في ظل جمود وغموض عملية السلام.. ما الذي يراد لليمن؟.. تقرير

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 42 مشاهده       تفاصيل الخبر
في ظل جمود وغموض عملية السلام.. ما الذي يراد لليمن؟.. تقرير

عدن توداي /تقرير

سياسي

لطالما كانت الأزمة اليمنية في وضع الجمود منذ سنوات، لكنها لم تكن بهذه الحالة القائمة الآن على الإطلاق، حيث لا أحد يعرف أين توقفت بالضبط، ولا من أين ستبدأ الجولة القادمة، سواء على صعيد الحل السياسي، أو الحرب.

وضع محيِّر يبدو في نظر كثيرين بلا سبب، ولا هدف، لكن نتائجه قد تكون مخيفة؛ لأن هذا الوضع ينذر بانسداد كل المخارج التي كان البعض يلوِّح بها، ومنها المخرج الإجباري الذي كانت تشيّده السعودية عبر التسوية بينها وبين الحوثيين.

– صفقة مع الحوثي

يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الأستاذ عبد الغني الإرياني: “كانت السعودية تنوي أن تعقد صفقة مع الحوثي تخرج نفسها من الأزمة اليمنية وتترك اليمنيين لمصيرهم، وهذا كان يعني أن الحكومة الضعيفة والمنقسمة لن تستطيع التفاوض على اتفاق -بالشراكة في السلطة مع الحوثيين- يؤدي إلى شراكة حقيقية، وهكذا كان الحوثي سيّد المشهد في اليمن”.

وأضاف: “وبما أن الحوثي غير مقبول من غالبية اليمنيين فمعنى ذلك أن اليمن لم تكن في مسار يمكن يؤدي إلى استقرار دائم، بل وأظن أن أي دولة يحكمها الحوثي بعقليته (الطائفية المذهبية) يمكن أن تستمر لفترة طويلة”.

وأوضح: “الاتفاق بين السعودية والحوثيين كان سيؤدي إلى انهيار الدولة اليمنية على المدى البعيد”.

وتابع: “ما قام به الحوثيون من أعمال حربية؛ نصرة لإخواننا في غزة -وهو عمل مشرِّف ونفتخر به جميعا- أدى إلى قلق كبير لدى المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي”.

وزاد: “كان واضحا أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا وغيرهم كانوا يعرفون أن الاتفاق بين السعودية والحوثي معناه تسليم الدولة اليمنية للحوثي، لكنهم لم يأبهوا لذلك الأمر”.

وبيّن: “كانت المشكلة -في رأيهم- مشكلة السعودية، الآن بعد ما ظهر من أن الحوثي ممسك للتجارة الدولية في مخنق أصبحت المشكلة مشكلة في نظر الجميع، وبالتالي ستتوقف التفاهمات السعودية والحوثية”.

وقال: “السبب هو أن السعودية لم تعلن توقفها”، مشيرا إلى أن “رغبة السعودية هي في تحييد الحوثي؛ في حال اتسعت الحرب أن لا يستهدفها بضرباته”.

ويرى أنّ السعودية “بعد انتهاء حرب غزة ستضع شروطا لا يقبلها الحوثي، وسيتوقف مسار عملية المفاوضات هناك”.

وأشار إلى أن “السعودية كانت قد أظهرت حماسا غير عادي، وقدَّمت تنازلات استثنائية للحوثيين للوصول إلى اتفاق”.

واعتبر أن “الإرادة السياسية في السعودية هي تصفير المشاكل، وذلك يعني إقفال ملف الحرب في اليمن بأي ثمن كان، وهذا ما قدّمه السعوديون للحوثيين، والحوثيون استغلوا ذلك وانتزعوا تنازلات استثنائية”.

واستطرد: “أما بالنسبة للإمارات فأنا أرى أنها لن تكون بناءة في الوصول إلى وضع مستقر في اليمن؛ لأن من صالحها أن تظل اليمن غير مستقرة، لكي تنشغل بها السعودية، فهذا يعيق قدرة السعودية على منافسة الإمارات في عدد من القضايا، سواء كانت إستراتيجية أو اقتصادية واستثمارية”.

