المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 86 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

قبل 4 دقيقة

في لحظة صدفة، كنت أمشي مُتجهة إلى منزلي من طريق غير معتاد، عندما رأيت أحد المعلمين واقفاً في زاوية الشارع، يعدّ النقود في يده. كانت ملامح وجهه تعكس الحيرة والتعب، وكأن ثقل العالم بأسره يثقل كاهله. اقتربت منه وسألته عن تلك الفلوس، فقابلني بضحكة منهكة، قائلاً: "بعد ثلاثة أشهر نستلم راتب المعلمين"

.

فهمت من حديثه أنه معلم، حيث كانت هيئته الوقورة تدل على مهنته. كان يرتدي ملابس بسيطة، تحمل آثار الزمن، وكأنها تعبر عن صراع يومي من أجل البقاء. قال لي: "هذه النقود لا تكفي لتسديد ديوني، لكني أعتمد على الله". ثم مشى بعيداً، ووضع الفلوس التي لا تساوي تعبه واحتياجه واحتياج أسرته المنتظرة التي تعيش في ظل ظروف قاسية.

إن هذه الصورة تعكس واقعاً مؤلماً للمعلمين في اليمن، حيث جعلت الحرب من راتب المعلم لا يكفي لشراء مقاضي يوم واحد من الطعام، فكيف يمكنه مواجهة الإيجار ومصاريف البيت لشهر كامل؟ جهد المعلم في اليمن لا يقدر بثمن، ففي البلدان المتقدمة، يتقاضى المعلمون رواتب تضاهي أو تزيد عن رواتب رؤساء الدول. بينما في اليمن، راتب المعلم لا يساوي بائع بطاطا.

مع تزايد الأعباء الحياتية، أصبح المعلمون في اليمن يسعون لتأمين لقمة العيش بطرق متعددة، إذ يضطر العديد منهم للعمل في وظائف إضافية، أو حتى التحول إلى حرفيين، من أجل تأمين احتياجات أسرهم. هذا الواقع يعكس أزمة حقيقية في التعليم، حيث يفتقر النظام التعليمي إلى الدعم الكافي، مما يؤدي إلى تدهور مستوى التعليم ويجعل الطلاب عرضة لمستقبل مظلم.

لقد أثر الوضع الاقتصادي سلباً على جميع موظفي الدولة، لكن المعلم يبقى في قلب المعاناة، رغم ما سمعناه من مجلس الوزراء عن زيادة الرواتب، التي لا توازي أصلاً الغلاء المتزايد. الأسعار في الأسواق ترتفع بشكل يومي، بينما الرواتب ثابتة، مما يجعل الحياة أكثر تعقيداً. الحياة والمستقبل مهددان بالتوقف عن التنمية المستدامة، خاصة من خلال التعليم الجيد. لكن، للأسف، كل شيء قد توقف.

إن المعلم هو الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، وعندما يتعرض للإهمال والتهميش، فإن مستقبل الأجيال القادمة يصبح في مهب الريح. التعليم هو السلاح الأهم في مواجهة التحديات، وعندما يتراجع مستوى التعليم، تتراجع كل مظاهر التنمية. يجب على الجميع أن يدركوا أهمية دعم المعلمين وتقدير جهودهم، لأنهم الأمل في تحقيق التنمية والتقدم في أي مجتمع.

لا يمكننا تجاهل أهمية توفير بيئة تعليمية مناسبة للمعلمين، تتضمن تحسين الرواتب وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي. كما يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في التعليم، لا سيما في ظل الظروف الحالية. إن المجتمع بأسره مسؤول عن دعم المعلم، وتقدير دوره الحيوي في بناء مستقبل أفضل.

في النهاية، يبقى الأمل في أن تتغير الظروف، وأن يتمكن المعلمون من استعادة كرامتهم، وأن يتمكنوا من أداء دورهم كمعلمين بفاعلية، مما يسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. تعليم جيد يعني مجتمعاً قوياً، ومعلماً محترماً يعني مستقبلاً مشرقاً.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صحافي : عودة عبدربه منصور مع ثلاثة نواب ورئيس حكومة ومحافظ لعدن

عدن توداي | 1493 قراءة 

أخيرًا.. هذا هو رئيس وزراء اليمن الجديد الذي حسمته التوافقات السياسية!

المرصد برس | 1315 قراءة 

العليمي يلوّح بورقة الحوثيين ويشترط حل الانتقالي: "إنقاذ عدن يبدأ من هنا"

مساحة نت | 988 قراءة 

ضربة موجعة في صنعاء.. مقتل قيادات بارزة يهز المشهد السياسي

المرصد برس | 951 قراءة 

السيرة الذاتية لرئيس الحكومة الجديد سالم بن بريك

عدن توداي | 635 قراءة 

عاجل| واشنطن تحتضن أول بعثة رسمية للمجلس الانتقالي الجنوبي

صوت العاصمة | 629 قراءة 

اعترافات أخيرة قبل الإعدام .. شاهد فيديو اللحظات القاتلة وتفاصيل جريمة هزت تعز

المشهد اليمني | 607 قراءة 

المخا: حملة اعتقالات تستهدف ضباط الحرس الجمهوري بأوامر من عمار صالح

موقع الجنوب اليمني | 555 قراءة 

وزير الدفاع الإسرائيلي يخاطب الشرع بعد قصف محيط القصر الرئاسي بدمشق

اليوم برس | 542 قراءة 

ضربات أمريكية خاطفة تطيح بقيادات حوثية بارزة في صنعاء

المرصد برس | 481 قراءة