يتاجر بالبشر والدعارة والمخدرات والسلاح ونفط ايران .. محمد عبدالسلام فليته .. رجل ايران والموساد لإدارة تجارة الممنوعات
تشكل عصابة الحوثي الايرانية "النقطة السوداء" والأكثر سوءًا في تاريخ اليمن المعاصر، لما تمارسه عناصرها الارهابية من أعمال منافية للأخلاق ومخلة بالآداب ومخالفة للقوانين المحلية والدولية، وعلى راسهم المدعو محمد عبدالسلام فليته – الناطق الرسمي باسم العصابة ورئيس وفدها المفاوض، الذي يدير شبكات منظمة تعمل في مجالات غسيل الأموال وتجارة البشر والدعارة والمخدرات وتهريب السلاح، وصولًا الى المتاجرة بالتراب والاستحواذ على مصادر أرزاق اليمنيين
.
المتاجرة باليمنيين
وخلال الفترة القليلة الماضية تناولت تقارير استخباراتية غربية، تورط قيادات حوثية بارزة على راسهم محمد عبدالسلام فليته، في المتاجرة باليمنيين من خلال التغرير بهم واستغلال أوضاعهم المعيشية الصعبة لأرسالهم للمشاركة في الحرب الاوكرانية.
وحسب التقارير، فإن شركة تتبع القيادي الحوثي فليته، هي من تدير عمليات التغرير باليمنيين وإرسالهم إلى روسيا؛ وهي نفس الشركة التي تدير عمليات تهريب الاسلحة من ايران والصين وروسيا لصالح عصابة الحوثي بمشاركة واشراف مباشر من قيادات في النظام الايراني او الحرس الثوري التابع للمرشد علي خامنئي.
وافادت التقارير، بأن فليته، يدير شركة المتاجرة باليمنيين الى روسيا عبر وكيل أعمال يتبعه مباشرة يدعى " عبدالولي عبده حسن الجابري"، وهو عضو برلماني وضابط عسكري سابق في اللواء 115، يقيم حاليا في سلطنة عمان، وهو الذي يشرف بشكل مباشر على عمليات التغرير بالشباب اليمنيين وتوريطهم في الذهاب الى روسيا للقتال تحت مغريات كبيرة، قبل ان يكتشفوا انها مغريات غير حقيقة عند وصولهم الى معسكرات تجنيد في روسيا.
وأكدت التقارير قيام فليته بإدارة تلك الاعمال المرتبطة بشكل مباشر بعمليات التغرير والتجنيد وارسال الشباب اليمنيين الى روسيا، مقابل حصوله على امتيازات من قيادات عسكرية روسية بعيدة عن الحكومة في موسكو، وهو يتقن ذلك النوع من العلاقات المخالفة للقوانين والبرتوكولات الدبلوماسية بين الدول، خاصة وانه يشرف على شبكة عصابات دولية تقوم بعمليات مخالفة بينها غسيل اموال وتجارة مخدرات وتهريب اسلحة وتنظيم عمليات دعارة.
عمليات تهريب غامضة
وفي هذا الاطار أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، ان شركة حوثية يديرها عبدالسلام فليته، تدير عمليات "عملية تهريب غامضة" ليمنيين للقتال مع روسيا ضد اوكرانيا، مقابل وعود بالحصول على وظائف ذات رواتب عالية وفرصة للحصول على الجنسية الروسية. ولكن عند وصولهم إلى روسيا، تم إجبارهم على القتال مع الجيش الروسي وتم إرسالهم فوراً إلى جبهة القتال في أوكرانيا، دون تقديم أي مقابل سوى الاكل والتعذيب في حال الرفض.
وأوضحت الصحيفة أن عملية التجنيد في اليمن كان يجري تنظيمها من قبل شركة أسسها قيادي حوثي بارز يدعى عبدالسلام فليته، وهو الناطق باسم عصابة الحوثي الايرانية ورئيس وفدها المفاوض المقيم في سلطنة عمان، ويدير اعماله المشبوهة من هناك، حيث بدأت ظاهرة تجنيد اليمنيين منذ يوليو الماضي.
وتساءل العديد من اليمنيين أي مغريات ووعود اطلقها فليته لليمنيين المغرر بهم، ومن يقف وراء تلك العمليات داخل البلاد المنكوب بعصابة ايران المتمردة والمصنفة ارهابية في دول عدة والتي باتت تهدد التجارة العالمية بالأسلحة الايرانية في البحر الأحمر وخليج عدن ومحيط تلك المناطق منذ العام الماضي.