وأضاف: “بالنسبة للمجتمع الدولي، أثبت من خلال عشرات السنين من دعم محاولات الإصلاح السياسي والإداري أنه يدرك أن الاستقرار في اليمن في صالحه، وأن البديل عن الاستقرار في اليمن معناه قوى إرهابية ممكن أنها تحتل المساحات التي لا تتمكن الدولة من السيطرة عليها، وتكون مصدر قلق لأمن المجتمع الدولي والتجارة الدولية”.

وأردف: “الشرعية -للأسف- منقسمة ومحكومة من الخارج، وقد أظهرت ضعفا ليس فقط في مواجهة الضغوط الداخلية، ولكن أيضا في مواجهة الضغوط الخارجية، ولا تستطيع أن تقول لا، وبالتالي ليست جزءا من المعادلة الآن”.

ولفت إلى أن “الشرعية أخرجت نفسها من المعادلة بضعفها وانقسامها، وبالتالي المعادلة هي في الواقع الآن بين السعودية والحوثيين وبين السعودية والإمارات”.

وقال: “في رأيي أن المثل اليمني الذي يقول [لا تقول بُم إلا بمشافر] يفسِّر ما حصل في موضوع البنك المركزي”.

وأوضح أن “الإرادة السياسية لم تكن موجودة، ولا القدرة، ولا ضمان الدعم الحقيقي من السعودية”، مشيرا إلى أن “المحافظ والفنيين، عندما اتخذوا تلك الإجراءات، وجدوا أنفسهم وحيدين”.

وأضاف: “المعركة بين الحوثي والولايات المتحدة الأمريكية لن تبدأ بشكل جاد إلا بعد انتهاء حرب غزة، وهناك عاصفة فيما يخص اليمن”.

وتابع: “على مستوى الدولي، إذا توسعت الحرب فكل الاحتمالات قائمة، وقد يؤدي ذلك إلى دمار شامل في المنطقة”.

– جمود أم تجميد؟

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، الدكتور عبد الباقي شمسان: “هناك فرق بين الجمود والتجميد، هناك تجميد ليس تجميدا، وإنما هناك إستراتيجية في المنطقة لا تتعلق بالحوثي منفصلا”.

وأضاف: “هنالك الملف الإيراني المتعلق بالبرنامج النووي، والمتعلق بإحلال إيران بديلا عن إسرائيل كعدو مهدد أول يتعلق بالممرات الدولية، يتعلق بكثير من القضايا”.

وأوضح: “المملكة العربية السعودية -عندما أدركت أنها دخلت إلى مصالحها في اليمن، وهذه المصالح تضاربت مع سلطنة عُمان ومع الإمارات، وأيضا مع التوجُّهات الأمريكية التي تريد بقاء الوضع هشا وضعيفا- أرادت أن تخرج (من الحرب في اليمن)”.

وتابع: “المجتمع الغربي يُراقب ما يحدث في اليمن وهو يريد أن يحمِّل دول المنطقة تبعات هذا الملف”.

ويعتقد أن “السعودية لا تستطيع أن تنسحب من اليمن؛ نظرا لأنه لا بُد من إيجاد تسوية، أو إيجاد توافقات بين إيران وبقية بلدان المنطقة، رغم أن إيران وبقية بلدان المنطقة معروف ما هو المخطط له”.

وأكد أن “المخطط له أن تكون إيران لاعبا فاعلا في المنطقة، وتضعف مجموعة من الدول، بحيث تصبح مهددا رئيسا، ومن هنا سندخل في تطبيع، وفي إقامة علاقات مع إسرائيل”.

واعتبر أن ما يقوم به الحوثيون هو “أفعال إرهابية هددت الشعب اليمني، وقامت بتدمير مقدراته، وبالتالي ما يحدث من تهديد للملاحة الدولية لا يخدم المسألة الوطنية والقومية”.

وتابع: “أولا تم قصف اليمن وتدمير قدرات الشعب اليمني، ثانيا أوجدت الأساطيل العسكرية في البحر الأحمر، ثالثا ربطت هذا الملف بمصالح إيران”.

