عدن توداي
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
بينما تتنافس الدول في تطوير رياضاتها الوطنية، ككرة القدم أو الكريكيت، يبدو أن الجنوب العربي قد أوجد لنفسه رياضة فريدة من نوعها: التشكيك والتخوين!
إنها اللعبة الأكثر شيوعًا، يمارسها الجميع بإتقان، من الساسة إلى المواطنين العاديين، دون الحاجة إلى ملاعب أو معدات.
كل ما تحتاجه هو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي أو كرسي في مقهى شعبي، وستصبح لاعبًا محترفًا في وقت قياسي.
قواعد اللعبة
في هذه الرياضة، القواعد بسيطة:
مقالات ذات صلة
وداعاً أيتها المديرة والمربية الفاضلة (( نيول))
المهندس “الغاز” .. أحد أبرز الكوادر الزراعية المنسية بأبين ..!!
1- إذا وافقت على رأي شخص ما، فأنت “مطبل”.
2- إذا عارضت رأيه، فأنت “عميل”.
3- إذا قررت الحياد، فأنت “جبان” أو ربما “خائن صامت”!
المهم أن تُتهم بشيء ما، لأن الاتهامات هي المحرك الأساسي للعبة.
مستويات الاحتراف:
مثل أي رياضة، للتشكيك والتخوين مستويات.
– المبتدئون: يتخصصون في توجيه اتهامات بسيطة مثل “أنت ضد القضية”.
– المتوسطون: يرتقون باستخدام عبارات مثل “أجندات خارجية” و”تمويل مشبوه”.
– المحترفون: وهؤلاء أساتذة في صياغة الاتهامات المركبة، مع ربطك بمؤامرات دولية ووكالات استخبارات.
الجوائز والمكافآت
أما الجوائز فهي معنوية بالكامل:
° رضا داخلي وشعور بأنك “كشفت الحقيقة”، إضافة إلى عدد لا بأس به من الإعجابات والتعليقات المؤيدة على وسائل التواصل.
°وأحيانًا قد تكسب عداوات جديدة تزيد من شعبيتك في اللعبة.
آثار جانبية خطيرة:
للأسف، رغم متعة هذه الرياضة، إلا أن لها آثارًا جانبية خطيرة.
فهي تقسم الصفوف، تضعف الجهود المشتركة، وتجعل من القضايا المصيرية مجرد مادة للتهكم والجدل العقيم.
بينما العالم يتقدم، نقف نحن لنشاهد مباراة “من يخوّن الآخر أولًا”.
ختامًا: هل من أمل؟
هل يمكننا استبدال هذه الرياضة الوطنية برياضة أخرى أكثر نفعًا؟
كالتكاتف، العمل الجماعي، أو حتى مجرد الحوار الهادئ؟
أم سنظل عالقين في دوامة التشكيك والتخوين، نخسر الوقت والفرص، ونمنح هلخصومنا نقاطًا مجانية؟
الجنوب يستحق منا أكثر من مجرد لعبة اتهامات… فهل نرتقي إلى مستوى التحدي؟
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news