شهادات على الجريمة
ونقلت الصحيفة البريطانية، شهادات على جريمة فليته، من قبل يمنيين تم نقلهم إلى أوكرانيا من خلال عمليات تهريب سرية كالمتاجرة بالبشر، أكدوا فيها ان شركة مرتبطة بعصابة الحوثي يديرها محمد عبدالسلام فليته، خدعتهم بالتوظيف في روسيا، إذ تبين بعد وصولهم هناك، أنه تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وراجعت الصحيفة عقود توظيف ووجدت أنها تعود إلى شركة أسسها المدعو عبد الولي عبده حسن الجابري، وكيل اعمال القيادي الحوثي فليته، وان الشركة مسجلة في صلالة بسلطنة عمان على أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية.
وقال المغرر به ويدعى "نبيل"، إنه تلقى وعدًا بالحصول على عمل مربح في مجالات مثل "الأمن" و"الهندسة" على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته، لكن بعد بضعة أسابيع من وصوله، وجد نفسه في ساحات القتال.
وحسب مقطع فيديو مسجل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الشباب المغرر بهم الى ساحة الموت في روسيا، يقول احدهم: "نحن تحت القصف، ألغام وطائرات بدون طيار وحفر مخابئ"، مضيفًا أن زميلا له حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى.
ويتابع الشباب المغرر بهم في الفيديو قولهم، إنهم كانوا يحملون ألواحا خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ. وأضافوا: "لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية".
وعود فليته الكاذبة
وحول الوعود التي تلقوها من قبل شركة فليته، يقول احد المغرر بهم ويدعى "عبد الله" إنه وعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار، وألفي دولار شهريًا، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات من دون طيار.
وأوضح أنه وآخرين نقلوا قسرا من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو، وهناك وضع رجل يتحدث بعض اللغة العربية مسدسًا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان مكتوبا باللغة الروسية. وقال: "وقعت عليه لأنني كنت خائفا".
ثم وضعوا في حافلات ذهبت بهم إلى أوكرانيا، وتلقوا هناك تدريبًا عسكريًا أوليا وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية.
شبكة فليته لتهريب الأسلحة
وفي تجارة موت ثانية يعمل فيها المدعو عبدالسلام فليته، بشكل كبير مع قيادات في الحرس الثوري الايراني ومن حزب الله اللبناني، المتمثلة في تجارة تهريب الاسلحة والالغام المتعددة الاستخدام من ايران ودول مرتبطة بالنظام الايراني الى اليمن ودول في شرق افريقيا.
وفي هذا الاطار حذّر تقرير أعدّه خبراء في الأمم المتحدة من أن عصابة الحوثي تعمل بشكل كبير وغير مسبوق في عمليات تهريب الاسلحة ونقلها عبر شبكة تهريب تديرها قيادات حوثية بالتعاون مع عناصر ايرانية.
وحسب تقرير الخبراء المكلفين من قبل مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن اعداد تقارير حول اليمن، فإنه منذ بداية الحرب في اليمن يعمل الحوثيون تحت اشراف القيادي في صفوف الجماعة محمد عبدالسلام الناطق الرسمي ورئيس وفدها المفاوض، والذين يسيطرون على أجزاء من اليمن بقوة السلاح وبدعم ايراني، يعملون على "استغلال الوضع الإقليمي وتعزيز تعاونهم مع محور ايران المنتشر في العراق وسوريا ولبنان وغزة، والصومال، في عمليات تهريب الاسلحة ونقلها والتجارة بها عبر البحار.
وأشار التقرير – الذي يغطّي الفترة من سبتمبر/أيلول 2023 حتى نهاية يوليو/تموز 2024- إلى ان عصابة الحوثي تحولت بفضل تلك التجارة التي يديرها فليته بشكل رئيس مع مجموعة من القيادات المحلية في اليمن، وأخرين من ايران وحزب الله والصومال، على نطاق واسع متجاوزين الحدود الجغرافية اليمنية الى القرن الافريقي ودول اخرى.
وكانت تقارير استخباراتية اكدت وجود تواطؤ من قبل مخابرات دولية بينها جهاز المخابرات الامريكية السي آي ايه، والموساد الاسرائيلي وجهاز المخابرات البريطانية، مع محمد عبدالسلام فليته، على تمرير تجارته ومشاريعه الخارجة عن القانون في سبيل الحصول على حصة من النفط والغاز الايراني لتعويض أزمة الغاز التي تعيشها أوروبا جراء توقف النفط والغاز الروسي عنها نتيجة الحرب في اوكرانيا.