وبيّن: “لا علاقة للشعب اليمني، ولا للشعب الفلسطيني، ولا كل هذه القضايا، بما يتحرَّك فيه الحوثي”.

ويرى أن “الحوثي له مشروعه الواضح والصريح وهو استعادة الحكم؛ باعتباره صاحب الحق الإلهي بالحكم، هذا له إستراتيجية داخلية تقوم بالسيطرة على الجغرافيا، وعلى المؤسسات، وتغيير الذاكرة الوطنية، وإيجاد اقتصاد مستقل، ثم على المستوى الإقليمي هناك تحالفات مع إيران، وهناك توافقات حتى مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وقال: “الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الأوروبية لا تريد القضاء على الحوثيين، لأن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بقاء الحوثيين”.

وأوضاف: “كل ما يقوم به الحوثي هو تدمير الشعب اليمني، وتجويعه، وانتهاك سيادته، وتقديم خدمة للدول الاستعمارية التي تسعى إلى السيطرة على الجغرافيا”.

وأوضح: “عندما نستخدم كلمة طرف، فنحن أمام فخ ولغم؛ لأن المجتمع الدولي والإقليمي لعب دورا كبير جدا بحيث إنه جعل المجلس الانتقالي الجنوبي والحوثيين طرفا من أطراف النزاع إلى جانب سلطة هشة”.

وتابع: “لا يمكن لما يسمى بالسلطة الشرعية أن تتخذ قرارا سياديا له أبعاد وطنية وإستراتيجية؛ لأن الدليل على ذلك هو أن أي قرار وطني يتم إلغاؤه، ويتم تجميع هؤلاء في الرياض، ومن ثم يتم التراجع عن أي قرار متخذ”.

ويعتقد أن “جعل الانقلابيين في اليمن طرفا من أطراف النزاع مرتبط بإستراتيجية ترتيب منطقة الشرق الأوسط، وتوجّه دولي وإقليمي لبقاء الوضع اليمني هشا”.

وزاد: “إضعاف السلطة الشرعية حد الاختفاء، أو أنها مركب متعدد الانتماءات الهدف منه هو أن يوجد على المستوى البعيد سلام هش ضعيف قابل للاشتعال في أي لحظة وبالتالي يصبح لا بُد من رعاية دولية وإقليمية لأي اتفاق سلام، وهذا يعني أن القرار اليمني سيظل مصادرا لعقود”.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تسليم المرتبات في صنعاء وعدن ومسؤول حكومي يحتقر العملة اليمنية

المشهد اليمني | 4240 قراءة 

انفجارات عنيفة تهز هذه المحافظة مع مشاركة الطيران

كريتر سكاي | 3361 قراءة 

بشرى سارة بشأن صرف مرتبات ثلاثة أشهر

كريتر سكاي | 3194 قراءة 

الرواتب انقطعت في المحافظات المحررة وجماعة الحوثي تقر صرف الرواتب بشكل شهري للموظفين. ماذا يدار خلف الكواليس؟

يني يمن | 1658 قراءة 

شاهد بالصور .. شارع صنعاء يظهر بمشهد غير متوقع لأول مرة

كريتر سكاي | 1140 قراءة 

مطاردة دامية و50 طلقة نارية في جولة دار سلم.. شاهد كيف اغتال الحوثيون الشيخ أبو شعر بصنعاء ”فيديو”

المشهد اليمني | 1127 قراءة 

وصول طائرات أمريكية متطورة إلى مخازن الحوثي.. خبراء يحذرون من مخاطر امتلاكهم لها

نافذة اليمن | 1016 قراءة 

بشكل مفاجئ!.. الرئيس الفلسطيني ”محمود عباس” يسلم منصبه الرئاسي لهذا القيادي المعروف!

المشهد اليمني | 960 قراءة 

جبايات تنتهي بجريمة قتل.. احتجاجات واسعة في دمت تنديداً بانتهاكات الحوثيين "صورة"

حشد نت | 959 قراءة 

مصادر تكشف حقيقة قرار صرف الرواتب في مناطق سيطرة الحوثي بشكل دائم

وطن الغد | 942 قراءة