المستديرة وتحديدا في عدن تحافظ دائما على دورانها حتى في ظل الظروف الصعبة والأوضاع المعيشية المتردية والخدمات المتدهورة والاقتصاد المنهار، والعملة التي سقطت إلى الحضيض والأسعار التي ارتفعت بشكل يفوق الجنون، نجد ان المستديرة العدنية الشهيرة "كرة القدم" المعشوقة تدور ومع كل دورة من دورانها تنشر المتعة التي تجعل الشباب وكل عشاقها ينسون معاناتهم وآلامهم وافكارهم المشتتة بين كل منغصات الحياة التي هبت دفعة واحدة ورمت بظلالها القاتمة على حياة الناس، هاهي المستديرة تعود إلى ملعب الحبيشي من بوابة كأس السوبر العدني المباراة التي ستنطلق يوم غدا الخميس بين قطبي الكرة العدنية التلال و وحدة عدن، وهنا في مدرجات الملعب العريق ستتوافد الجماهير كعادتها لتعلن لكل اعداء الحياة الذين يريدون لنا ان نبقى في ظلام دامس وجفاف في انابيب المياه، ستعلن ان عدن وشبابها ونساءها وحتى أطفالها واشبالها يخرجون إلى الحياة من تحت ركام المعاناة يرسمون البهجة في كل الارجاء ويدخلوها إلى كل بيت، ابتسامات عريضة بعيدة عن البؤس والشقاء الذي أرادت القوى الظلامية ان تزرعه فينا.
كأس السوبر العدني
الحديث كان يدور خلال الأيام القليلة الماضية بين أوساط الجماهير الرياضية حول كأس السوبر العدني البطولة الجديدة التي جاءت في إطار تلبية حاجة الرياضيين ولاعبي كرة القدم في الأندية العدنية لخوض منافسات تجعلهم على تواصل وثيق مع معشوقتهم، وكدا لإبقاء كل الجماهير يستمتعون بفعاليات رياضية تخرجهم من الأوضاع المتردية التي تمر بها العاصمة عدن، فذهبت قيادات الرياضة إلى تنظيم هذه البطولة التي تقام لأول مرة وفي نسختها الأولى لتصبح تقليد يستمر كل عام وتحديدا مع الاحتفالات بالمناسبات الوطنية أكتوبر ونوفمبر، حيث قام اتحاد كرة القدم بالعاصمة عدن بالإعلان عن موعد هذه المباراة، وقد أشعر كل من إدارة نادي التلال الرياضي باعتباره بطل كأس عدن2 وكدا إشعار إدارة نادي وحدة عدن كونه بطل دوري عدن الممتاز بنسخته الثانية، وبمجرد ان صدر هذا القرار حتى تداولته وسائل الإعلام العدنية باهتمام كبير وتلقته الجماهير الرياضية واللاعبين بارتياح بالغ، واعتبرت ان إقامة هذه المباراة يوم 5 ديسمبر على ملعب الحبيشي ستكون بمثابة عرس كروي عدني خالص.
توقعات المراقبين
لابد من الإشارة ان لقاء قطبي الكرة العدنية في كل مناسبة وفي كل مسابقة يكون له طابع خاص يتجلى بذلك الحضور الجماهيري الذي يفوق كل التوقعات والذي يزيد في كل مرة ويكون في تصعيد وهذا ما يتوقعه كثير من المراقبين الرياضيين والمتابعين لمثل هذه اللقاءات التي تجعل عدن بأكلمها تعيش عرس كروي حقيقي، ليس على مستوى الملعب الذي تقام فيه المباراة بل وتصل صداها إلى كل الشوارع والحواري والبيوت في هذه المدينة التي بتنفس شبابها كرة القدم منذ نعومة اظافرهم، لذلك فإن استطلاع كثير من الآراء خلال الأيام القليلة الماضية أكد ان الحضور الجماهيري يوم غدا الخميس سيكون غير مسبوق البثه.
استعدادت الفريقين
بدأ الفريقان الوحدة والتلال الاستعداد لهذه المباراة بشكل مبكر، وخاضا مباريات ودية للوقوف على جاهزيتهما والظهور في الملعب بمستواهما المعهود وسعي كل منهما للفوز والتتويج بهذه النسخة الأولى من السوبر العدني، ورغم بعض الغيابات لأبرز اللاعبين في الفريقين إلا أنهما يؤكدان جاهزيتهما وتقديم كل ما لديهم، العميد التلالي سيكون سيضع نصب عينيه الفوز بعد تحقيقه لكأس عدن في سبتمبر الماضي، أما بيارق الهاشمي فستدخل وهي متحفزة للظفر بالكأس خاصة بعد إقصاءها مؤخرا من كأس عدن بقرار من الاتحاد، لكنها في كل الأحوال ستدخل هذه المباراة كونها بطلة دوري عدن الممتاز بنسخته الثانية، وستستعى بيارق الهاشمي لتجاوز خيبة آمال جماهيرها في أزمة الكأس.
وتبقى الآمال معقودة على الفريقين العريقين في تقديم مباراة ترقى إلى مستوى الكرة العدنية كما عودونا دائما، وتشهد فيها الجماهير منافسة تسودها الروح الرياضية، ويجد فيها المتابعين مواجهة الكبيرين اللذان وضعا الكرة العدنية في حالة من التوهج حتى في أحلك الظروف الاقتصادية والخدمية والاجتماعية التي تعيشها عدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news