عدن توداي:
بقلم : سمير يحيى عبدالاله
تعتبر انتفاضة 2 ديسمبر 2017 حدثًا بارزًا في تاريخ اليمن الحديث، حيث قادها الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح، ورفاقه من أعضاء المؤتمر الشعبي العام، وجاءت هذه الانتفاضة في سياق معقد من الصراعات السياسية والعسكرية التي شهدها اليمن منذ عام 2011، حيث كانت البلاد تعاني من أزمات متعددة، بما في ذلك الحرب الأهلية، والتدخلات الخارجية، والانقسام السياسي.
تولى عبدربه منصور هادي السلطة، ولكن سرعان ما واجهت حكومته تحديات جسيمة، بما في ذلك تدهور الأوضاع الاقتصادية، والصراعات القبلية، وصعود جماعة الحوثي التي استولت على العاصمة صنعاء في سبتمبر عام 2014.
على الرغم من أن المؤتمر كان جزءًا من العملية السياسية، إلا أن انقسامه الداخلي بين مؤيدي (الشهيد صالح) ومؤيدي هادي أدى إلى تفاقم الأوضاع، وكانت الانتفاضة تهدف لاستعادة مكانة المؤتمر بعد سنوات من التهميش، حيث كانت هناك هيمنة حوثية على القرار السياسي، ما دفع (الشهيد صالح) إلى التحرك ضد هذا الوضع، وكانت الظروف المعيشية في اليمن تتدهور بشكل متسارع، مما زاد من الغضب الشعبي ضد الحكومة والحوثيين.
مقالات ذات صلة
بين يوم خروج محمود الصبيحي من الأسر…وتعليق جعفر الكعلولي في ذالك اليوم…تكمن الحقيقة.. كتب /حسان البصيلي
التغير الأخلاقي واختفاء العادات الحسنة.
في 2 ديسمبر 2017، انطلقت الانتفاضة بشكل مفاجئ، حيث دعا (الشهيد صالح) أنصاره للخروج في مظاهرات ضد الحوثيين، موجهًا لهم انتقادات لاذعة، وانطلقت المظاهرات في صنعاء، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحوثيين.
وسرعان ما تحولت المظاهرات إلى مواجهات مسلحة بين قوات الحوثيين وأنصار الشهيد صالح، مما أدى إلى تصاعد العنف في العاصمة صنعاء، وتمثل هذه المواجهات نقطة تحول في الصراع، حيث بدأت الحرب تأخذ بعدًا جديدًا من العنف والدمار.
على الرغم من أن الانتفاضة لم تحقق أهدافها المرجوة، إلا أنها كانت لها نتائج مهمة على الساحة السياسية في اليمن، وبعد أيام من الانتفاضة، تم قتل (الشهيد صالح) على يد الحوثيين، مما أدى إلى تفكك المؤتمر الشعبي العام بشكل أكبر، وأدى إلى تعزيز موقف الحوثيين في الصراع، حيث تمكنوا من القضاء على أحد أبرز خصومهم.
في خضم هذه الأحداث المتشابكة، برز دور الدكتور رشاد العليمي، الذي تولى رئاسة مجلس القيادة الرئاسي بعد تشكيله في أبريل 2022، حيث يُعتبر العليمي شخصية بارزة في المؤتمر، ولعب دورًا مهمًا في إعادة تنظيم الحزب وتعزيز وحدته، خاصة بعد استشهاد (الشهيد صالح).
وعمل “العليمي” على توحيد صفوف المؤتمر الشعبي العام، من خلال استقطاب الأعضاء الذين كانوا منقسمين بعد وفاة (الشهيد صالح) وسعى إلى تعزيز دور الحزب في المعادلة السياسية اليمنية، مما ساعد على إعادة بناء الثقة بين الأعضاء.
كان “للعليمي” دور فعال في تنسيق الجهود مع التحالف العربي لمواجهة الحوثيين، وعبر عن التزامه بإعادة الشرعية إلى اليمن، مما ساهم في توحيد الجهود ضد الكهنوتية الحوثية، وبصفته رئيسًا لمجلس القيادة الرئاسي، عمل على تطوير خطط اقتصادية تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب اليمني.
وتمثل انتفاضة 2 ديسمبر 2017، نقطة فارقة في تاريخ اليمن، حيث عكست الصراعات الداخلية والانقسامات السياسية التي تعاني منها البلاد، على الرغم من أن الانتفاضة لم تنجح في تحقيق أهدافها، إلا أنها كشفت عن عمق الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، يبقى دور الدكتور “العليمي” محوريًا في إعادة الدولة المدنية الحديثة و بناء المؤتمر الشعبي العام واستعادة دوره الفاعل في الساحة السياسية، مما يبرز أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، وتظل هذه الأحداث درسًا مهمًا في فهم الديناميات السياسية في اليمن، ودور المؤتمر الشعبي العام في المشهد السياسي المعقد.
* عضو اللجنة الدائمة
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news