تمر اليمن بمرحلة مفصلية في حربها مع مليشيا الحوثي الإرهابية، التي عاثت في البلاد فسادًا وظلمًا، وألحقت الأذى بجميع مكونات المجتمع، ويتأهب اليمنيون لخوض معركة مفصلية تجتث مليشيا الحوثي من كل التراب اليمني وقد بدأت بوادر تلك الانتفاضات في عدد من المحافظات وتحديدا المناطق الوسطى التي تشكل مصدر قلق وخوف لمليشيا الحوثي.. حيث شهدت محافظات إب والبيضاء، التي تمثل جزءًا من المناطق الوسطى ذات الطابع السني، بداية انطلاق ثورة رفض شعبي ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران. هذه المحافظات تميزت تاريخيًا برفضها للإمامة والكهنوت وللفكر الحوثي الطائفي المتطرف الذي يسعى إلى فرض أجنداته الإيرانية الفارسية على المجتمع اليمني بقوة السلاح والإكراه. ومع تزايد الممارسات القمعية والبطش بحق المدنيين، يبدو أن الشعب أدرك أن الوقت قد حان للانتفاضة المسلحة في وجه هذه الجماعة التي أمعنت في الظلم والتنكيل.
لحظة حاسمة
المليشيا الحوثية، التي اقتحمت المؤسسات وفرضت سلطتها بالقوة، لم تكتفِ بتدمير البنية التحتية وتجويع اليمنيين ومصادرة رواتبهم وثرواتهم بل مارست سياسات قمعية أدت إلى تأجيج مشاعر الغضب الشعبي. في إب والبيضاء، وعمران وصنعاء عانى المواطنون من القتل التعسفي والاعتقالات الجماعية، حيث امتلأت السجون بالمئات من الناشطين والمواطنين الأبرياء. كما تم فرض قيود صارمة على الحريات العامة، بما في ذلك حرية التعبير والاحتفال والمطالبة بالحقوق.. هذه السياسات المستفزة جعلت الغضب الشعبي يتراكم ليصل إلى حد لا يمكن تجاهله.
ما يجعل هذه اللحظة حاسمة لبدء الانتفاضة الشعبية هو التوقيت واللحظة الزمنية، فالمليشيا الحوثية تواجه في هذه الفترة تراجعًا على عدة جبهات، وظهور خلافات داخلية وتصاعد الضغوط الدولية وفرض العقوبات، وانهيار الحلفاء مما يجعلها في أضعف حالاتها. هذا الضعف يعد حافزًا إضافيًا للمجتمع المحلي المقهور للوقوف في وجه هذه الجماعة الارهابية المرفوضة أخلاقيا و شعبيا، وبالنظر إلى التاريخ النضالي لهذه المحافظات، فإن سكانها يمتلكون العزم والإرادة لقيادة هذه الثورة والبدء باجتثاث المليشيا فالمناطق الوسطى كانت وما زالت منجما بشريا ضخما وكلهم يمتلكون شجاعة وإقدام و قدرة على القيادة والتضحية، كما يمتلكون رأس مال وطني وتوق للحرية وهذا ما يجعل انتفاضتهم ناجحة حتما.
ارادة وطنية
الانتفاضة الشعبية التي بدأت في إب والبيضاء بالاحتجاج وقطع الشوارع ورفض ممارسات عناصر المليشيا ليست مجرد رد فعل على الممارسات الحوثية، بل تعبير عن إرادة وطنية تهدف إلى استعادة السيادة والكرامة التي حاولت المليشيا سلبها. كما أنها رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن الشعب اليمني، بمختلف مكوناته، لن يقبل الخضوع لمشروع طائفي خارجي يسعى لطمس الهوية الوطنية.
إن هذه اللحظة تستدعي تضافر الجهود من جميع القوى الوطنية لدعم هذا الحراك الشعبي. فهذه الثورة ليست فقط أملًا لأبناء المناطق الوسطى، بل هي شعلة ستمتد لتحرر جميع المناطق اليمنية من قبضة المليشيا الحوثية الظالمة، وتعيد لليمن حريته ووحدته واستقراره.
واجب اليمنيين
وفي ظل الأوضاع الراهنة، يتعاظم واجب اليمنيين في مختلف المحافظات لدعم ومساندة أي انتفاضة تنطلق شرارتها في المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه الجماعة المدعومة من إيران. فالوقوف صفًا واحدًا هو السبيل الوحيد لاجتثاث هذا الكيان الإرهابي واستعادة اليمن من براثن الطائفية والتطرف.
إن توحد اليمنيين من مختلف الانتماءات ضد المليشيا الحوثية يحمل رسالة وطنية جامعة تؤكد أن إرادة الشعب أقوى من سلاح الإرهاب والتدمير، إن ما يجعل التوحد صفا واحدا ان المليشيا الحوثية لم تترك مجالاً للشك بأنها عدو لكل يمني، فقد مارست القتل والتشريد ومصادرة الممتلكات، والتجويع والتعذيب والاختطاف وفرضت عقيدة دخيلة على المجتمع اليمني. لذا، فإن التضامن الوطني مع أي انتفاضة شعبية، سواء في إب، أو البيضاء، أو حجة أو عمران أو أي منطقة أخرى، يمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق الانتصار وإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والمساواة.
على الحكومة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسؤولية تاريخية في هذه المرحلة الحساسة. ينبغي اغتنام الفرصة، خاصة في ظل حالة الرعب والضعف التي تعيشها مليشيا الحوثي الإرهابية. هذه الحالة ناجمة عن الضغوط الدولية المتزايدة، والانهيارات التي شهدها حلفاؤها في المنطقة، مثل سقوط حكم بشار الأسد في سوريا وتراجع دور حزب الله اللبناني. وبالتالي فإن استغلال هذه اللحظة يتطلب تنسيق الجهود بين الشرعية والمقاومة لدعم الانتفاضات الشعبية عسكريًا وسياسيًا، بما يضمن تحقيق أهدافها على الأرض.
