للمرة الأولى، تجري قيادة الجماعة نقاشات جادة للبحث في ترشيح زعيم جديد "قائد احتياطي" للجماعة، بعد مقتل زعيم حزب الله، ذراع إيران في جنوب لبنان، في الحرب الإسرائيلية التي استهدفت الحزب منذ سبتمبر الماضي وخسر فيها أمينه العام حسن نصر الله، أبرز خامنئي عربيا، ثم خليفته المحتمل هاشم صفي الدين، الذي كان مسئولا عن "المجلس التنفيذي" الجهاز التنفيذي والمالي للحزب.
ومنذ نحو عام استنفرت الجماعة الحوثية المصنفة على لوائح الإرهاب لإعادة تعبئة قواتها وقدراتها وبنيتها والعسكرية، وقامت بسلسة إجراءات احترازية وأعادت تنظيم الإجراءات الأمنية وتحديث آليات القيادة والسيطرة والاتصالات، تحسبا لمواجهة ضربات شبيهة بالضربات الموجعة التي تعرض لها حزب الله، وما يواجهه وكلاء إيران في سوريا.
وأعادت الجماعة الانكماش داخل هياكلها التنظيمية المستنسخة من هياكل حزب الله وتم تطويرها وفق توليفة وخصائص تنسجم مع كيانات المحور الإيراني. كما فرضت قيودا أمنية صارمة حول حركة زعيمها وأعادت تموضع كبار قادتها المختبئين في الكهوف وفي ملاذات تحت الأرض.
مصادر دفاعية مطلعة أفادت "ديفانس لاين" عن احتمالات كبيرة لتصاعد الضربات للحوثيين تركز على بنك أهداف تم تنسيقها لأهم قدرات الجماعة وأصولها الاستراتيجية، وقد تطال كبار قادة الجماعة.
كما تشير تصريحات القادة الأمريكيين وتحركاتهم العسكرية إلى خطة أمريكية لتوجيه ضربات أكثر دقة ضد الحوثيين.
إلى جانب ذلك، يتوقع محللون ضربات إسرائيلية جديدة مستقبلية ضد الجماعة.
تطرق التحليل الذي حمل عنوان: كيف يمكن أن يؤثر مقتل عبدالملك الحوثي على الحوثيين وإيران!"، إلى السلطات الواسعة التي يمسك بها زعيم الجماعة.
قبل ذلك نشرت مجلة "الحرب الطويلة" التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة أمريكية تمولها وتديرها إسرائيل، تقريرا عن هيكل القيادة الحوثية بتاريخ 10 أكتوبر، تناولت فيه 25 قياديا في الجماعة.
وفي يوليو الماضي أصدر قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن طالبا من إدارة بايدن استهداف قادة الحوثيين.
وسلمت القيادة المركزية أسماء قادة الحوثيين المسؤولين عن استمرار العمليات في البحر الأحمر، لكن إدارة بايدن كانت ترى في ذلك الوقت أن اغتيال قادة الحوثيين يوسع الحرب في قطاع غزة إلى حرب إقليمية، وهو ما أثار انقساماً في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إذ لم يقتل أي من الجنود الأمريكيين المنتشرين في البحر الأحمر ضد الحوثيين. وفقا لما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
أنصار الحوثي يتجمعون أمام شاشة عرض للاستماع لخطاب زعيم الجماعة
من سيكون خليفة عبدالملك الحوثي؟
كانت مصادر مطلعة أفادت لـ"ديفانس لاين" في وقت سابق أن قيادة الجماعة الحوثية تجري نقاشات داخلية عالية المستوى حول ضرورة اختيار "القائد البديل" للجماعة يمكن تنصيبه في حال تعرض زعيمها لأي استهداف.. مفيدة عن مناقشة "الخيارات المطروحة" مع زعيم الجماعة، باطلاع مندوب المرشد الإيراني علي محمد رضائي، الذي تم تعيينه في أغسطس الماضي "سفيرا" وممثلا لدى الحوثيين.
وتتحكم القيادات المقربة من عبدالملك الحوثي وعائلته، بأهم مفاصل القيادة تنظيميا وعسكريا وأمنيا وإداريا، ويحظى أبناء "الأسر الهاشمية" في صعدة بأفضلية وامتيازات واسعة، على سائر العوائل التي تحمل ألقابا هاشمية في مختلف المناطق. وتحتكر تلك الأسر من صعدة وغيرها زمام الأمور في الجماعة.
يتزعم عبدالملك الحوثي، وهو الابن الأصغر لبدرالدين الحوثي، قيادة الجماعة منذ ورثها عن شقيقه الأكبر حسين بدر الدين، مؤسس الحركة، الذي قتل مطلع سبتمبر 2004، على يد القوات الحكومية، ويحتكر لنفسه صلاحيات وسلطات مطلقة.
