أثار تصريح الدكتور نزار باهبري، استشاري الأمراض الباطنية والمعدية، حول إمكانية زواج المصابين بفيروس نقص المناعة بمرضى غير مصابين، جدلًا واسعًا وتساؤلات حول الجوانب الشرعية والقانونية والاجتماعية لهذه المسألة.
الجانب العلمي:
أكد الدكتور باهبري أن التقدم العلمي في مجال علاج فيروس نقص المناعة قد حقق إنجازات كبيرة، مما ساهم في تحسين نوعية حياة المصابين وإطالة أعمارهم بشكل كبير. وأوضح أن المصابين الذين يتلقون العلاج بانتظام ويحافظون على مستوى فيروسي غير قابل للكشف، يمكنهم عيش حياة طبيعية والانخراط في المجتمع كأي فرد آخر. كما شدد على أن خطر انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى الجنين يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال الأدوية والعلاجات المتاحة.
الجانب الشرعي والقانوني:
أشار الدكتور باهبري إلى أن الزواج بين المصاب بفيروس نقص المناعة وآخر غير مصاب مسموح به شرعًا وقانونًا، شريطة أن يكون المصاب صريحًا مع شريك حياته حول حالته الصحية وأن يتلقى العلاج اللازم. وأكد أن العديد من الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، لا توجد فيها قوانين تمنع هذا النوع من الزواج.
الجانب الاجتماعي:
وأوضح الدكتور باهبري أن المجتمع بدأ يتقبل فكرة زواج المصابين بفيروس نقص المناعة بشكل أكبر، وذلك بفضل التوعية والتثقيف حول هذا المرض. وأشار إلى أن هناك العديد من القصص الناجحة لأزواج حيث كان أحد الطرفين مصابًا بالفيروس، وعاشوا حياة سعيدة واستقروا.
شهادات طبية:
دعمت الدكتورة بتول علي، استشارية الأمراض المعدية، تصريحات الدكتور باهبري، مؤكدة أنها تشهد العديد من الحالات لزواج أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة بأشخاص أصحاء، وأن هذه الزيجات تسير بشكل طبيعي ولا ينتج عنها أي إصابات جديدة. وأكدت على أهمية الصراحة والشفافية بين الزوجين، وكذلك أهمية تلقي العلاج بانتظام.
التحديات:
رغم هذه التطورات الإيجابية، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه المصابين بفيروس نقص المناعة، ومنها:
الخوف من الوصمة الاجتماعية: يخشى الكثير من المصابين من الرفض والتمييز الاجتماعي.
صعوبة العثور على شريك حياة: قد يواجه المصابون صعوبة في العثور على شريك حياة يقبل بحالتهم.
التكلفة العالية للعلاج: قد تكون تكلفة العلاج الباهظة عائقًا أمام بعض المصابين.
الخلاصة:
إن زواج المصابين بفيروس نقص المناعة هو أمر ممكن وآمن، شريطة اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتلقي العلاج بانتظام. ومع تزايد التوعية والتقدم العلمي، يمكن للمصابين بفيروس نقص المناعة أن يعيشوا حياة طبيعية وسعيدة.
توصيات مهمة:
ضرورة تكثيف حملات التوعية حول فيروس نقص المناعة وكيفية الوقاية منه والعيش معه.
توفير العلاج المجاني أو بأسعار رمزية للمصابين.
توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين وأسرهم.
سن قوانين تحمي حقوق المصابين وتمنع التمييز ضدهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news