شجرة المقالح

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 114 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شجرة المقالح

يذكرني أستاذي الدكتور عبدالعزيز المقالح بشجرة عظيمة في مدخل قريتنا اسمها الثآبة. وكانت الثآبة بسقفها الأخضر دائم الإخضرار تظلل الناس والدواب والبهائم وتقوم بعدة وظائف، فهي مدرسة  يدرس الأطفال تحتها وهي سوق يجلس الباعة في ظلها يبيعون منتوجاتهم وماحملته حميرهم من قراهم البعيدة. وهي كذلك محطة للمسافرين المتعبين يتوقفون عندها ويستريحون في ظلها وكان المظلومون والخائفون من الحكومة يجيئون إليها بحثًا عن العدل والأمان ومثلهم يأتي الشعراء والمغنون فيشعرون ويغنون، وإليها يأتي مجاذيب ابن علوان ويجذبون وكانت كل حياة القرية تتمحور حولها وعندها يجتمع الأهالي ويتحدثون عن مشاكل وهموم قريتهم وعن مشاكل وهموم اليمن والعالم أجمع.

وكانت الثآبة لما لها من قيمة ومعنى تعني لأهل القرية الكثير حتى لقد غدت أكبر من كونها شجرة وأكثر قداسة من كل أولياء القرية ونحن نظلم المقالح حين نتحدث عنه كشاعر أو كناقد أو كمفكر ..أو حتى كمناضل سبتمبري.

وفي بلد مثل اليمن سهل أن تكون شاعرًا كبيرًا أو مبدعًا عظيمًا أو أديبًا معروفًا ومشهورًا. وأسهل منه أن تكون مناضلًا في بلد المليون مناضل لكن من الصعب أن تكون إنسانًا وكان المقالح إنسان.

وفي زمن التعددية الحزبية حيث غدا كل حزب هو اليمن وهو الوطن وحيث راح اليمنيون يتباهون بهوياتهم الحزبية: أنا مؤتمري.. أنا اشتراكي.. أنا اصلاحي.. أنا ناصري.. أنا بعثي.. أنا.. أنا .. صار من الصعب في هذا الزمن الحزبي اللعين أن تكون يمنيًا وأن تخلص لليمن وليس للحزب لكن المقالح ظل يمنيًا محبًا ومخلصًا لليمن إلى أن مات.

ومثل شجرة الإثأب في مدخل قريتنا التي كانت تنشر ظلها على أهل القرية  وعلى المسافرين وعابري السبيل، كان المقالح الإنسان ينشر ظله على اليمنيين وغير اليمنيين وكان وهو الخائف يمتلك ما اسميتها ب “شجاعة الخوف ” وبالرغم من خوفه من السلطة ومن  التكفيريين قبل الوحدة كان يحتضن اليساريين المغضوب عليهم ويفتح لهم ابواب مركز الدراسات ويحتضن كل أولئك الاكاديميين العرب  الخائفين والهاربين من انظمتهم الدكتاتورية ويفتح لهم أبواب جامعة صنعاء وأبواب الرزق.

وفوق هذا يستضيف كل أولئك الشعراء والأدباء والمفكرين من كل بقاع المعمورة وكان الجسر الذي يصل اليمن بالعالم.

لكن الفرق بينه وبين شجرة الإثأب في مدخل قريتنا هو أن التكفيريين كفروها وبعد أن كفروها ضمرت وتساقطت أوراقها ومن بعد قطعوها فيما شجرة المقالح كانت تزهر بعد كل حملة تكفير. وفي قريتنا اليوم لم يعد هناك من يتذكر الثآبة لكن المقالح الشجرة أصبح بعد موته غابة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أوامر ملكية تغير حياة حاملي الجنسية اليمنية في السعودية عام 2025

نيوز لاين | 854 قراءة 

ضربة موجعة .. إصابة مفتي الحوثيين ” شرف الدين ” في غارة أمريكية

المشهد اليمني | 786 قراءة 

القبض على حارسي حديقة شرقي اليمن بعد الاشتباه في سلوكهما.. والعثور على مفاجأة بحوزتهما

المشهد اليمني | 619 قراءة 

السفير الامريكي يكشف عن تسوية شاملة في اليمن

كريتر سكاي | 614 قراءة 

مستشار رئيس الجمهورية اليمنية عبدالملك المخلافي يكشف بصدق ووضوح وصراحه مادار في اجتماع هيئة التشاور والمصالحة مع الرئيس العليمي تفاصيل

المشهد الدولي | 610 قراءة 

هل دقت ساعة الحرب في اليمن على جماعة الحوثي ؟

عناوين بوست | 519 قراءة 

فاتحًا أبواب جهنم على الحوثيين .. ترامب: أصدرنا توجيهات بالقبض على الإرهابي عبد الملك الحوثي

المنتصف نت | 419 قراءة 

“مقاتلو الحوثي يكشف لحظة إطلاق الصاروخ وسقوطه على سوق في صنعاء: “فيديو

المرصد برس | 389 قراءة 

“المقدشي يفاجئ الجميع.. موعد بدء الهجوم البري ضد الحوثيين”

المرصد برس | 377 قراءة 

قيادي حو ثي في صنعاء يستغل نفوذه ويبتز فتاة من حضرموت(صورة)

كريتر سكاي | 308 قراءة