كما أن تصاعد الرفض الشعبي والمجتمعي في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي نتيجة إرهابها وجرائمها يجب أن يكون دافعًا لكل يمني حر للمشاركة الفعالة في إنهاء وجود وتاريخ هذه المليشيا. إن معاناة الشعب في تلك المناطق تدفع نحو خروجهم ضد الظلم ورفض المليشيا وتحتم على كل اليمنيين دعم انتفاضتهم، ليس بالكلمات فقط، بل بالسلاح والمواقف العملية، لإثبات أن اليمنيين قادرون على توحيد صفوفهم في مواجهة عدو مشترك.
إن اللحظة الراهنة تتطلب من الجميع، حكومة وشعبًا، اتخاذ موقف شجاع ضد مليشيا الحوثي الإيرانية. فالحرية والكرامة لن تُستعاد إلا بالتضحيات والتلاحم الوطني، مما يفتح الباب أمام مستقبل.
مطالبة بالتحرك
ارتفعت خلال الاسبوع دعوات متزايدة من قيادات مدنية وعسكرية وقبلية لاغتنام الفرصة وتحريك جبهات القتال في الساحل الغربي، والجوف، وحجة، ومأرب، والضالع، وتعز، وصولًا إلى العاصمة صنعاء. هذه الدعوات تعكس توافقًا شعبيًا وسياسيًا على ضرورة تطهير اليمن من مليشيا الحوثي الإرهابية التي شنت حربًا على اليمنيين منذ عشر سنوات، وارتكبت خلالها أبشع الجرائم من قتل وتشريد واختطاف آلاف الأبرياء، مما تسبب في معاناة إنسانية هائلة.
القوات المسلحة اليمنية أكدت جاهزيتها الكاملة لخوض هذه المعركة المصيرية. فالقوات تمتلك من العزيمة والقدرة ما يكفي لتحريك الجبهات بشكل متزامن، بما يعيد الأمل لاستعادة الحرية والكرامة للشعب اليمني. كما أن المواطنين اليمنيين، في مختلف المحافظات، يعبرون عن رغبتهم الجامحة للخلاص من هذه الجماعة التي لم تجلب سوى الدمار والمعاناة.
قبائل اليمن، بدورها، أعلنت استعدادها الكامل للوقوف إلى جانب الجيش والمقاومة الشعبية، مؤكدة التزامها بالمشاركة الفعالة في المعركة الوطنية الكبرى. هذه القبائل، التي تمثل عمقًا اجتماعيًا وقوة ضاربة، ترى أن الوقت قد حان للانتفاض واستعادة الحقوق، والقصاص من السجان وزعيم الإرهاب الحوثي الذي جر البلاد إلى مستنقع الفوضى والطائفية.
حيث قال رئيس فرع المؤتمر في محافظة مأرب الشيخ عبدالواحد القبلي: إن الفرصة الآن مواتية لاستعادة العاصمة صنعاء والتخلص من جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، “حيث يجد أتباعها أنفسهم في مأزق حقيقي وفي موقع ضعيف على المستويين السياسي والعسكري”.
وفي تدوينة على منصة “إكس” أوضح “القبلي” أن “المتتبع للانهيار المتسارع للمحور الإيراني في المنطقة يجد أن الفرصة الان أصبحت مواتية للتخلص من أذرعها المتبقية ولعل أهم تلك الاذرع هي المليشيات الحوثية الانقلابية”.
ونوه إلى أن الحوثيين “يشعرون هذه الأيام بالخوف والقلق والارتباك من المجهول الذي ينتظرهم في ظل إدراكهم تغيير موازين القوى الاقليمية في غير صالحهم”.
وأضاف “جميع اليمنيين ينتظرون من الحكومة الشرعية إقرار سرعة الحسم العسكري وتحريك جميع الجبهات من أجل استعادة العاصمة المحتلة صنعاء وبقية المناطق اليمنية التي تقع تحت سيطرة تلك المليشيات”.
وأبدى “القبلي” استعداده وقدرته على “التواصل مع مختلف القبل اليمنية وبقية المكونات الاجتماعية من أجل توحيد الصفوف والاصطفاف في صف الشرعية الدستورية من أجل تسريع اجتثاث تلك المليشيات الإرهابية”، حد قوله.
وأكد على “ضرورة عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر مرة أخرى.. ودعا مكونات الشرعية إلى تناسي خلافاتهم البينية واقتناص هذه الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة وقاضية لتلك الجماعة المدعومة إيرانيًا.
معركة كاملة
إن اليمنيين لا يسعون الى تحرير إب أو البيضاء أو الحديدة أو استعادة صنعاء وتحريرها فقط، بل لإنهاء معاناة الأسرى والمختطفين الذين يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب في سجون الحوثيين. فاستعادة حرية هؤلاء المظلومين واجب وطني لا يمكن تأجيله. كما أن تحرير صنعاء سيشكل بداية النهاية لحقبة مظلمة عانى فيها اليمنيون من الإرهاب والقمع.
إن توحد الجهود بين القبائل والجيش والمقاومة الشعبية كفيل بتحقيق النصر واستعادة اليمن من قبضة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران. هذه اللحظة تستدعي من الجميع الوقوف صفًا واحدًا لإنقاذ الوطن، واستعادة حريته وكرامته، وبناء مستقبل جديد قائم على العدالة والسلام والاستقرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news