على مدار السنوات الماضية، بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا متواصلة لدفع الحوثيين إلى طريق السلام، مستخدمة مختلف الوسائل لتجنيب اليمن ويلات الحرب مجددًا. غير أن الجماعة الحوثية استغلت هذه المبادرات بطريقة تعكس غرورًا مبالغًا، ظنًا منها أنها أصبحت قوة لا يمكن تجاوزها أو مواجهتها.
ووفقا لمحللين سياسيين، ومسؤولين سابقين، فإن الجماعة الحوثية التابعة لإيران، تقف اليوم وحدها أمام مواجهة عواقب سياساتها، وسط مؤشرات متزايدة على اقتراب النهاية.
في جديد تحركات الحوثيين، تسعى الجماعة بقوة وتوسل لإقناع حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء بقبول تشكيل حكومة مشتركة، إضافة إلى فصل السفير أحمد علي عبدالله صالح من الحزب. وهددت بالتعامل مع أعضاء المؤتمر باعتبارهم "خونة" إذا استمروا في ارتباطهم بالسفير السابق أحمد علي، وعضو مجلس القيادة طارق صالح.
وذكر السفير اليمني السابق عبدالوهاب طواف، أن المؤتمر بصنعاء رفض هذه العروض، ويدرك تمامًا أن شراكة الحوثيين لن تختلف عن الشراكة السابقة التي فرضت على بعض أعضائه مثل عبدالعزيز بن حبتور وحسين حازب، والذين أصبحوا أدوات للحوثيين دون أي اعتبار للوطن أو مصالح الشعب.
ورأى السفير أن التقارب الأخير بين القوى السياسية اليمنية، بما في ذلك المؤتمر، الإصلاح، والانتقالي، إضافة إلى القبائل، أثار قلقًا كبيرًا داخل الجماعة الحوثية، مؤكدا أ، هذه الوحدة السياسية تشكل تهديدًا حقيقيًا لطموحات الجماعة، وتعكس بداية تشكيل جبهة موحدة لاستعادة الدولة اليمنية.
ومع تصاعد الضغوط السياسية والدبلوماسية، يبدو أن الحوثيين يواجهون مرحلة جديدة من العزلة الداخلية والخارجية، مع اقتراب اليمن من تغيير كبير يضع حدًا للصراع الممتد منذ سنوات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news