “الشرعية”، في ظل تمسك الأطراف الجنوبية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي بمواقفها المُشدِّدة على استعادة الدولة الجنوبية.
عسكريا
ارتفعت وتيرة الهجمات الحوثية إلى 166 هجوماً استهدفت السفن والقوات الإقليمية والدولية، فضلا عن 38 هجوما استهدف إسرائيل وفقا للأرقام التي رصدها مركز سوث24. محليا، شن الحوثيون 33 هجوماً على القوات المسلحة الجنوبية، أودت بحياة 47 جنديا، بينما نفذ تنظيم القاعدة 21 هجوماً خاصة في أبين وشبوة، تسببت بمقتل 48 جنديا من القوات المسلحة الجنوبية .
في غضون ذلك، تصاعد التنسيق بين تنظيم القاعدة والحوثيين ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، بينما ردت القوات الجنوبية بعمليات مضادة وتأمين مواقع استراتيجية، رغم غياب دعم دولي واضح لعمليات مكافحة الإرهاب. انعكس كل ذلك على تصاعد المخاطر الأمنية محلياً وإقليمياً، مع استخدام القاعدة لتقنيات متطورة مثل الطائرات المسيّرة واستخدام الحوثيين الزوارق المفخخة والصواريخ الفرط صوتية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news