المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 101 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

قبل 4 دقيقة

في لحظة صدفة، كنت أمشي مُتجهة إلى منزلي من طريق غير معتاد، عندما رأيت أحد المعلمين واقفاً في زاوية الشارع، يعدّ النقود في يده. كانت ملامح وجهه تعكس الحيرة والتعب، وكأن ثقل العالم بأسره يثقل كاهله. اقتربت منه وسألته عن تلك الفلوس، فقابلني بضحكة منهكة، قائلاً: "بعد ثلاثة أشهر نستلم راتب المعلمين"

.

فهمت من حديثه أنه معلم، حيث كانت هيئته الوقورة تدل على مهنته. كان يرتدي ملابس بسيطة، تحمل آثار الزمن، وكأنها تعبر عن صراع يومي من أجل البقاء. قال لي: "هذه النقود لا تكفي لتسديد ديوني، لكني أعتمد على الله". ثم مشى بعيداً، ووضع الفلوس التي لا تساوي تعبه واحتياجه واحتياج أسرته المنتظرة التي تعيش في ظل ظروف قاسية.

إن هذه الصورة تعكس واقعاً مؤلماً للمعلمين في اليمن، حيث جعلت الحرب من راتب المعلم لا يكفي لشراء مقاضي يوم واحد من الطعام، فكيف يمكنه مواجهة الإيجار ومصاريف البيت لشهر كامل؟ جهد المعلم في اليمن لا يقدر بثمن، ففي البلدان المتقدمة، يتقاضى المعلمون رواتب تضاهي أو تزيد عن رواتب رؤساء الدول. بينما في اليمن، راتب المعلم لا يساوي بائع بطاطا.

مع تزايد الأعباء الحياتية، أصبح المعلمون في اليمن يسعون لتأمين لقمة العيش بطرق متعددة، إذ يضطر العديد منهم للعمل في وظائف إضافية، أو حتى التحول إلى حرفيين، من أجل تأمين احتياجات أسرهم. هذا الواقع يعكس أزمة حقيقية في التعليم، حيث يفتقر النظام التعليمي إلى الدعم الكافي، مما يؤدي إلى تدهور مستوى التعليم ويجعل الطلاب عرضة لمستقبل مظلم.

لقد أثر الوضع الاقتصادي سلباً على جميع موظفي الدولة، لكن المعلم يبقى في قلب المعاناة، رغم ما سمعناه من مجلس الوزراء عن زيادة الرواتب، التي لا توازي أصلاً الغلاء المتزايد. الأسعار في الأسواق ترتفع بشكل يومي، بينما الرواتب ثابتة، مما يجعل الحياة أكثر تعقيداً. الحياة والمستقبل مهددان بالتوقف عن التنمية المستدامة، خاصة من خلال التعليم الجيد. لكن، للأسف، كل شيء قد توقف.

إن المعلم هو الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، وعندما يتعرض للإهمال والتهميش، فإن مستقبل الأجيال القادمة يصبح في مهب الريح. التعليم هو السلاح الأهم في مواجهة التحديات، وعندما يتراجع مستوى التعليم، تتراجع كل مظاهر التنمية. يجب على الجميع أن يدركوا أهمية دعم المعلمين وتقدير جهودهم، لأنهم الأمل في تحقيق التنمية والتقدم في أي مجتمع.

لا يمكننا تجاهل أهمية توفير بيئة تعليمية مناسبة للمعلمين، تتضمن تحسين الرواتب وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي. كما يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في التعليم، لا سيما في ظل الظروف الحالية. إن المجتمع بأسره مسؤول عن دعم المعلم، وتقدير دوره الحيوي في بناء مستقبل أفضل.

في النهاية، يبقى الأمل في أن تتغير الظروف، وأن يتمكن المعلمون من استعادة كرامتهم، وأن يتمكنوا من أداء دورهم كمعلمين بفاعلية، مما يسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. تعليم جيد يعني مجتمعاً قوياً، ومعلماً محترماً يعني مستقبلاً مشرقاً.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بيان أمريكي جديد ضد الحوثييـ.ـن ودعوات الى تحرك عاجل!

صوت العاصمة | 838 قراءة 

عاجل:انفجار عنيف وغير مسبوق قبل قليل

كريتر سكاي | 810 قراءة 

الاعلان عن صرف المرتبات من جديد

كريتر سكاي | 596 قراءة 

مسؤول كبير في الشرعية يقدم استقالته إلى رئيس الحكومة بن بريك

الأمناء نت | 505 قراءة 

معارك عسكرية بين القوات الجنوبية وهؤلاء

كريتر سكاي | 479 قراءة 

مصرع قيادي حوثي كبير بحادث غامض

المنتصف نت | 458 قراءة 

تعرض طالبة في الصف التاسع لإغتصاب داخل مدرسة بتعز.. والضحية تروي تفاصيل صادمة

المشهد اليمني | 453 قراءة 

واشنطن تكشف عن الدرس الأهم الذي لقنته للمليشيات الحوثية في اليمن والتزم به عبدالملك الحوثي مطيعا

مأرب برس | 446 قراءة 

مواجهة شرسة بين يمنيين وكفيلهم السعودي والنهاية مدهشة

المشهد اليمني | 442 قراءة 

صواريخ تهز البحر الأحمر.. وبريطانيا تُطلق "تحذير الطوارئ"

مساحة نت | 422 قراءة