المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 122 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

المعلم في اليمن بين الحيرة والتعب

قبل 4 دقيقة

في لحظة صدفة، كنت أمشي مُتجهة إلى منزلي من طريق غير معتاد، عندما رأيت أحد المعلمين واقفاً في زاوية الشارع، يعدّ النقود في يده. كانت ملامح وجهه تعكس الحيرة والتعب، وكأن ثقل العالم بأسره يثقل كاهله. اقتربت منه وسألته عن تلك الفلوس، فقابلني بضحكة منهكة، قائلاً: "بعد ثلاثة أشهر نستلم راتب المعلمين"

.

فهمت من حديثه أنه معلم، حيث كانت هيئته الوقورة تدل على مهنته. كان يرتدي ملابس بسيطة، تحمل آثار الزمن، وكأنها تعبر عن صراع يومي من أجل البقاء. قال لي: "هذه النقود لا تكفي لتسديد ديوني، لكني أعتمد على الله". ثم مشى بعيداً، ووضع الفلوس التي لا تساوي تعبه واحتياجه واحتياج أسرته المنتظرة التي تعيش في ظل ظروف قاسية.

إن هذه الصورة تعكس واقعاً مؤلماً للمعلمين في اليمن، حيث جعلت الحرب من راتب المعلم لا يكفي لشراء مقاضي يوم واحد من الطعام، فكيف يمكنه مواجهة الإيجار ومصاريف البيت لشهر كامل؟ جهد المعلم في اليمن لا يقدر بثمن، ففي البلدان المتقدمة، يتقاضى المعلمون رواتب تضاهي أو تزيد عن رواتب رؤساء الدول. بينما في اليمن، راتب المعلم لا يساوي بائع بطاطا.

مع تزايد الأعباء الحياتية، أصبح المعلمون في اليمن يسعون لتأمين لقمة العيش بطرق متعددة، إذ يضطر العديد منهم للعمل في وظائف إضافية، أو حتى التحول إلى حرفيين، من أجل تأمين احتياجات أسرهم. هذا الواقع يعكس أزمة حقيقية في التعليم، حيث يفتقر النظام التعليمي إلى الدعم الكافي، مما يؤدي إلى تدهور مستوى التعليم ويجعل الطلاب عرضة لمستقبل مظلم.

لقد أثر الوضع الاقتصادي سلباً على جميع موظفي الدولة، لكن المعلم يبقى في قلب المعاناة، رغم ما سمعناه من مجلس الوزراء عن زيادة الرواتب، التي لا توازي أصلاً الغلاء المتزايد. الأسعار في الأسواق ترتفع بشكل يومي، بينما الرواتب ثابتة، مما يجعل الحياة أكثر تعقيداً. الحياة والمستقبل مهددان بالتوقف عن التنمية المستدامة، خاصة من خلال التعليم الجيد. لكن، للأسف، كل شيء قد توقف.

إن المعلم هو الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، وعندما يتعرض للإهمال والتهميش، فإن مستقبل الأجيال القادمة يصبح في مهب الريح. التعليم هو السلاح الأهم في مواجهة التحديات، وعندما يتراجع مستوى التعليم، تتراجع كل مظاهر التنمية. يجب على الجميع أن يدركوا أهمية دعم المعلمين وتقدير جهودهم، لأنهم الأمل في تحقيق التنمية والتقدم في أي مجتمع.

لا يمكننا تجاهل أهمية توفير بيئة تعليمية مناسبة للمعلمين، تتضمن تحسين الرواتب وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي. كما يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في التعليم، لا سيما في ظل الظروف الحالية. إن المجتمع بأسره مسؤول عن دعم المعلم، وتقدير دوره الحيوي في بناء مستقبل أفضل.

في النهاية، يبقى الأمل في أن تتغير الظروف، وأن يتمكن المعلمون من استعادة كرامتهم، وأن يتمكنوا من أداء دورهم كمعلمين بفاعلية، مما يسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. تعليم جيد يعني مجتمعاً قوياً، ومعلماً محترماً يعني مستقبلاً مشرقاً.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ترامب ينتقم لعيدروس الزبيدي! .. حادثة تهز العالم

المشهد اليمني | 592 قراءة 

عمدة نيويورك يستفز اليمنيين ويثير غضبهم بهذه العبارة

المشهد اليمني | 544 قراءة 

خطف ناشطة على تيك توك وإعدامها علانية على يد مسلحين

الوطن العدنية | 310 قراءة 

كشوفات بأسماء الموظفين العاملين في القطاع المدني المزدوجة مع القطاع العسكري

عدن تايم | 307 قراءة 

الملك سلمان يدعو جميع المواطنين والمقيمين في السعودية لأمر هام الخميس المقبل

نافذة اليمن | 272 قراءة 

اعلان امريكي بشأن مصير اليمن!

نيوز لاين | 266 قراءة 

اليمن: العليمي يوجه بإعادة انتشار قوات الجيش في الساحل الغربي بعد احتكاكات محدودة

يمن فيوتشر | 257 قراءة 

تعرف على القائد الذي تسلم نقطة درع الوطن في الصبيحة عقب انسحابها منها

كريتر سكاي | 230 قراءة 

هيئة النقل بعدن توقف شركة ”البراق” نهائياً

المشهد اليمني | 207 قراءة 

ضابط في مارب ينتحر بطريقة وحشية بسبب انقطاع رواتبه

نافذة اليمن | 194 قراءة