فعلت مليشيا الحوثي مؤخراً حملتها التي تستهدف إخضاع كوادر وموظفي الجامعات الأهلية والقيادات الأكاديمية والإدارية لدورات طائفية مغلقة، تنتهي بزيارة إجبارية لضريح زعيم الجماعة في صعدة وأداء قسم الولاية لعبدالملك الحوثي.
مصادر خاصة قالت إن مدينة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد هذه الأيام نشاطًا محمومًا وتحشيدًا غير مسبوق، ضمن ما تسميه الجماعة أسبوع الشهيد، والذي يتضمن أنشطة عسكرية تعبويه وطائفية.
وأضافت المصادر أن رؤساء وكوادر الجامعات الأهلية تم اقتيادهم إلى هذه الدورات التعبوية والطائفية التي تستمر أسبوعًا كاملًا، وينفذها الجهاز الحوثي المستحدث تحت مسمى "جهاز التعبئة العامة".
وأوضحت المصادر أن منتسبي إحدى الجامعات قضوا مؤخراً في هذه الدورة التعبوية خمسة أيام في بدروم كلية العلوم الشرعية بجامع الصالح بصنعاء، بعد أن تم سحب هواتفهم وكل وسائل الإتصال منهم، وتم أخذهم بعدها إلى صعدة لزيارة ما تعتبره الجماعة "أماكن مقدسة"، في مقدمتها ضريح مؤسس المليشيا حسين بدر الدين الحوثي في منطقة مران بمديرية حيدان.
وأشارت المصادر إلى أخذ الأكاديميين ورؤساء الجامعات إلى "جرف سلمان"، الذي قاد منه حسين الحوثي التمرد ضد الدولة في بداية عام 2004، حيث يتم سرد سيرة لما تسميه المليشيا "نضال زعيمها والمعجزات والكرامات التي حدثت في الكهف".
وأفاد مصدر خاص في جامعة آزال أنه "خلال الزيارة للضريح يردد الزوار دعاء وتوسل لحسين الحوثي ثم قسم الولاء المعروف لعبد الملك الحوثي: اللهم إننا نتولاك ... ومن أمرتنا بتوليه سيدي عبدالملك ... إلخ".
وأشار المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لدواعي أمنية، إلى أن الزيارة تتضمن "مجموعة من الأضرحة لقيادات مؤسسة للمليشيا ومقابر لقتلاها في مران وآل الصيفي ومنطقة مطرة، وفي الأخير يتم مصادرة الهواتف بمجرد دخولهم المنطقة التي تعتبر شبه خالية من السكان إلا من بعض المواقع التي يعتقد أنها معسكرات وأماكن للتدريب".
وعن تفاصيل تلك الأنشطة، تقول المصادر التي شاركت في حضور الدورات إن الجماعة تحاول "تصوير معارك التمرد ضد قوات الحكومة كجهاد"، انتهى "بتمكين الله لهم ونصرهم رغم قلة عددهم وعتادهم واعتبار ذلك دلالة على التأييد الإلهي للجماعة المتمردة وقائدها، وكيف أن الجماعة بفضل هذا التأييد أصبحت قوة عسكرية ضاربة أدبت الصهاينة والأمريكان وأصبح العالم يحسب لها ألف حساب".
وتحدث المشاركون في الدورات عن مشاهدة "أعمال إنشائية ضخمة لتشييد ضريح حسين الحوثي الذي تم قصفه من قبل التحالف بداية الحرب في 2015، وتشييد أضرحة أخرى لقيادات مهمة في الجماعة لتكون مزارات شبيهة بمزارات الشيعة في العراق".
وعن البرامج التعبوية في تلك الدورات، أوضحت المصادر أن المشاركين في الدورات، وهم في الغالب ممن حضروا مجبرين، يتلقون محاضرات متعددة ويشاهدون فيديوهات مأخوذ معظمها من خطابات لحسين وعبدالملك وحسن نصر الله، كما تتضمن مقاطع وتعليقًا صوتيًا يحرض على المملكة السعودية وأخرى لمشاهد من معارك غزة وجنوب لبنان.
وبحسب المصادر، فإن هذه الأنشطة والدورات والزيارات يتم تنفيذها على نفقة وحساب الجامعات الأهلية، حيث تم سحب عشرات الملايين منذ بدء العام الدراسي من جامعة العلوم والتكنولوجيا وحدها على سبيل المثال لتنفيذ هذه الأنشطة وتسخير كل إمكاناتها من مبانٍ ووسائل نقل وغيرها لصالح الجماعة.
وتسعى المليشيا عبر جهاز التعبئة العامة إلى تعميم هذه الدورات الطائفية على جميع الكوادر الأكاديمية والإدارية في الجامعات التي تم السطو عليها خلال الفترة الماضية، أو ما زالت تعمل تحت إشراف المليشيا الحوثية، وذلك تحت شعارات متعددة من قبيل الاستعداد لمواجهة العدوان الوشيك على اليمن من قبل أمريكا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة، ومواصلة دعم غزة ولبنان.
وكانت المليشيا الحوثية قد أقرت في أوقات سابقة يومًا في الأسبوع لتقديم محاضرات طائفية في الجامعات والكليات في مختلف المراحل الدراسية، وذلك عبر مشرفيها الثقافيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news