دعم وعلاقة مشبوهة
وحسب تقارير استخباراتية، يرتبط فليته مباشرة بالمخابرات البريطانية باعتباره احد عملائها في اليمن والمنطقة، فضلا عن تواصله مع اجهزة استخبارات مثل جهاز الاستخبارات الامريكي "السي آي إيه"، والموساد الاسرائيلي في سبيل تسهيل تجارته في النفط والغاز الايراني حيث يحظى بدعم من النظام الايراني وبشكل مباشر بالمرشد علي خامنئي.
وحسب التقارير، فإن فليتيه يعد الرجل الاول لإيران في اليمن والمنطقة، الذي يدير لها شبكة من عمليات تهريب النفط والغاز الايراني المفروض عليه عقوبات من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة، حيث يعمل مع عملاء من اسرائيل والولايات المتحدة ودول اوروبية على تهريب شحنات ضخمة من النفط والغاز الايراني الى اوروبا والولايات المتحدة لتعويض الناقص من توقف النفط والغاز الروسي.
وفي النظر الى عمليات غسيل الاموال وتهريب المخدرات والاسلحة الايرانية التي تمارسها شركات مملوكة او لديها شراكة ومساهمة من ناطق الحوثيين فليته، فإن تلك الجهات الاستخباراتية تعمل على تسهيل تلك التجارة الممنوعة دوليا والتي يعاقب عليها القانون الدولي والقوانين المحلية.
واكدت التقارير وجود مراكز عمليات مشتركة بين شركات فليته وجماعات ايرانية متواجدة في العراق وسورية ولبنان، فضلا عن مشاركة عناصر من فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الايراني المصنفة ارهابية، في ادارة تلك العمليات المتعلقة بتهريب النفط والغاز والاسلحة والمخدرات والممنوعات المختلفة عبر البحار والحدود المشتركة مع تلك الدول وصولا الى تزويد دول خليجية والسوق المحلية في اليمن بها لتدمير الشباب في تلك الدول التي تشكل تهديدا لاسرائيل عبر التاريخ.
فليته وعمليات غسيل الاموال
فليته الذي يعد الرجل الاقوى في صفوف عصابة الحوثي الايرانية في اليمن، والممول الرئيسي لعدد من انشطة ايران في اليمن والمنطقة من خلال ادارته لعدد من الشركات المشبوهة التي تستغل في جميع الاعمال المخالفة للقوانين الدولية والمحلية، حيث يعد اقوى من زعيم العصابة الحوثية عبدالملك الحوثي وأكثرها نفوذا خاصة لدى النظام الايراني.
وحسب تقارير استخباراتية نشرت مؤخرا في وسائل اعلام محلية وعربية ودولية، تم خلالها تعقب جرائم فليته المنظّمة في عمليات غسيل الأموال في اليمن ودول اخرى، تم فيها الكشف عن شبكة مالية سرية تعمل على تبييض الأموال وغسلها، للتحكم كليا بالاقتصاد اليمني والاموال الايرانية للتهرب من العقوبات الدولية.
وتتألف هذه الشبكة التي يديرها ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات، من عشرة قياديين يديرون عملياتها ابرزهم محمد فليته، وزعيم العصابة عبدالملك الحوثي، والحاكم الايراني في مناطق الحوثيين علي رمضاني، والتي تنشط في قطاعات حيوية متعددة، منها العقارات، والأدوية، والمستلزمات الزراعية، والسجائر، والمواد الغذائية، وحتى النقل البحري والبري، بالإضافة إلى الصرافة والمؤسسات المالية.
ونشرت تلك التقارير اسماء من يتولون ادارة تلك الشبكة التابعة لفليته وزعيم العصابة عبدالملك الحوثي والمرتبطة بالنظام الايراني في طهران ومنهم القيادي محمد عباس قاسم عامر (أبو خليل)، وحسن الكحلاني (أبو شهيد)، ومحمد أحمد الطالبي (أبو جعفر الطالبي)، وخالد محمد خليل، وعبد الله المتميّز (أبو قاسم)، وعبدالله حسين الحوثي، عبد الملك محمد صالح عاطف، عبد الله النعمي، وأحمد عبدالكريم العنسي، زيد علي يحيى حسن الشرفي، ولكل شخصية منهم مهام موكلة يؤديه تحت اشراف محمد عبدالسلام فليته.