يعتمد منهج الجماعة وعقيدتها على حصر الإمامة في السلالة "الهاشمية"، والبيعة والموالاة للإمام "الولي، الفقيه"، وهي حاليا حصرا على عبدالملك وعائلته.
ومع أنه تم تصميم هياكلها التنظيمية والقيادية وفق توليفة شبيهة لتركيبة "حزب الله"، إلا أنه لا يمكن فهم الاليات الداخلية المنظمة لتعيين زعيمها وترفيع القادة في أهم مفاصلها، مع وجود اختلافات في بعض كيانات الحوثية عن تركيبة حزب الله، أهمها مجلس الشورى، وصلاحيات تنصيب القائد.
وإلى جانب الصلاحيات الدينية التي تجعله "السيد، القائد" الأوحد، يتولى عبدالملك مسئولية "المجلس الجهادي" للجماعة، وهو في المسمى والتنظيم استنساخ للمجلس الجهادي لحزب الله، ويعتبر السلطة الفعلية والعسكرية للجماعة، ويتحكم بالمجالس والواجهات الأخرى الواقعة تحت سلطته وإشراف مكتبه..
داخل عائلة الحوثي يحضر اسم محمد بدرالدين، الشقيق الأكبر لعبدالملك والابن الرابع، يرى نفسه الأحق بالقيادة، ويعتبر أنه المرجعية الفكرية والثقافية للجماعة وأنه هو المؤسس الفعلي لـ"الشباب المؤمن". يرجح أنه عضو المجلس الجهادي للجماعة.
عبدالخالق، اسمه الحركي (أبو يونس). يتشارك مع عبدالملك بأنهما أخوة لأب وأم واحدة. وهو مسئولا عن المنطقة العسكرية المركزية ومقرها في صنعاء ويقع تحت قيادته قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والحرس الرئاسي، وعملياتها في صنعاء، العاصمة والمحافظة، وتمتد إلى أطراف مأرب.
ومثل عبدالملك، فعبدالخالق مشمول في قوائم عقوبات مجلس الأمن وعقوبات أمريكية وعقوبات التحالف العربي ويحاكم أمام القضاء العسكري كفار من زجه العدالة.
يحيى الحوثي. غاب مؤخرا بعد أن تم أبعده عبدالملك من منصب وزير التربية والتعليم.
هناك أيضا "حميد، أمير الدين، عبدالسلام، نجم الدين" أخوة عبدالملك، لكنهم غير معروفين.
فيما يتنامى حضور علي حسين، نجل مؤسس الجماعة، متكئا على إرث أبيه. وهو وكيل في وزارة الداخلية ويدير قطاع الأمن والشرطة وأنشأ لنفسه جهازا جديدا أسماه "مخابرات الشرطة".
فيما تتحدث معلومات أن شقيقه محمد حسين مسئول "الاتصالات الجهادية" وبرنامج التشارك الحوثي الإيراني والإشراف على الاتصالات العسكرية.
وعلى الجهة الأخرى يحضر عمهم عبدالكريم. وزير الداخلية للجماعة. كذلك محمد علي الحوثي. عضو المجلس السياسي ومسئول الهيئة العدلية.
وكذلك عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي، مسئول هيئة الأوقاف. أحد القيادات الفكرية.
أبرز قادة الهيكل العسكري والأمني للحوثيين
وبالنظر إلى أبرز القيادات التي تمسك بمفاصل الهيكلية القيادية لجماعة الحوثي يمكن التطرق إلى الأسماء الفاعلة في أهم الكيانات داخل بنية الجماعة وخصوصا الهيكلية العسكرية والأمنية، ويمكن الاستناد على القادة المدرجين على قوائم العقوبات لمجلس الأمن الدولي وقوائم العقوبات الأمريكية والبريطانية، ولوائح المطلوبين للتحالف العربي الداعم للشرعية سابقا وكذلك لوائح الإرهاب السعودية. ومثلها قوائم قيادات الجماعة الذين يجري محاكمتهم أمام القضاء العسكري والمحاكم التابعة للحكومة الشرعية.
كما يمكن الاسترشاد بالتحقيق العميق الذي أعده الصحفي والباحث المتخصص في المجال العسكري وجماعة الحوثيين عدنان الجبرني، نشره موقع "المصدر أونلاين" بتاريخ 14 مارس 2022 بعنوان "الحوثيون من الداخل" تناول التركيبة والهيكلية الحقيقية للجماعة الحوثية ومؤسساتها التنظيمية الداخلية.
يتشكل المجلس العسكري و"الجهادي" من قادة بعضهم لهم قرابة بالحوثي، معظمهم هاشميون ينتمون إلى صعدة تم تعيينهم في أهم مفاصل البنية العسكرية والأمنية، مع أن تركيبة الجماعة قامت على أساس عسكري أمني، وكذلك معظم قادة هياكلها وكياناتها.
-يوسف عبدالله حسين الفيشي. اسمه الحركي "أبو مالك". عضو المجلس الجهادي. ويعد أبرز المنافسين لزعيم الجماعة من خارج عائلة الحوثي.
