انقسامات حادة داخل مليشيا الحوثي: صراع قيادي وتباين حول مسار الجماعة في مواجهة التحديات

     
بوابتي             عدد المشاهدات : 249 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
انقسامات حادة داخل مليشيا الحوثي: صراع قيادي وتباين حول مسار الجماعة في مواجهة التحديات

كشفت مصادر محلية مطلعة في العاصمة صنعاء عن حدوث انقسامات كبيرة داخل مليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية، حيث تصاعدت المطالب بإجراء تغييرات حقيقية في هيكل القيادة، والتجاوب مع الدعوات المستمرة للسلام والتصالح مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية. 

 

وحسب المصادر، يعتقد البعض من داخل الجماعة أن الاستجابة لدعوات السلام، هو السبيل الوحيد لتجنب مصير مشابه لما تعرض له حزب الله اللبناني أو نظام بشار الأسد في سوريا. 

 

وذكرت المصادر، أن هذه الانقسامات في أوساط القيادات الحوثية تعود إلى العديد من العوامل الداخلية والخارجية. ففي إطار الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها قادة الجماعة على أنفسهم، توقف العديد منهم عن استخدام أجهزة الاتصالات والإلكترونيات خوفًا من أن تُستخدم ضدهم في عمليات التجسس أو الاغتيال، على غرار ما حدث مع عناصر حزب الله اللبناني في سبتمبر الماضي. 

 

كما لجأت غالبية القيادات الحوثية إلى النزوح من منازلها إلى منازل مستأجرة، متبعة وسائل معقدة للتخفي. وقد تسببت هذه الإجراءات في انقطاع التواصل بين مختلف القيادات، مما أدى إلى اتخاذ قرارات بدون التنسيق الكافي بين الأجنحة، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الاوسط عن المصادر. 

 

هذه الإجراءات الاحترازية، بحسب المصادر، نتج عنها غياب التنسيق بين القيادات الحوثية حول العديد من الملفات المهمة. كما تسببت هذه الأزمة في حالة من الارتباك داخل الجماعة، حيث لم تعد القيادات قادرة على التنسيق الفعال في التعامل مع التطورات الداخلية والخارجية. 

 

من جهة أخرى، أرجعت المصادر هذه الانقسامات إلى خلافات استراتيجية كبيرة حول كيفية التعامل مع التطورات الإقليمية والدولية. فقد اتخذت بعض القيادات موقفًا يرى ضرورة تقديم تنازلات للأطراف المحلية والإقليمية والدولية، من أجل تجنب عواقب وخيمة على الجماعة، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة. 

 

في المقابل، يصر الجناح الآخر على ضرورة استمرار التصعيد العسكري وعدم الرضوخ لأي ضغوط سواء كانت عسكرية أو سياسية، ويؤكد هذا الجناح أن المواجهة مع الغرب وإسرائيل تعزز من شرعية الجماعة على المستوى الشعبي، وأن هذا المسار هو الذي يضمن بقاءها قويّة على الساحة. 

 

وتضيف المصادر أن الانقسامات الحوثية تفاقمت بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المليشيا في المعارك، وتدمير معداتها العسكرية المتطورة، من ضمنها مواقع الصواريخ والطائرات المسيّرة، جراء الضربات الأمريكية والبريطانية. 

 

فضلاً عن ذلك، فإن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت المنشآت الاقتصادية الحوثية في قطاع الطاقة، ما أسفر عن خسائر اقتصادية فادحة. 

 

هذه الخسائر جعلت الشخصيات التي تطالب بتقديم تنازلات ترى أن المواجهة مع الغرب لم تعد ذات جدوى، بل أصبحت تشكل عبئًا إضافيًا على الجماعة. 

 

وتتزايد المخاوف بين قيادات الجماعة من أن استمرار المواجهة مع إسرائيل والغرب قد يقودهم إلى مصير مشابه لما لاقاه حزب الله أو نظام الأسد، خاصة وأن الضغوط الخارجية والضربات العسكرية أصبحت تؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي والمعيشي للسكان في مناطق سيطرة المليشيا. 

 

وقد أشار أحد القيادات إلى أن الضغوط الغربية والإسرائيلية، إضافة إلى العقوبات المفروضة على عدد من الشخصيات الحوثية، قد أسفرت عن أزمات معيشية ملموسة، مثل نقص الوقود والسلع الغذائية، وهو ما أثر بشكل كبير على الوضع اليومي للناس. 

 

في مقابل هذه الدعوات لتقديم التنازلات، هناك جناح آخر داخل مليشيا الحوثي يصر على ضرورة مواصلة التصعيد ضد الغرب وإسرائيل، معتبرًا أن هذه المواجهة هي أساس قوتهم وتماسكهم الشعبي. 

 

ويرى هذا الجناح، الذي يُعرف بالجناح العقائدي، أن الخسائر المادية في المعدات يمكن تعويضها بموارد محلية ودعم خارجي، وأن الضغوط العسكرية لن تؤدي إلى هزيمتهم ما داموا يسيطرون على الأرض. 

 

وفي ظل هذا التباين الحاد داخل صفوف المليشيا الحوثية، تطالب بعض الشخصيات داخل الجماعة بالإطاحة برئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وتعيين القيادي المقرب من زعيم الجماعة قاسم الحمران بدلاً عنه، وذلك في محاولة لإعادة تماسك الهيئات القيادية التي ضعفت بسبب الصراعات الداخلية. 

 

وكانت الجماعة قد شكلت في أغسطس الماضي حكومة جديدة تحت اسم "حكومة التغيير والبناء"، والتي يقال إن غالبية أعضائها يمارسون مهامًا شكلية فيما يقودها فعليًا القادة العقائديون.

 

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

غارة دقيقة تستهدف عبدالملك الحوثي في كهفه.. والمليشيات توجه تهمة خطيرة لموظفين في المنظمات بصعدة

المشهد اليمني | 646 قراءة 

طارق صالح: اليمن تحتاج دعم العالم لحماية أمنها البحري ومواجهة التطرف

حشد نت | 541 قراءة 

طلب مصري للرئيس ”العليمي” يثير ضجة كبيرة ويشعل المواقع

المرصد برس | 450 قراءة 

اختفاء اعتراف امرأة بارتكابها خطيئة وتوبتها بعد أن فاجأها نزول الحيض أثناء وجودها في معبد "أذنان"في اليمن

كريتر سكاي | 381 قراءة 

حقيقة مصرع العاطفي والحوثي

أنباء عدن | 372 قراءة 

  غارة جوية تستهدف مخبأً سرياً لعبدالملك الحوثي في صعدة وإصابة أحد أقاربه .. واعتقالات تطال موظفين في الأمم المتحدة .. عاجل

مأرب برس | 344 قراءة 

استمع لكلمة زعيم الحو ثيين.. ماهو موقف طارق صالح من انضمام شقيقه للمحور الايراني؟ هل هو تبادل ادوار؟

كريتر سكاي | 314 قراءة 

حذر من تلميع " الكهنوت".. التكتل الوطني للأحزاب يدين استضافة عبدالملك الحوثي في المؤتمر القومي العربي ببيروت

حشد نت | 310 قراءة 

خيانة تحت أعين القومية في مؤتمر بيروت: المخلافي يصفق لعبدالملك الحوثي ويدافع عن إيران

عدن تايم | 309 قراءة 

استعادة طفلة بعد اختطافها في عدن وهكذا كان مصير الخاطف

المشهد اليمني | 293 قراءة