المتاجرة بالبشر والدعارة
كما يدير عبدالسلام فليته، شبكة تشرف عليها عدد من شركاته الوهمية والغير مسجلة في معظمها، عمليات الاتجار بالبشر من خلال عمليات تهريب افارقة عبر ضفتي البحر الأحمر، فضلا عن عمليات نقل فتيات من اليمن الى دول اخرى للعمل في مجال الدعارة، واخرى تعمل في الداخل اليمني تحت إدارة فتيات من حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي.
وخلال الفترة الاخيرة تحدثت معلومات عدة، عن شبكات تدير عمليات اتجار بالاعضاء البشرية من قبل الحوثيين عبر جهات مرتبطة بمحمد عبدالسلام فليته شخصيا، حيث يتم المتاجرة بأعضاء عناصرها الذين يصابون في جبهات القتال لديها او بالاطفال الذين يتم اختطافهم من مدن يمنية واقعة تحت سيطرة العصابة الاجرامية المدعومة من النظام الايراني.
كما تحدثت المعلومات عن الدعارة التي تشكل مصدر دخل جديد للعصابة والتي يديرها اشخاص وفتيات في اطار شبكة تتبع احدى شركات عبدالسلام فليته متواجدة في صنعاء ولديها فروع في حضرموت وعدن واب وتعز وريمة.
ووفقا للتقارير والمعلومات فإن فتيات من حزب الله والعراق يديرون تلك الشبكة في اليمن ودول في المنطقة، حيث يتم التغرير بالرجال لممارسة الرذيلة مقابل المال فضلا عن الترويج للمخدرات، الى جانب اصطياد المعارضين للجماعة عبر الدعارة المنظمة، مستغلين الاصوات الناعمة لتلك الفتيات القادمات من الشام والعراق.
وفيما يخص المتاجرة بالبشر عبر تهريب الافارقة حيث تتم عمليات تهريب للنازحين الأفارقة من وإلى اليمن ودول الخليج المجاورة مقابل فرض مبالغ مالية عليهم تسلّم لقيادات حوثية أمنية تعمل في اطار شبكة ترتبط بشركة خاصة ومملكة لمحمد عبدالسلام فليته حيث تصل تكلفة تهريب الفرد ما بين 200- 500 دولار.
فليته وتجارة الأعضاء
وفي هذا الاطار، ذكرت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر (مقرها في فيينا) أن قيادات نافذة في عصابة الحوثي في صنعاء متورطة في "سرقة أعضاء بشرية من جرحى الحوثيين في اليمن"، وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان صادر عنها إنها تابعت "بقلق بالغ الممارسات غير الإنسانية والانتهاكات الجسيمة التي تطال الأبرياء في صنعاء، وعدد من مناطق سلطات الأمر الواقع"، في إشارة إلى سلطة الحوثيين في صنعاء.
وأشار التقرير الى تورط فليته القيادي البارز والمقرب من زعيم الحوثيين في تلك التجارة الجريمة بحق البشر خاصة المقاتلين في صفوف العصابة التي رفضت التجاوب مع المناشدات للتحقيق في الجرائم المرتكبة، والتي تصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.
وقال البيان إن "المنظمة تلقت معلومات خطيرة وصادمة عن قيام جماعات منظمة في سلطات الأمر الواقع التابعة لجماعة الحوثيين بعمليات سرقة أعضاء بشرية وأنسجة من جرحى الجماعة".
وأكدت المنظمة أنها وثّقت عدداً من الحالات التي تعرضت لهذه الجرائم، وتتحفظ عن ذكرها، كما ذكر البيان أن لدى المنظمة أسماء لقيادات حوثية نافذة قدمت الدعم والحماية لعمليات "صادمة" تمت فيها سرقة أعضاء وأنسجة بشرية من جرحى الحوثيين في الحرب، مشيرة إلى أن هذه القيادات ضالعة في تشكيل عصابات للمتاجرة بالأعضاء البشرية.
شركات فليته للصرافة
ومن خلال تتبع حركة ونشاط شركات فليته المتعددة والتي منها في مجال الصرافة والاعمال المالية التي تدير عمليات غسيل الاموال وتمويل عمليات تهريب الاسلحة والدعارة والمخدرات وغيرها من الاعمال القذرة.