-عبدالرحيم قاسم الحمران. أحد مؤسسي الجماعة، وله علاقة مصاهرة مع بيت الحوثي. مسئول اللجنة العليا للحشد والتعبئة، ومسئول ملف الجامعات، وهو رئيس جامعة صعدة. يرجح أنه عضو المجلس الجهادي.
-يوسف حسن إسماعيل المداني، اسمه الحركي "أبو حسين". مسئول المنطقة العسكرية الخامسة، وعملياتها في الحديدة وحجة والمحويت وريمة.
-عبداللطيف حمود المهدي النوعة، اسمه الحركي "أبو نصر الشعف". مسئول المنطقة الرابعة، عملياتها في ذمار وتعز وأطراف لحج والضالع.
-جميل يحيى محمد زرعة، اسمه الحركي "أبو بدر". مسئول المنطقة السادسة، عملياتها في الجوف وعمران.
-ناصر أحمد صبحان المحمدي، اسمه الحركي "أبو مرتضى المنبهي". مسئول المنطقة السابعة، عملياتها في البيضاء وإب وجنوب مأرب.
-هادي زريب دغيش، اسمه الحركي "أبو عصام". مسؤول المنطقة الثالثة، عملياتها في مأرب.
-أحسن الحمزي. مسئول في القوى النوعية، الصواريخ والطائرات المسيرة والتقنيات الاستراتيجية.
-قاسم قاسم أحسن الحمران "أبو كوثر". مسئول كتائب الدعم والاسناد ومسئول "برنامج الصمود الوطني" وعضو لجنة التحشيد والتعبئة.
-بندر معوض العمري، مسئول قوات حرس الحدود، المسئولة عن جبهات الحدود مع السعودية في صعدة وحجة.
-محمد عبدالكريم الغماري، اسمه الحركي "هاشم". رئيس هيئة الأركان للجماعة والمسؤول التنفيذي بالمجلس العسكري الجهادي.
-عبدالحفيظ علي الهلالي. مسئول ألوية الصواريخ.
وفي الهرم العسكري يحضر:
-محمد ناصر العاطفي. وزير الدفاع للجماعة.
-محمد فضل عبد النبي حسين. مسئول القوات البحرية.
-منصور أحمد السعادي، اسمه الحركي "أبو سجاد". رئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي.
-محمد علي القادري، مسئول قوات الدفاع الساحلي.
-محمد أحمد الطالبي. مسئول مشتريات الأسلحة.
-عبدالله يحيى الحاكم، اسمه الحركي "أبو علي الحاكم". مسئول الاستخبارات العسكرية.
- صالح مسفر الشاعر. مسئول الاسناد اللوجستي العسكري والمسئول عن مصادرة ممتلكات معارض الجماعة "الحارس القضائي".
-عقيل أحمد محمد الشامي، مسئول تشكيل "ألوية النصر" المنتشرة في محافظة حجة الحدودية مع السعودية.
وهناك أسماء قيادات تنفيذية معنية بشكل مباشر تطوير القوة الصاروخية ومنظومة الطيران المسير، بينها: أحمد محمد الجوهري.. زكريا عبدالله حجر.. عبدالعزيز المرتضى.
وفي هياكل الجماعة يحضر:
-مهدي صالح المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة.
-أحسن عبدالله أحسن الحمران. مسئول جهاز الأمن الوقائي، الجهاز الأمني للجماعة. له علاقة مصاهرة مع عائلة الحوثي.
-عبدالسلام صلاح فليته، اسمه الحركي "محمد عبدالسلام". المعاون السياسي لزعيم الجماعة. مسئول شبكة "المسيرة" الإعلامية. المتحدث باسم الجماعة، ورئيس وفدها التفاوضي.
-سفر حسن مفرح الصوفي، اسمه الحركي "أبو يوسف". مدير مكتب زعيم الجماعة.
-عبدالرب صالح جرفان، اسمه الحركي "أبو طه"، نائب مدير مكتب زعيم الجماعة. عين سابقا رئيسا لجهاز الأمن القومي.
-أحمد محمد يحيى حامد، اسمه الحركي "أبو محفوظ". مسئول هيئة العمل الحكومي. مدير مكتب الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي.
-عبدالحكيم هاشم الخيواني، اسمه الحركي "أبو الكرار". مسئول جهاز الأمن والمخابرات، وأحد قادة الجهاز الأمني الخاص للجماعة.
-عبدالقادر أحمد الشامي. مسئول في جهاز الأمن والمخابرات.
-مطلق علي عامر المراني. مسئول في جهاز الأمن والمخابرات.
-حسن أحمد حسن الكحلاني. مسئول في الأمن والمخابرات ومنسق نقل المساعدات العسكرية الإيرانية للجماعة.
-سعيد الجمل. مسئول شبكة التهريب وتنسيق التدفقات المالية من إيران
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news