ومن تلك الشركات هناك شركات تحت اسماء تجارية تعمل في هذا النشاط الغير اخلاقي والمنافي للقيم الانسانية والتعاليم الدينية، ترتبط تلك الشركات "الصرافة والتجارية"، بشكل مباشر بجهاز سري يدير العمليات المالية لمجموعة شركات محمد عبدالسلام فليته والذي لديه مقرات ادارية مركزية في صنعاء ومسقط وطهران وبغداد ولندن ودبي وميتشجن في الولايات المتحدة الامريكية.
ومن تلك الشركات البارزة العاملة في هذا المجال، شركة الروضة للصرافة وشركة "فيو أويل" المالية، وشركة ابو حيان لتجارة الادوية التي سرقت العلامة التجارة لمجموعة صيدليات "ابن حيان"، وقامت بتغيير الاسم فقط الى "أبو حيان"، كما يتملك فليته مجموعة شركات استيراد وتصدير مختلفة، تعمل في مجالات المشتقات النفطية، وقطع الغيار، والمبيدات الزراعية، وحتى تجارة الخرسانة والتراب كما هو الحال مع كسارات همدان واب.
شريك اسرائيل وطهران
ويعد عبدالسلام صلاح فليته، الشهير بمحمد عبدالسلام ناطق الحوثيين، ورئيس وفدها المفاوض المقيم في سلطنة عمان، أحد ابرز العناصر المرتبطة بالنظام الايراني، يمتلك وفقا للمعلومات نحو 1250 شركة ومؤسسة تجارية وخدمية ضمنها 250 شركة تعتمد عليها عصابة الحوثي في السيطرة على جميع الانشطة والاعمال التجارية والمالية في السوق المحلية، واخرى ترتب بعمليات غسيل اموال وتهريب مخدرات واسلحة والمتاجرة بالبشر والدعارة.
وهنا تؤكد المعلومات والبيانات السرية لعمليات مالية الحوثيين، بإن فليته يدير شركات تعمل في التنقيب عن الذهب في جبال حجة وذمار، مرتبطة بالنظام الايراني وشركات امريكية وايطاليا وبريطانية، واخرى تعمل في التنقيب عن الكنوز والاثار يتشارك فيها مع جهات اسرائيلية تدعي أحقيتها في تلك الاثار باعتبارها اثار يهودية حسب زعمها.
وتعمل تلك الشركات في مهام مختلفة وتحظى بدعم ورعاية وحماية من اجهزة الاستخبارات في عدة دول مقبل حصول تلك الدول على عوائد مالية وخدمات لتمرير مصالحهم في المنطقة، وكذا مرور سفنها التجارة في البحر الأحمر وخليج عدن التي تعمل ايران على تهديدها بالقصف والاستهداف بالتنسيق مع جهات غربية اخرى.
وكانت بداية عبد السلام في عصابة تهريب المخدرات التي ظهرت في صعدة قبل تكوين عصابة الحوثي الايرانية الحالية، والتي كان يمارسها في اطار عمله في تجارة السجاد الإيراني، ورغم سجنه باعتباره عضوا في عصابة متمردة في بداية حروب صعدة، وتم الافراج عنه بوساطة قبلية واتفاق بعدم الاشتراك مرة اخرى في عمليات تمرد، بات اليوم، يسيطر على معظم القطاعات الاقتصادية في اليمن والمنطقة بدعم مباشر من اجهزة استخبارات مختلفة ابرزها الموساد الاسرائيلي والسي أي ايه الامريكي.
علاقة حماية
ولارتباط فليته بتلك الاجهزة الاستخباراتية، وفرت له حماية من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول غربية، خاصة بريطانيا، والتي لم تطاله او شركاته المتعددة والمتنوعة.
فقد فرضت الولايات المتحدة وشركاؤها عقوبات على أفراد وشركات رئيسية متورطة في تجارة المخدرات وتهريب الاسلحة تمويل الانشطة الحوثية والايرانية في المنطقة خلال الفترة الماضية، الا ان فليته وشركاته المرتبطة بايران واسرائيل ودول اخرى، لم تطالها تلك العقوبات.
كما تم السماح للحوثيين وعبر فليته نفسه اقامة شراكة وعلاقة مع المنظمات والجماعات الارهابية في الصومال كالشباب المؤمن، وفي الداخل اليمني والعراق وسورية مع تنظيمي القاعدة وداعش، لتنفيذ عمليات نقل للاسلحة والبشر وتنفيذ عمليات تدريب لتنفيذ مهام ارهابية لتغطية نشاط تلك الشركات التي تدير اموال واسلحة ومخدرات ونفط وغاز ايران في المنطقة والعالم.
أخيرًا.. المتاجرة بالجبال
ولا ننسى ان نتوقف مع احد التقارير التي تكشف مدى استحواذ فليته على جميع الانشطة والاعمال التجارية والمالية في مناطق سيطرتها في اليمن، بعد ان سيطر على محطات شركة النفط والغاز الرسمية واقامة اكثر من 340 محطة تعبئة للبترول، واكثر من ذلك فيما يتعلق بالغاز المنزلي منتشرة في احياء سكنية في مدن يمنية عدة واقعة تحت سيطرة الجماعة.
ووصل بلفيته الى التجارة بالجبال كما هول الحال مع شركة "الجمل" للخرسنة والتي يديرها (محمد احمد محمد الجمل) في منطقة ضلاع همدان بشمال غرب صنعاء، من خلال شراء جميع جبال المنطقة وإحالتها إلى خرسانة كمشروع استثماري لصالح احدى شركات المقاولات التابعة لفليته، وصاحب الامتيازات الأكبر في قطاعات النفط وشركات الصرافة.
وحسب التقارير فإن شركة الجمل فليته قامت بشراء جميع منتجات كسارات الخرسانة في المنطقة والاستحواذ عليها والتحكم باسعار المادة، ما أدى التحكم بالسوق.
ونقلت التقارير عن مالكي الشاحنات الناقلة للخرسانة قوله: "كنا نشتري المتر المكعب بـ3800 أو 4000 ريال من أفضل كسارة، هذا طبعاً بالإضافة إلى أن أصحاب الكسارات كانوا يدفعون منها مبلغ 1200 ريال لسلطة صنعاء تحت مسمى الزكاة والجيولوجيا، فكنا نعمل بكل سلاسة حيث السعر معقول جداً في ظل جو من التنافس بين أصحاب الكسارات، يعني القاطرة التي حمولتها 50 متراً مكعباً كنت أحملها من الكسارة قبل شهر بـ180,000 أو بـ200,000 ريال".
تلك هي تجارة الحوثيين التي تسبب في تدهور المعيشة للمواطن اليمني وحرمانه من بناء حتى غرفة تأويه واطفاله في ظل التحكم باسعار مواد البناء بما فيها الخرسانة القادمة من الجبال الطبيعية لليمن.
بصرف النظر عن اللغة التي استعملها أبو صلاح الجمل مع أصحاب الكسارات، وما إذا كانوا قد استجابوا تواطؤاً منهم أم أنها استجابة تحت التهديد، باعتبار أن “الجمل دولة ويتبع محمد عبدالسلام رأساً، بحيث لو سألت أي عجوز في همدان فإنها ستؤكد لك ذلك الأمر، حتى محل المفروشات قد هي باسم الجمل”. حسب سائق الشاحنة. فقد استطاع بـ”صميل الدولة” أن يحتكر الكسارات تماماً بحيث لم يعد بوسع أحد التحميل منها إلا بأوامر منه.
ولكي يحرص على مصير كل حصوة خرسان تخرج من الكسارات، “أنشأ مكتب تحصيل عند بوابة كل كسارة واستقدم إليها طقوماً عسكرية، والآن يبيع لنا المتر الواحد بـ7800 ريال، ويحمل لنا منين ما يشتي هو، حتى تراب، وأصبحنا نحمل الشاحنة سعة 50 متراً مكعباً بـ380,000 بزيادة تصل إلى الضعف، يعني 200,000 بندفعها باطل وكري نصفه تراب”، وفقا لصاحب الشاحنة الذي وصف ما يحدث بأنه “احتكار بصميل الدولة، نهب وسرق ما قد حدث ولا في أي مكان في العالم”.
ويجمل المبلغ الذي يتحصل عليه الجمل يومياً بأنه لا يقل عن ثلاثين مليون ريال، في حين استجاب ملاك الكسارات واصحاب المناطق الجبلية في همدان لما فرضه الجمل الذي يحظى بدعم فليته مباشرة.
ما يحدث في ضلاع همدان مثال صارخ لما تمارسه عصابة الحوثي عبر قياداته الفالتة وعلى راسهم فليته من متاجرة ونهب جميع حقوق اليمنيين واستغلالها لصالح تلك القيادات وعملياتها الاجرامية والفكرية المرتبطة بايران وفكرها الطائفي الارهابي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news